احتياطيات البترول هي عملية تقديرية قابلة للزيادة والنقصان فلا أحد يأخذ معه براميل فارغة ينزل بها إلى تحت الأرض لقياس عدد براميل البترول الموجودة في خبايا المكمن.
لكن هذا لا يعني انه لا يوجد طرق علمية موثوقة تعطينا تقديرات تقريبية لا سيما ان التعريفات للاحتياطيات مرنة تسمح بالزيادة والنقصان بفروقات كبيرة وفقا: للتقدم التكنولوجي، وتكاليف الإنتاج، وتطورات الأسعار (سواء أسعار البترول أو أسعار البدائل) ولكن هذه العوامل لا يمكن ان تزيد الكمية الاساسية الموجودة في المكمن ولكنها فقط قد تساعد على التنقيب عنها واكتشافها، وزيادة نسبة المستخرج منها.
حتى لا نشت بعيدا عن موضوع الزاوية سنركّز على بترول ارامكو فحتى بداية عام 1988 كانت احتياطيات البترول في الحقول المكتشفة في المملكة (كما قلنا في زاوية السبت الماضي) كالتالي: 530 مليار برميل الكمية الكلية في الموقع تصنّف الى 110 مليارات برميل احتياطي مؤكد و177 مليار برميل احتياطي محتمل و248 مليار برميل احتياطي ممكن والباقي 282 (53 % من الكمية في الموقع) لا يمكن استخراجها وفقا لتكاليف الانتاج والتكنولوجيا المتاحة والاسعار السائدة.
ثم فجأة في اواخر عام 1988 قفزت احتياطيات بترول (الخام والمكثفات) ارامكو المؤكدة الى حوالي 260 مليار برميل وبقيت هكذا تقريبا الى 1/يناير/2012 عندما خفضته ارامكو على موقعها الى 259.7 مليار برميل وهذا يعني ان معدل الانتاج عام 2011 (لأول مرة منذ عام 1988) كان اكبر بمليون برميل في اليوم من معدل الإضافات الجديدة الى الاحتياطي خلال نفس العام.
في المساحة المتبقية لهذه الزاوية سأحاول أن أبتعد عن تصوراتي (توقعاتي) الشخصية كما استقيتها من متابعتي بحكم تخصصي لاحتياطيات البترول وأحاول فقط ان انقل باختصار بعض تصريحات بعض العاملين في ارامكو عن تصوراتهم لاحتياطي البترول.
ارامكو منذ سعودتها بالكامل عام 1988 لم تعلن عن اي اكتشافات بترول جديدة تستحق الذكر باستثناء بترول منطقة الحوطة عام 1989 بما يعادل ملياري برميل من البترول الخفيف جدا. لكن رغم ان ارامكو السعودية بقيت متحفّظة في الرد على المشكّكين في احتياطياتها الا انه فجأة عام 2004 في محاضرة القاها احد نواب ارامكو وNansen Saleri (مدير المكامن حينذك) قدّما فيها لأول مرة معلومات تفصيلية عن احتياطيات البترول كالتالي:
700 مليار برميل مكتشفة في الموقع ويؤمل زيادتها باكتشافات جديدة على حدود العراق والربع الخالي والبحر الاحمر بمقدار 200 مليار برميل ليصبح اجمالي البترول في الموقع 900 مليار برميل. كما يبلغ الاحتياطي المؤكد 260 مليار برميل ويؤمل اضافة زيادة تقدر ب103 مليارات برميل ليصبح الاحتياطي المؤكد 363 مليار برميل.
لن اعلق على تصريحات منسوبي ارامكو ولكن سأستعرض بعض التصريحات كما هي (سواء اتفق او اختلف معها) لقد رأيت تصريحا للمهندس عبدالله جمعة (رئيس ارامكو السابق) يقول ان تقديراتنا للاحتياطي ستبلغ 340 مليار برميل. اما المهندس خالد الفالح لم أرَ له اي تصريح عن الاحتياطي وكأنه يقول اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.
كان بودي ان استعرض بعض تصريحات معالي المهندس علي النعيمي ولكن للأسف انتهت المساحة المخصصة للزاوية.
سأختم الزاوية بانطباعي الشخصي هو انني لا أثق في تصريحات Nansen Saleri وان اكثر اثنين ارتحت لتصريحاتهم عن احتياطيات بترول ارامكو هما المهندس عثمان الخويطر والدكتور سداد الحسيني.
الاحتياط خزعبلات لا تسمن ولا تغني من جوع، احتياط امريكا كان عمره الافتراضي ٧ سنوات والان امريكا تسير بعزم لتصبح مصدرا للبترول . بعد خمس سنوات نحرج على البترول ما يشتريه أحد والحمد لله على كل حال.
مشكلتنا ليست في الاحتياطي, المشكلة أننا لا نحسن كفاءة استخدام الطاقة حيث اننا نستهلك النفط بشراهة وبشكل متسارع يزداد نموه لأننا متساهلين ونقول بأنه لدينا احتياطي هائل يجب علينا أن نطور أساليب استخدام النفط حيث يقدر الاستهلاك المحلي حوالي2.8 مليون برميل يوميا ما قيمته اكثر من مليار ريال يوميا مع عدد سكان حوالي 30 مليون حيث اننا سادس اكثر دولة استهلاكا للنفط بالعالم ايضا هذا أكثر من استهلاك دول متقدمة كبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وايطاليا ؟؟؟؟!!
والبنزين الرخيص الذي يستفيد منه كل من هب ودب بما في ذلك الاجانب والشركات ايضا يساهم بالموضوع. فكأنها هبة من الدولة لهم. المفروض تعطى بطاقات تخفيض للمحتاجين من المواطنين فقط.