ماسافرت؟!

20/07/2013 5
عبدالله الجعيثن

أكثر من يراك في صيف المملكة أو يهاتفك يسأل مدهوشاً:

- ماسافرت؟!

وكأن السفر كتاباً موقوتاً أو فرضاً من الفروض، كأنه الأصل في الإجازة والبقاء في الوطن ضد الأصل!.. مع أنني رأيت العائدين من السفر في الإجازة أحوج مايكونون لاجازة من وعثاء السفر، ناهيك عن مصاريفه الكثيرة وفواتير بطاقات الائتمان التي تقض مضاجع المسافرين العائدين بعد أن (راحت السفرة وجاءت الفكرة) والفوائد على قروض بطاقات الائتمان تزيد على عشرين في المئة والعياذ بالله!

وشعب المملكة من أكثر شعوب الأرض أسفاراً في الاجازات وغير الاجازات! أسفار متكرره على طول السنة! زرافات ووحدانا! عوائل وافرادا! وفي سفر العوائل يصبح رب العائلة مرافقاً ومراقباً وحمّالاً وأمين صندوق ومفتوح المحفظة والجيب رغم أنفه فأي سعادة وراحه في سفر كهذا؟ أما اسفار العزاب فتختلف حسب المزاج والرفاق وتتفق في البذخ وشدة الصرف رغم أن كثيراً من المسافرين أحوالهم (على قدهم) ولكن السفر صار في نظرهم وجاهة!.

والسائح السعودي من أكثر السواح صرفاً واسرافاً وبذخاً دون عائد يوازي نصف مايصرف! كما أنه عرضة للاستغلال والنصب وله تسعيرة خاصة في الغالب تزيد عن بقية البشر، حتى إن صديقاً انضم إلى مجموعة سفر قادمة من الهند إلى دولة عربية بأسعار رخيصة ولكن موظف الاستقبال في فندق المجموعة حين رأى جوازه رفض أن يساويه بالمجموعة لأنه (سعودي) فقط! مع أن الاتفاق مسبق والمبلغ مدفوع! ولولا وقوف مدير الرحلة الهندي معه لرفضه الفندق إلا بضعف السعر!

كما أن ترتيب السفر قبل فترة طويلة وإجراء الحجوزات مبكراً حيث تنخفض الأسعار ويسهل حجز الفنادق والتذاكر شبه مفقود عند الأغلبية منا مع الأسف، أما الرحلات الجماعية التي ينخفض فيها السعر بشكل كبير فهي شبه معدومة!

إن بلادنا قد بارك الله فيها وفي اقتصادها بدليل أن نزيف العملات الصعبة منها مهول مهول: من الوافدين والمسافرين والمسرفين على طول السنة في السفر وفي الوطن، والله لا يحب المسرفين.

نقلا عن جريدة الرياض