إتجاه الذهب والاسهم بعد كسر الحواجز

15/04/2013 16
سامي صيدم

تعقيبأ على توقعي المشؤوم الذي نشر في تاريخ 05 سبتمبر 2011 في جريدة البيان الاماراتية عن ان الذهب قد وصل الى قممه التاريخية 1921 دولار انذاك وانه لن يرتفع بعد ذلك ابدا (راجع المقال)

http://www.albayan.ae/economy/opinions/2011-09-05-1.1497652

فانه فعلا كان توقع في الصميم وكنت لو تمنيت انه لم يحدث هذا التوقع واسميه بالمشؤوم لانه احبط امال الجميع فالكل يتوقع صعوده من وقت لاخر ولكنه تحول الى معدن مخادع لناظريه كما لمقتنيه كما أحبط أمال المحللين الكبار ونظرتهم العكسية من وقت لاخر حيث كان يعتبر الملاذ الامن لكثير من الصناديق السيادية والدول وصناديق التحوط وحتى للمستثمرين الخاصة والمؤسسات.

كوننا ما زلنا نعاني من تبعات الازمة الاقتصادية التي طال امدها ولم بعد الذهب الملاذ الامن بل تحول الدولار الملاذ الامن وانا لا اعتبر الدولار ملاذا امنا كما يتوقع البعض نتيجة ارتفاعه المتواصل ولكن اعتبر ان ارتفاعاته المتواصلة مؤخرا هي بسبب البيوع المستمرة للسلع والمعادن كالذهب وللعملات الاخرى كون البيع للمدخرات سواء ذهب او عملة او سلعة كالنفط هي للحصول على الكاش او السيولة وكل هذه المنتجات مسعرة بالدولار فلهذا تجد ارتفاع الدولار كونه الكاش الوحيد الناتج عن البيوع لهذه السلع او المنتجات وبالتالي ارتفاعه نتيجة توفرة كسيولة بعد البيع.

ما يحصل هنا هو ان العالم بكل اطيافه من مؤسسات او افراد تتجنب الافلاس تضطر حاليا لبيع ما لديها من مدخرات لتوفير سيولة وهذه السيولة عادة ما تكون الدولار نتيجة ان معظم هذه المنتجات مسعرة بالدولار.

توفر هذه السيولة يدعم منطقة الدولار كأمريكا الاقتصادية ودول النفط الخليجية وكل الدول التي تستلم دولار مقابل مبيعاتها من النفط اي ان هذه الدول سيتوفر لديها سيولة عالية من الدولارات او ما يعادها من عملتها المربوطة اصلا بالدولار مما سيزيد من رفاهية قوة الشراء من الخارج أكثر من الداخل وزيادة في معدلات التضخم في اسعار السلع المحلية رغم رداءتها ومزيد من ضخ السيولة في اسواق الاسهم لتوافرها مع الزمن وسنجد مزيدا من الارتفاعات في اسواق الاسهم الامريكية بشكل خاص حيث ستزيد معدلات الثقة بهذه الاسواق بسبب توفر السيولة الدولار عالميا بسبب موجات البيوع العارمة للسلع والمنتجات الاستهلاكية عموما ومزيد من بيوع مدخرات المعدن الاصفر على مستوى الدول.

الاسهم الامريكية ستزيد في ارتفاعاتها وقد نشهد مستوى ال15700 نقطة في الداو جونز هذا العام 2013 ولا اعلم ان كانت باقي الاسواق العربية والخليجية ستلحق هذا السوق ارتفاعا ولكن اعتقد بانها ستبقى في مكانها راوح دون ارتفاعات ولكن ستصحح بالتأكيد اذا صحح السوق الامريكي كونها (على ما أعتقد شخصيأ) بانها (أي الاسواق الخليجية) محكومة بمنظومة رقابية صارمة تمنع ارتفاعات هذه الاسواق بشكل حر ولا تبالي بانخفاضاتها العارمة وهذا وضح جليا منذ 2006 في اسواق الاسهم الخليجية وبالذات بعد انشاء هذه الهيئات (راجع تواريخ اكتمال انشاءها مقارنة مع اداء كل سوق).

كل ارتفاع في الاسهم سينتج عن زيادة في توافر عملة الدولار وضخها فيه بعد مزيد من البيوع للعملات والمعادن النفيسة والنفط وغيرها من السلع فالذهب سيكمل هبوطه الى مستويات 1464 دولار تقريبا ثم سيرتد قليلا ليصل الى قمم مؤقته الى 1532 دولار كاقصى حد ثم يتهاوى مرة اخرى الى 1447 دولار تقريبا ثم يعود يرتد الى 1507 دةلار تقريبأ ثم يهوي الى اخر قاع له وهو 1392 دولار تقريبأ ثم يبدأ بالانتعاش سريعا الى قمة مفاجأة وغريبة وهي 1621 دولار وبعدها يعود ليهبط تدريجيا الى قاع ليس جديدأ ولكن قريب من السابق وهو 1411 دولار والله أعلم. هذا السيناريو المتوقع القادم أتوقع حدوثه من الغد 15 ابريل 2013 وحتى ال5 اشهر القادمة بعون الله.

طبعا هذه الهبوطات في الذهب سيصحبها هبوطات اخرى في العملات كاليورو والجنيه والنفط وسيصحبها بالمقابل ارتفاعات في الاسهم وبالذات الامريكية ومن يتبعها من الاسواق لمنطقة الدولار الحرة منها فقط.