قدّم صندوق النقد الدولي عدة نصائح للحكومة السعودية، أهمها الحاجة لترشيد الطاقة، وكبح جماح التضخم. ولذلك سأعود إلى موضوع التضخم، حتى ولو كان في ذلك تكرار.
فالموضوع مهم، وسأعرض حججاً جديدة:-
من المبادئ الأساسية، التي يتعلمها طلبة الاقتصاد في الجامعة، هي أن أي اقتصاد سواءً كان الأمريكي، أو الصيني، أو السعودي، مع اختلاف محركات كل منها، فهو يمر بمراحل متبادلة، من الركود، والنمو.
فكل اقتصاد ينمو تدريجياً، حتى يصل إلى درجة تشبّع، ومن ثم يحدث تضخم، لأن الطلب يفوق العرض. وثم يصعب على السياسيين إيجاد سياسات تحفيزية، إذا تطلبت تلك السياسات الاعتماد على الإقتراض الداخلي، أو الخارجي. وأحياناً تكون العوامل الخارجية هي السبب، مثل انخفاض نسبة النمو في الصين، أو انخفاض الطلب على البترول، ومن ثم يحدث الركود.
نحن في المملكة، شهدنا نمواً غير عادي، خلال الأعوام 1974 – 1983م، وذلك بسبب الطلب العالمي الكبير على البترول، وهو ما سمح لنا بتنفيذ المرحلة الأولى من مشاريع بنية تحتية، ومشاريع بتروكيماويات، ومشاريع سكنية... إلخ ثم انخفض الطلب على البترول، حتى جاءت حرب الخليج، وحسّنت وضع أسعار البترول لفترة محدودة، ولكن في عام 1993م انخفض سعر البترول إلى تسعة دولارات للبرميل، وكادت الحكومة السعودية أن تجد صعوبة في سداد رواتب الموظفين، ناهيك عن تمويل بندي الصيانة، والمشاريع.
بعد عام 2004م، بدأت مرحلة الطفرة الثانية، وهي مستمرة حتى الآن.
ولكن هل لنا أن نتعلم من تجاربنا السابقة، ونعرف أن كل ما يصعد، لابد له أن ينزل، وهذه سنّة الحياة.
أكتب اليوم عن هذا الموضوع، لأنني أشعر أننا كمجتمع، وكمخططين اقتصاديين، نحب أن نتجاهل تلك الدورة الاقتصادية المعروفة، ونود أن نشعر بأن الأمور هي تمام التمام، ولا أحد ينتبه، إلى أن هذا العرس الجميل الذي نعيشه (أو على الأقل يعيشه بعضنا)، ستليه مرحلة صعبة من الانكماش، وحتى لو بقيت العوامل الخارجية مواتية، وهي لن تكون كذلك بالقدر الكافي. ومن أسباب التغير المتوقع، اكتشاف تقنية استخراج البترول، والغاز من الرمل الصخري في أمريكا.
ولذلك لابد لأوضاعنا الداخلية أن تتغير. ودعوني أوضح أكثر:-
- لأننا نمر بمرحلة استثنائية، نحاول خلالها التعويض عن عقد التسعينات الضائع، بالاستثمار في البنية الأساسية، والتعليم، والنقل العام، وشبكة الطرق، والسكك الحديدية، وتوسعة الحرمين، وكل هذه المشاريع وضعت على برنامج سريع للتنفيذ (Fast Track)، خلال مدد غير منطقية، من حيث قصرها، وما يخلقه ذلك من ضغط اليوم. ولكن دعونا نتصور ما سيحدث، عندما تنتهي تلك المشاريع، أو أغلبها، فكم من الطاقات الفائضة في كل المجالات، وأهمها قطاعا المقاولات، والتصنيع، ومن أهمها صناعة الإسمنت، وغيرها كثير من الطاقات، التي ستعاني كثيراً، لأننا حاولنا تنفيذ الكثير خلال مدد محدودة، ومكلفة، وكان بإمكاننا تمديد فترة النمو الاقتصادي،بدلاً من فرض جداول زمنية، غير منطقية، وهو ما سيؤدي إلى الركود.
نحن شعب عاطفي، يرفض التحليل العلمي، أو دراسة التجارب الأخرى، بما فيها تجاربنا نحن، منذ عام 1973م،وحتى اليوم.
