الانظمة تصنع الوعي

16/08/2013 3
عبدالله الجعيثن

من أكبر المشكلات التي تواجه الاقتصاد والمجتمع ضعف الوعي بل وانعدامه أحياناً.. هنا يسود الهدر والفساد وتضيع الحقوق ولا يميز الناس بين الصالح والطالح لأن فاقد الوعي بما يدور حوله لا يستطيع التفاعل الإيجابي مع المجتمع ولا مع التنمية ولا يعرف بدقة حقوقه وواجباته وقد يتعب ويكد ولكن ثمرة ذلك محدودة جداً.

لنأخذ سوق الأسهم مثالاً: هناك شركات خاسرة ترتفع أسعارها بشكل يفوق قيمتها العادلة أضعافاً مضاعفة، ومع ذلك يجد من قام برفعها - بواسطة النجش والتدوير - من يدخل معه ويشتري منه خاصة إذا رفعها لأرقام خيالية - بعد أن استولى على معظم أسهمها في عدد كبير من المحافظ التي يديرها سراً ضد النظام - مثل هذا لو لم يجد أناساً ضعيفي الوعي لما تجرأ على ما فعل.

والأمثلة لا تحصى في أهمية الوعي البالغة في حياتنا كلها، فالديمقراطية لا تنجح إلاّ في مجتمع يسود الوعي أفراده، والوعي يأتي معه بمعان جميلة كالتسامح وقبول الآخر ومعرفة الحقوق والواجبات.. ومثل الديموقراطية الاقتصاد الذي لا ينهض إلاّ بوعي معظم الأفراد بحيث ينبذون الهدر والإسراف ويشاركون في فضح الفساد ويطالبون بحقوقهم وفق النظام ويتقنون ما يسند لهم من أعمال.

والأنظمة بما فيها مناهج التعليم ووسائل الإعلام تصنع الوعي لدى الناس ساهر على مآخذه أوجد وعياً إجبارياً بخطورة السرعة وقس على ذلك أموراً كثيرة هامة.