إستثمارات الملك عبدالله الضخمة

09/02/2010 6
احمد ابو عبدالله

" للأسف أنكم في الخليج تستثمرون في التراب والإسمنت بينما الإستثمار الحقيقي هو في الشعب ". مهاتير محمد.

قبل عدة سنوات زارنا في الخليج  السيد/ مهاتير محمد قائد النهضة الماليزية ومهندس نجاحها وكان في معرض زيارته ان شاهد ناطحات السحاب والمباني والأنفاق في أحدى المدن الخليجية وكان يعتقد مضيفوه بانه منبهر مما يرى من تطور عمراني هائل لكن جاءت ملاحظته أعلاه كالصاعقة على كل ذي قلب حي، نعم فالإستثمار الحقيقي هو في العقول وليس في الحديد والإسمنت ولذلك أي متابع للشأن الخليجي بشكل عام والسعودي بشكل خاص يجد أن الإهتمام بالتعليم والإستثمار في العقول إختلف جذرياً عن ماكان قبل عقدين من الزمان ولنأخذ السعودية كمثال بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، فكثير من المجالس يتحدث بإنتقاد عن الوضع العام المالي للفرد السعودي خصوصاً حينما يقرأ أرقام الميزانيات المعلنة والمخصصات المالية الضخمة للقطاعات الصحية والتعليمية وغيرها ويربطها بالتضخم والإنتكاسات في سوق الاسهم إلى قضايا الفساد المالي التي تؤثر مباشرة في الفرد وإن كنت لا أنكرها لكننا هنا سنختلف عنهم وذلك بالنظر إلى الجزء المملتىء من الكوب لذلك أقول بأن سياسات الملك عبدالله في هذا الشأن أقصد الإستثمار في الشعب هي سياسات جبارة وسنقطف ثمارها بإذن الله خلال السنوات القادمة ولا أدل على ذلك إلا بحقائق على أرض الواقع ففي الطفرة المالية إبان الثمانينات لم نهتم إهتماماً بالغاً في العقول وإستثمارها وإنما كانت إهتماماتنا في أطول برج وأطول نافورة وأطول طريق مرصوف واكبر ميدان وأعلى قصر..!! وماذا كانت مخرجات ذلك الجيل؟

للأسف كانت مخرجاته لاتوازي حجم المبالغ التي أنفقت عليه إنما جيل إهتم بعضه بالسفر إلى (بانكوك) وبعضه إهتم بقيادة ثورات فكرية طعنت الوطن في خاصرته ، لذلك أقول بأن إستثمارنا للطفرة الحالية في العقول تحت توجهات الملك عبدالله لن نتلمسه بأيدينا وفي جيوبنا هذه اللحظة لكننا نتلمسه  بعدد الجامعات السعودية التي قفزت من سبع جامعات إلى الضعف تقريباً خلال فترة وجيزة هذا غير الجامعات الأهلية  وغير المعاهد والكليات المتخصصة، ناهيك عن البعثات التي لم تبلغ أوجّها إلى الدول المتقدمة إلا في عهد الملك عبدالله وسيكون العدد خلال هذه الخمس سنوات إلى 150 ألف مبتعث ومبتعثة أو أكثر*1، أيضاً المشاريع العملاقة والتي ستكون بإذن الله محطات مالية إقتصادية لكثير من الدول كمشاريع المدن الإقتصادية، أيضاً المشروع الحلم  مشروع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا والتي نعول عليها الكثير لاسيما وأني أقرأ في الأحداث والتصريحات بان الملك عبدالله يريد أن تكون السعودية مرجعاً عالمياً في تقنية "النانو" لما يقدمه من دعم وإهتمام شخصي وحكومي لهذا التخصص وطلابه، لذلك أقول بأننا أمام موجه كبيرة من العلم والمعرفة لن تعود علينا إلا بالنفع إن شاء الله ، وإن كنا نعاني من تردي "جزئي" في الأوضاع المالية على مستوى الأفراد حالياً لكننا نزدهر وبقوة على مستوى الدولة والتعليم  وسنقطف ثمار إستثمارنا خلال السنوات القادمة بإذن الله ، جميل جداً ان يهتم الجميع بالإستثمار في عقله وعقول أبناءه بجانب الإهتمام بالإستثمار في سهم قد يرتفع وفي أحيان كثيرة قد ينخفض.

المصادر : *1 جريدة الحياة شهر فبراير عام2010 – تصريح الدكتور عبدالله الموسى وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون الابتعاث.