استثمار ما تحت الأرض

20/02/2013 3
راشد الفوزان

معظم النقل العام داخل المدن الكبرى في العالم يتم تحت الأرض أو ما يسمى "الأندر قراوند under ground" السؤال هنا لماذا يتم تأسيس قنوات النقل ومساراتها تحت الأرض؟ وما الأسباب التي تدفعهم لذلك في دول العالم المتقدم؟ خاصة في مجال القطارات ثم السيارات أيضا. في بريطانيا تم الاحتفال بمرور 120 سنة على وجود القطار سواء على سطح الأرض أو تحته.

وفي هونغ كونغ وكوريا والصين رأيت كيف تستثمر الأرض من باطنها في تأسيس شبكة مواصلات ضخمة وعالية المستوى وتغطي معظم المدينة، في هونغ كونغ وكوريا تجد أدواراً متعددة تحت الأرض تصل إلى خمسة أدوار وشبكة قطارات "MTR" والتطوير مستمر فلا يتوقفون، من يريد الذهاب من جزيرة "كولون" إلى "هونغ كونغ" سيجد طريقا سالكا بالسيارة بين الجزيرتين، وهو نفس القناة بين بريطانيا وفرنسا "المانش" بطول يقارب 50 كيلومترا أو يزيد.

هذه أمثلة بسيطة وكل من يسافر او يبحث في عالم النت، سيجد كيف تؤسس شبكة مواصلات تحت الأرض،السؤال هنا، ونحن بحاجة ماسة جدا لشبكة مواصلات سواء الآن وهو واقع أو المستقبل القريب والبعيد،لماذا لا نؤسس شبكة مواصلات تحت الأرض داخل المدن الكبرى؟ كالرياض جدة مكة المدينة الدمام الخبر الأحساء أبها،وحسب الكثافة السكانية والحاجة وفق دراسة محددة؟ لماذا لا نستثمر ما "تحت الأرض" وتصبح الدولة بمنأى عن دفع "تثمين" عقاري ضخم قد يعيق كل مشروع يؤسس شبكة نقل عامة للجميع؟ نحن لم نستثمر "ما تحت الأرض" حتى اليوم، وهذا برأيي مكلف للدولة، ويجب أن تعمل عليه فهو واقع لا محالة أن نؤسس شبكة طرق أساسية تحت الأرض وبمعايير عالمية تطبق كما نشاهدها في الدولة التي ذكرت.

شبكة الطرق، تحت تخطيط مبكر، ونظرة بعيدة مستقبلا لن تقل عن 50 سنة قادمة، وهذا ليس حلما صعبا،خاصة أن وفرة المال الآن تتيح البناء والتأسيس، ولا يجب أن يكون قطاع النقل "فوق الأرض" لأسباب كثيرة سواء بيئية أو صخب المدينة أو تخفيف العبء على سطح الأرض، سكان المملكة اليوم بكاملها يقارب 30 مليون فكم سيكون بعد 20 و40 سنة؟ نتوقع الضعف وفق النمو السكاني فماذا فعلنا للاستثمار في قطاع النقل الذي هو أساس مهم وأساسي لا شك به. يجب أن نضع خطة وطنية مستقلة تعمل بهذا الجانب بأسرع ما يمكن والاستعانة بكل الخبرات العالمية ووضع زمن لها.

نقلا عن جريدة الرياض