مرة أخرى أكرر، أن علم الاقتصاد يقول إن كل مرحلة ركود يتبعها مرحلة انتعاش، ثم مرحلة ركود أخرى.
فهل لنا أن نتعلم ذلك، ونضعه ضمن خططنا، ومن ثم نهدئ الأمور، لغرض إطالة فترة الانتعاش الاقتصادي؟!
نقلا عن جريدة الجزيرة
أحببت أن أضيف أمرا، وهو أن الفاست تراك يجلب معه أمرا سيئا للغاية وهو ال Low Quality (الجودة المنخفضة)، وهي نتيجة طبيعية لكل شيء يُطبخ سريعا. ولنا في المشاريع المنفذة أخيرا شاهد وبيان.
ويعني ذلك تكاليف اضافيه للصيانه والترقيع ولتمشية الحال ... السبب يرجع لعدم وجود اهداف واستراتيجيات جعلت التسعينات الميلاديه بأكملها وقليل من الثمانينات تضيع دون تمويل مشاريع البنية التحتيه بالاعتماد على التمويل فكانت النتيجه فاست بروجكت على وزن فاسد فوود
استخراج البترول من الرمل الصخري تكلفتة استخراجه حاليا عاليه تزيد عن سعر الخام المتداول بنسبة تقارب ٤٥٪ ، من ناحية فائض طاقات المقاولات فالاعتماد الاكبر من الأيدي العامله مستقدمة ، مصانع الأسمنت لن تتأثر كثيرا لان البناء مستمر متوازيا مع ازدياد النمو السكاني مع امكانية التصدير . نعم جلنا شعب عاطفي يرفض التحليل العلمي او لا يدركه ويريد ان تلبى حاجته ولا يعنيه الوقت الذي يلزم لتلبية متطلباته ، مثل الطفل المدلل اذا لم يلبى طلبه فسيبدأ بالصراخ والإزعاج . مرحلة الانتعاش لا بد ان يليها مرحلة انكماش (ركود) ، لذا الحل الأمثل ان ندخر من السنوات السمان لناكل منها في السنوات العجاف. تحياتي وتقديري لكم.
ما قتلنا غير بطء الحكومة وتطنيشها. ناقصين.
كلامك سليم 100% لكن كثرة الانجاب التي احدثتها بحبوحة الطفره الاولى ومن ثم الربيع الحالي, خلت كل واحد يقول عسى التقصير مهو مني!!!!!!!!!!!!!
هذا الرأي وإن كان صحيحاً جداً فنياً وعلمياً ولكن يبقى تطبيقه صعباً جداً في ظل تدهور المعنويات العامة (أو ما سميته بعاطفية الناس) و ارتفاع مستوى التوقعات والمعايير عند عامة الناس ، والذي لم يكن عاطفة ولدت من فراغ ، بل هي عاطفة ولدها واقع غير مرض بالإجماع و أججتها المقارنة المستمرة والمرهقة جداً وغير العادلة مع دول الجوار!! ولا تنسى أنه كلما أبطأت وتيرة النمو ، فنحن عملياً قد نزيد الوقت الضائع إلى أكثر من عقدين من الزمن.... بمعنى آخر أن ما تخشاه هو مجرد ضريبة الوقت الضائع!!
الحاجة لترشيد الطاقة، وكبح جماح التضخم سيتحقق هذان الهدفان بكل يسر وسهولة اذا نجحنا باخراج نصف العمالة من السعودية. ولكن دون ذلك في الوقت الحالي خرط القتاد. ان اسهل طريقة في وضعنا لرفع القوة الشرائية للسعوديين هي في خفض العمالة بشكل كبير، حيث سينهار العقار ويصبح العقار في متناول غالبية السعوديية فملايين الامتار من المنازل والشقق والاراضي الخام ستغطي حاجة السعوديين بعشرات الاضعاف، حيث ان (مصائب قوم عند قوم فوائد). وستنخفض مصاريف الميزانية السعودية السنوية بشكل هائل (لن يروق ذلك طبعاً للهوامير) وسنحفظ بترولنا لاجيالنا ويخف الزحام والتلوث وستنخفض اسعار الغذاء والتعليم والعلاج...الخ
كذلك نطالب الحكومة برفع الدعم عن صناعة البتروكيماويات التي هي دعم لجيوب كبار الملاك، فالحكومة السعودية تملك فقط 30% من القطاع اذا استبعدنا سابك من الحسبة، او على الاقل يجب ازالة ثلثي الدعم المقدم لهذه الصناعة، فلماذا يصرف الشعب من ثروته (بيت المال) ليدعم جيوب الاثرياء في سلع تباع للخارج ولا يشتريها الناس. الا يكفي ما تتكبده الميزانية السعودية سنوياً من وجود 13 مليون وافد (رخييييص) على ارض المملكة.
