لقد كان شهر فبراير زاخراً بالتقارير التي أصدرتها إدارة معلومات الطاقة الامريكية عن تحليل احوال الطاقة في عدة دول فقد تلقيت في الايميل تقاريرها على التوالي عن كل من: تركيا، ومنطقة بحر جنوب الصين،والقابون،وتايلند،وسوريا. وبإجراء خيرة حادي بادي لاختيار موضوع زاوية اليوم اخترت سوريا كممثلة لبلاد الشام(سوريا، الأردن، لبنان، فلسطين/اسرائيل، شمال سينا).
سأبدأ بإلقاء نكتة تبادلتها الصحافة الاسرائيلية مؤخراً تقول إن موسى عندما خرج ببني اسرائيل من مصر تائهاً في سينا أخذ يتنقل سائحاً في الأرض يبحث عن وطن آمن لبني اسرائيل إلى أن قادته عصاه إلى البقعة الوحيدة في المنطقة التي لا يوجد فيها قطرة بترول.
ثم تلتها نكتة اسرائيلية أخرى تقول ولكن أخيراً قد تتحقق المعجزة، فقد تبين مؤخراً أن اسرائيل يوجد فيها احتياطي بترول (متوقع اكتشافه) أكبر من احتياطي بترول المملكة. لا علينا فلنترك النكات جانباً فالاسرائيليون لن يبزوا العرب في تبادل نكات المبالغة عن احتياطيات البترول. كذلك لن ندخل مع أبناء عمومتنا (كما يزعمون) في جدال من لديه بترول أكثر من الثاني حتى لايتوّهوننا كما توّه اسلافهم موسى وهارون أربعين سنة في صحراء سينا، وسنعود للحديث عن البترول في سوريا.
سوريا هي الحصن المنيع الأخير الذي استعصى - حتى الآن - على منجنيق الربيع العربي أن يدك أسوار عاصمتها دمشق (قبل أن يستطيع الانتقال إلى عواصم بلاد الشام الأخرى) لكن الربيع السوري استطاع بجدارة أن يشل الحركة الاقتصادية السورية بكاملها فأدى - وفقاً للتقرير - إلى خفض إنتاج بترولها بأكثر من 50% منذ مارس 2011 (بداية الربيع السوري) وبدأ قطاع الطاقة يعاني من استمرار الحرب فبلغت تكاليف تدمير الحرب لصناعة البترول 2.9 مليار دولار حتى اكتوبر 2012.
يقول التقرير في بداية عام 2013 بلغ احتياطي بترول سوريا 2.5 مليار برميل أكبر من احتياطي أي دولة من دول بلاد الشام (سوريا، الأردن، لبنان، فلسطين/اسرائيل) ومعظم بترول سوريا من البترول الثقيل والحامض مما يجعل تكريره صعباً ومكلفاً للمصافي، وبالتالي غير مرغوب للدول المستوردة خارج الاتحاد الاوروبي. ولذا أدّت المقاطعة الاوروبية إلى حرمان سوريا من حوالي 3.6 مليارات دولار حصلت عليها سوريا من تصديرها البترول إلى الأسواق الاوروبية عام 2011.
لعدم وجود مصافي كافية تستورد سوريا المنتجات المكررة من الخارج ولكن فقدانها لإيرادات تصديرها البترول الخام بسبب المقاطعة جعلها تجد صعوبة في استيراد احتياجاتها من المنتجات رغم استمرار بعض الدول كالعراق وايران وروسيا وفنزويلا في التعاون مع سوريا في مجال الطاقة.
سوريا بدأت اصدار الامتيازات لشركات البترول منذ الثلاثينيات ولكن لم يبدأ الإنتاج إلا أواخر الستينيات بكميات بسيطة اخذت تزداد تدريجياً ببطء إلى أن وصلت ذروتها 600 ألف برميل في اليوم عام 1995 ثم أخذت تنخفض تدريجيا إلى أن وصلت حوالي 300 ألف برميل في اليوم عام 2011.
تعتمد سوريا على ايرادات البترول ليس فقط من تصديره بل أيضاً من الرسوم على مرور أنابيب البترول العالمية في أراضيها التي تأمل سوريا أن تزداد أهميتها في المستقبل.
موضوع زاوية السبت القادم - ان شاء الله - بعنوان: تقرير ستاندرد اّند بورز (احتياطي بترول المملكة يكفي سبعين سنة ).
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
سيدي الكريم:نبي الله موسى عليه السلام لم يكن تائهآ و حاشاه أن يكون.فهو نبي معصوم و احد الأنبياء اولي العزم من الرسل. عن سعيد بن جبير: سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله: { فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض } الآية. قال: فتاهوا في الأرض أربعين سنة يصبحون كل يوم يسيرون ليس لهم قرار.
سيدي الكاتب العزيز ممكن أعرف شو إستفدنا من مقالك. بالرغم من جمال الصياغة والنكت الجميلة لكن لم أستطع معرفة الفائدة أو الجدوى من هذا المقال
نستفيد من المقال معرفة أن الربيع العربي شر وبلاء لكافة العرب، وما هو إلا سراب يلحقه الضامي فيموت من التعب.
sharpshooter نعم هي كذلك ولكن من يفهم؟؟؟؟؟؟؟
انتم والكاتب اطقع من بعض
awajiih ليس دفاعا عن الدكتور لاكن كلامه واضح أنه أسلافهم(لايتوّهوننا(الصهاينه الموجودين الأن) كما توّه اسلافهم(أجدادهم) موسى وهارون) وعتبي على دكتور فاضل عدم الصلاة والسلام على نبيين. ممكن الدكتور رأى أنه سوف تنشر في جريدة وكلنا نعلم ما في الجرايد من امتهان لأسماء الله عز وجل ترمى وينضف بها ولا حول ولا قوة الا بالله
عزيزي blackjojo: وقعت اخب الكريم في نفس مطب الدكتور الفاضل و هو ما اركز عليه بأن موسى و هارون لم يتوها لا حسيـآ و لا معنويآ بل مأموران بتبليغ الرسالة بغض النظر عن العواقب.تحياتي.
في مقالتك القادمة: احتياطي بترول المملكة يكفي سبعين سنة، كيف نتأكد من ذلك؟
الله يسهل الآمور
عدة نقاط - أبدأ بأكثرها فائدة: شكراً دكتور أنور لمشاركتنا بارقام من التقرير المذكور. أنا أحب "أرقام" كما أحب الأرقامز موضوع انتاج الزيت أو الغاز ووصولهما ذروة الانتاج فعلياً يختلف عن موضوع الاحتياطي المثبت أو التقديري لأي منهما. أشبهها بمن يسأك كم في جيبك الآن وكم صرفت شهرياً خلال العامين الماضيين ليستنتج من ذلك كم حسابك في البنك - أو أصولك (من أصل أو "Assets"). التقرير يذكر أن انتاج سوريا وصل 600 ألف برميل عام 1995 لتصل النصف قبل عامين - أي 2011 (وتناقصت بعد الثورة السوريه الحاليه). ملاحظة جانبيه: إضافة نكات أو ذِكر يهود في بداية مقال علمي يُنقص من قيمته العلمية ورصانته في موقع مثل ألفل-بيتا، بالذات عندما يتعلق بأن الله كتب على يهود أن يتيه معظمهم 40 سنه في عهد سيدنا موسى وسيدنا هارون - عليهما السلام --- ولا أظنه يتعلق بأن الموضوع أو الكاتب له علاقه "بالتيه"!!!