*يبدو سوق الأسهم قد إمتص وتقبل خبر تصفية شركة الاتصالات المتكامله من خلال جلسته أمس ربما قناعه من المستثمرين أن القرار جاء في صالح السوق كونه علامه مهمه على رد الفعل المتوقع تجاه الشركات المتلاعبه أو الخاسره في السوق.
وبغض النظر عن تفاصيل مشكلة "المتكامله" المعقده وغير الواضحه حتى الان يظل القرار مؤشرا على التوجهات الجديده لدى الجهات المسئوله حول رفض أي تلاعبات وتنفيذ قرارات كانت ربما مستبعده , كون شطب شركه من السوق يعد سابقه تاريخيه تستحق التأمل وتنبئ عن حزم ربما يتكرر مع شركات أخرى مستقبلا , وأمام ماحدث أمس من المستحسن التأمل في زاويتين.
*الاولى أن المتضررين "الأفراد" ربما هم من يستحق التعاطف في حكاية المتكامله والامر السامي حدد لهم الأولويه في "التصفيه" وهو شي حسن , ولكن تورط أفراد في هذه الإشكاليه يجب أن يكون درساً حتى لوكان قاسيا لمن يسير في السوق على نهج التوصيات والمضاربات والمغامرات دون دراسة لواقع الشركات وما إذا كانت خاسره أم ناجحه ومستوى الإدارات في تلك الشركات ما إذا كانت إداره جاده أمينه أو متلاعبه عليها شبهات..
إستثمارات الأفراد في السوق يجب أن تكون مبنيه على خطه إستثماريه واضحة المعالم وتقوم على أسس وتحليلات حول ربحية الشركات ومعدلات النمو , ومتابعه دقيقه لتطور عملها والإشكاليات التي تحدث وتؤثر في تحركات سهم الشركه , وأن لا يلتفتوا الى الشائعات وأسلوب "المقامره" الذي ينتهجه البعض حتى لا يكونوا وقوداً لهوامير السوق أو للأحداث المفاجئه التي تصيب الاسهم مثل ماحدث لأسهم بيشه والمعجل والباحه وأخيراً "المتكامله".
* الزاويه الأخرى التي تستحق الإلتفات مسئوله عنها هيئة سوق المال والجهات الاخرى وهي ضرورة عدم الموافقه على طرح شركات قيد التأسيس مهما كانت المبررات , بل يجب أن يترك للشركه فرصة العمل ورسم إستراتيجيات واضحه, ومتى مابدأت بتحقيق الربحيه ووضحت معدلات النمو المتوقعه لديها يتم إدراجها للناس , فليس من المنصف أن يخوض الافراد تجربة المغامره مع شركات جديده ليس لها تاريخ وليس لإداراتها أي نجاحات مسبقة.
كما ان إدراج شركة أصيبت بـ"الهرم" وبدأت تقل ربحيتها لايقل مخاطره عن إدراج شركات قيد التأسيس , فلا ذنب للناس أن يدخلوا في شركات مستنزفه في السوق أو متأثره بتقلبات الأسواق لمجرد انه كان لها نجاحات سابقه.
* من المهم أن يكون لدى الفرد المستثمر درجه عاليه من الوعي وأن لا ينخدع بأي تصريحات وأن يكون مقياسه لوضع أمواله في أي سهم معتمده على الربحيه ومعدلات النمو والسيره الحسنه لمجالس الإدارات التي أغلبها يعمل خلف الكواليس ونادراً أن تجد لهم تصريحات أو توضيحات للمستثمرين بدعوى أن هيئة سوق المال تمنعهم – حسب قولهم - , ولأن أسواق المال تحتاج الى شفافيه فإن الثقه لا يمكن أن تحيط بسوق معين مالم يكن على درجه عاليه جدا من الوضوح والشفافيه.
نقلا عن جريدة اليوم