أتفق معك، ولكن أحياناً يحتاج الفرد أن يفكر في نفسه أولاً بمعزل عن الدولة، بمعنى أن المطلوب من كل فرد أن يحسب حساب للأزمات الإقتصادية و ذلك يتحقق بالإدخار و الإستثمار. حتى يتوفر لك ما تحتاجه في حال لم تحصل على راتبك الشهري لا سمح الله. و أعتقد بأن التفكير من أسفل الهرم إلى أعلى الهرم أفضل من العكس، بمعنى في حال تثقف الأفراد و استطاعوا التعامل مع الأموال المتوفرة لديهم حالية بحكمة فلن يتأثروا بإذن الله بأي أزمات مستقبلية يعاني منها رأس الهرم.
اتفق مع فكر الكاتب ولكن كان هناك فترة طويلة توقفت فيها المشاريع في البلد لااكثر من عشرة سنوات ويجب ان لاننسي ان توقعات الناس كبيرة مقارنة لما يروه حولهم في دول الجوار والتطورات السريعة والمدروسة لم نستفيد من الطفرة الاولي والتي يفترض ان تكون جميع البنية التحتية متكاملة في جميع المناطق علما بأن سعر التكلفة حينذاك كانت اقل سوا في العمالة او المواد نحن مشكلتنا نعمل بدون VISION ونظرة بعيدة للمستقبل وهناك قلة يحملون الفكر البعيد الامد والمستشارين الحاليين فاشلين . بطء القرارات والروتين العقيم يجعلنا محلك سر وليس هناك نمو فكري يصب في مصلحة البلد وليس المتنفذين المعادلة بسيطة ولكن نحن اهل التعقيد والبيروقراطية وقد لانستفيد من الطفرة الثانية ولن يروها اولادنا اذا استمرينا العمل بنفس الوتيرة وبدون اخلاص كامل لله والوطن وكي نكون متفائلين اتمني الاعتماد علي المستشارين ذوي الخبرة وليس المنظرين وان نعمل بفكر وسرعة العمل الخاص اللذي ينظر الي النجاح والنمو وليس عد كم المصاريف
الاخ سليمان البترول بدء دورة ارتفاعه من عشر سنوات ونحن كمواطنين لم نري اثر هذه الطفرة حتي الان فاين الفاست ترك ؟؟؟!!!فماانجز هو بضعة مشاريع بارقام فلكية وخرافية مع سوء وتأخر في التنفيذ اما الباقي فنحن نسمع جعجعة ولانري طحنيا ....انظر لارقام الميزانيات وكم تضاعفت وكم صرف وانظر الي حالنا هل تغير بمايعادل هذا الصرف ابشرك موعد مع استشاري العظام في المستشفي ( العسكري ) بجدة لشخص اعرفه بعد ٨ اشهر نعم ثمانية اشهر وهو ضابط؟؟؟؟؟!!!!!!
الانجازات الحاصلة اغلبها رقمية زيادة في حجم الميزانية زيادة في الفائض زيادة الناتج الاجمالي زيادة في متوسط دخل الفرد زيادة الاحتياطيات والموجودات اما الواقع فقد تدني دخل الفرد نتيجة التضخم المواطن لايعرف ارقام بل يعرف الواقع ويتمثل في امور واضحة راتب ، سكن ، صحة ، تعليم ، فماهو حجم التغيير في هذه الامور مقابل مانسمع من ارقام بعضها تحسن فعلي محدود مقابل (تحسن رقمي) ضخم وبعضها تدهور مثل السكن والله المستعان