هيئة مكافحة الفساد وهيئة سوق المال

13/06/2013 10
عبدالله الجعيثن

قال رئيس مكافحة الفساد الأستاذ محمد الشريف - في محاضرة - (بانه سيترك منصبه حال شعوره بأن الهيئة مجرد فراغ بلا دور وعاجزة عن كشف الفساد ومحاربته..) وهذا يحسب لمعاليه، ومع أنني لا أعرفه إلاّ أنني سمعت من ثقات أنه غاية في النزاهة.

قلت: لماذا لا يكون لهيئة مكافحة الفساد نظام واضح صارم يشبه نظام هيئة سوق المال يوضح جميع الافصاحات ثم المخالفات والتجاوزات التي تدخل في باب الفساد، مع صلاحيات تماثل صلاحيات هيئة سوق المال بالاستدعاء الفوري لكل من خالف لائحة مكافحة الفساد والتحقيق معه بواسطة قضاة شرعيين مفرغين لهذا الأمر المصيري وتكون قراراتهم نافذة بعد التصديق عليها من ولي الأمر.

إن "نزاهة" الآن تخاطب الجهات التي تشتبه بوجود فساد من أحد موظفيها أو في أحد مشاريعها وتمنحها شهراً للرد وكثيراً ما يمضي الشهر بلا رد، وأصلاً المهلة فرصة للمتهم ان يخفي الأدلة ويستخدم أسلحة البيروقراطية التي لا تنتهي، ومن المعتاد أن تدافع الجهة المتهمة عن المشروع أو الموظف المتهم بكل ما تستطيع حتى تبرئ نفسها،أما الاستدعاء والتحقيق الفوري من قبل (قضاة نزاهة) ففيه عنصر المفاجأة والسرعة وبث الرعب في قلوب الفاسدين أو من تسول لهم أنفسهم الفساد..

لقد عاصرت سوق الأسهم قبل وجود هيئة سوق المال وبعده، وكان الفرق كبيراً جداً فقد تحسن الافصاح بشكل رائع وتم ويتم ضبط المخالفات باستدعاء فوري مما جعل المتلاعبين يحسبون لهيئة سوق المال ألف حساب وهو ما يجب ان ينطبق على هيئة مكافحة الفساد.

نقلا عن جريدة الرياض