الطريق إلى الطاقة الشمسية «لتكن معجزة أخرى من أرض الحرمين»

01/06/2013 7
د. أنور أبو العلا

في زاوية السبت الماضي تحدثنا عن مشروع الطريق (ITER) إلى الطاقة النوويّة الاندماجية الذي تتعاون في الوقت الحالي الدول المتقدمة تقنياً ومالياً لنقله من الخيال إلى الواقع، ويبدو – حتى الآن – أنهم يسيرون حثيثاً في الطريق الصحيح لتحقيق الهدف.

بينما نحن نتحدث بأننا سننتج ونصدر الطاقة الشمسية بدلاً عن البترول بنفس الطريقة التي كنا نتحدث (بالأحرى نهايط) بها قبل أكثر من أربعين سنة عن ايجاد مصادر دخل بديلة للبترول.

هذا يجعلنا نتساءل لماذا لا نتعلم من الماضي ونتبع القول بالعمل (فالوقت كالسيف) ونبدأ باقناع العالم بأنه يوجد لدينا: الأرض، والشمس، والمواد الخام الأولية. ولدينا الاستعداد لتأهيل شبابنا الذكي في أرقى المراكز العلمية للمشاركة التقنية والمالية مع علماء ومهندسي العالم لإنشاء ITER (الطريق) لتطوير وانتاج الطاقة الشمسية في بلادنا على غرار مشروع التعاون العالمي ITERلتطوير وانتاج الطاقة بالاندماج النووي في فرنسا.

المملكة لا تستطيع أن تقوم بتمويل وتطوير المشروع وحدها. تماماً كما لم يستطع أي من: الاتحاد الاوروبي (27 دولة)، أو امريكا، أو اليابان، أو روسيا، أوالصين، أوالهند، أو كوريا – رغم تقدمهم التقني – القيام بتمويل وتطوير الإندماج النووي فرادى.

لو قارنا بين الطاقة الشمسية والطاقة بالاندماج النووي نجد أن الطاقة الشمسية موجودة بالفعل على أرض الواقع في كثير من دول العالم وكل ماتحتاجه خفض التكاليف وتطوير عملية التخزين لتصبح مصدر طاقة رخيصا ونظيفا وآمنا ولا ينضب.

بينما طاقة الاندماج النووي لازالت في مراحلها الأولى ولم يتأكد الإنسان متى سيتوصل إلى انتاجها اقتصادياً فوفقاً لجدولة ITER فإنه سيتم تجميع وتركيب جميع أجزاء المشروع (التي ستأتي تباعاً من 33 دولة تقنية في انحاء العالم) ثم إجراء الفحوص والتجارب إلى عام 2027 حيث سيتم القيام بأوّل عملية اندماج نووي بواسطة حقن ال TRITIUM ومعرفة مدى نجاح أو فشل المشروع.

من هذه المقارنة السريعة نكتشف أن الطاقة الشمسية قد تكون الأقرب للفوز بقصب الرهان لو هيئت لها الفرصة التي هيأتها دول العالم التقني للاندماج النوووي.

عندما تصدق النيات يسهّل الله الصعوبات. يقال ان المخصصات المالية (أرجو إذا كان أحد القراء لديه مرجع للرقم التقديري يذكره) لمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة ستتجاوز 100 مليار ريال (26.7 مليار دولار) أكثر من المخصص للمشروع العالمي ITER للاندماج النووي المقام في فرنسا الذي يبلغ حوالي 20 مليار دولار.

البترول اختص الله به أرض الحرمين ليكون معجزة القرن العشرين. فلعله لو حسّنا النيّة واخلصنا العمل أن يختصها الله بمشروع ITER للطاقة الشمسية ليكون معجزة القرن الواحد والعشرين.

(إن الله يبعث على رأس كل قرن من يصلح لهذه الأمة) فكما كان البترول المصلح لأحوال القرن العشرين فقد تصبح الشمس – بإذن الله – المصلح لأحوال القرن الواحد والعشرين.

أقترح أن تقوم مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة بالتنسيق مع دول مجلس التعاون (كخطوة لتحويل التعاون للاتحاد) بوضع خطة مشتركة لإنشاء ITER للطاقة الشمسية في المملكة على غرار ITER للاندماج النووي وتخصيص مبالغ بنسبة ايرادات البترول وإعداد الكوادر الخليجية ودعوة الدول التي نقول بأننا سنصدر لها الطاقة الشمسية لمشاركتنا تقنياً ومالياً في المشروع.

أمثال هذه المشاريع داخل أراضينا أجدى من تبديد فوائضنا المالية فيما يسمى حصالة الأجيال القادمة في بلاد غريبة تحت رقابة ناس غرباء.

نقلا عن جريدة الرياض