هموم الأقساط

21/02/2013 9
عبدالله الجعيثن

*قلّما يعرف الطمأنينة من عليه ديون وأقساط..

*ومع ذلك لم يعرف عصر من العصور فترة أسرف فيها الناس كل الاسراف في الاستهانة بالأقساط والاستزادة من الديون كما عرفت هذه الفترة، حيث يعيش أكثر من نصف العاملين مثقلين بأقساط شهرية تشاطر الأسرة رزقها،وتصادر من رب الأسرة راحته، وتضع القلق من المستقبل كالذباب الطائر أمام العين، يراه صاحبه دائماً، ويحلم به كابوساً في النوم..

- وإلى ماذا تذهب معظم الأقساط التي أقضت مضاجع الأسر وأذهبت البركة من المال والدخل؟ إلى (سلع استهلاكية) في الغالب.. مع الأسف.. وكثير من تلك السلع ليس لها ضرورة أبداً.. هناك كثيرون يشترون سيارات جديدة بالتقسيط مع أن سياراتهم القديمة تفي بالغرض وتكفي هم الدين، وآخرون يستدينون لتغيير الأثاث! والأعجب من يسافر بمبلغ مستدان يدفعه بالأقساط!

*وشجعت البنوك على (القروض الشخصية - الاستهلاكية في الغالب) بشكل عجيب بعيد عن المسؤولية الاجتماعية، فهي تتبارى في جذب الموظفين الآمنين إلى قروضها المخيفة وتتنافس على سرعة (منح) القرض، هل هو (منح)؟! أم هو (محنة)؟!.. إن الديون ذل بالليل غل بالنهار وإخافة للنفس بعد أمنها.. اللهم آمنا في أوطاننا وأرزاقنا ولا تخفنا بهم الديون.