بدأت ثورة الغاز والنفط في أميركا الشمالية تلقي بظلالها على الأسواق العالمية للنفط والبتروكيماويات، وسيحصل الأمر ذاته في أسواق الغاز المسال عندما تبدأ كل من الولايات المتحدة وكندا بتصدير هذا الغاز. ونتج من هذه الثورة انخفاض حاد في واردات الولايات المتحدة من النفط والغاز، وانخفاض حاد في أسعارهما في أميركا الشمالية. وستشهد أميركا الشمالية في العامين المقبلين ثورة في البتروكيماويات بفضل انخفاض أسعار الغاز وسوائله فيها مقارنة بالمناطق المنتجة خارجها. وتهدد هذه التطورات صناعتي النفط والبتروكيماويات الخليجية في شكل مباشر لأن النفط الكندي سينافس النفط الخليجي في أميركا الشمالية وآسيا، ولأن منافسة صناعة البتروكيماويات الأميركية لنظيرتها الخليجية في الأسواق العالمية ستشتد، خصوصاً مع تقلص واردات الولايات المتحدة من البتروكيماويات والانخفاض الكبير في أسعار الإيثان لتصل الأسبوع الماضي إلى أقل مستوى في 11 سنة.
واستمر الطلب على النفط في أوروبا والولايات المتحدة في الانخفاض في السنوات الأخيرة، على رغم تحسن الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة، ويتوقع له أن يستمر في الانخفاض في أوروبا بعدما عصفت به أزمة اليورو. لكن ثمة دلائل كثيرة على أن جزءاً كبيراً من الانخفاض في الطلب على النفط يعود إلى التقدم التكنولوجي وترشيد الاستهلاك من طريق التخلص من السيارات العائلية الكبيرة واستبدالها بسيارات أصغر وأكثر كفاءة.
فاستهلاك الولايات المتحدة تراجع من نحو 21.5 مليون برميل يومياً أواخر 2005 إلى نحو 18.5 مليون برميل حالياً. وانخفضت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام من نحو 10.3 مليون برميل يومياً في أواخر 2005 إلى نحو ثمانية ملايين برميل حالياً. وفي الفترة ذاتها ارتفعت صادرات الولايات المتحدة من المشتقات النفطية من نحو 800 ألف برميل يومياً إلى نحو ثلاثة ملايين برميل حالياً. أما في الدول الأوروبية فانخفض استهلاك النفط من نحو 16 مليون برميل يومياً في 2005 إلى نحو 13.5 مليون برميل حالياً ويُتوقع له أن يستمر في الانخفاض.
وانخفضت أخيراً تكاليف إنتاج النفط والغاز في أميركا الشمالية في شكل كبير، فالنفط يباع حالياً في بعض المناطق في الولايات المتحدة وكندا بأسعار تقل عن 50 دولاراً للبرميل، في وقت يصل سعر النفط عالمياً إلى أكثر من 110 دولارات للبرميل. وعلى رغم انخفاض السعر هذا، تحقق الشركات المنتجة أرباحاً، في وقت تحقق معامل التكرير أرباحاً كانت تعد ضرباً من الخيال قبل سنتين فقط.
وثمة تطورات جديدة توضح أن منافسة نفوط أميركا الشمالية للنفط الخليجي قد تكون أشد مما كان متوقعاً. ومن أهم هذه التطورات انتقال صناعة الرمال النفطية من كندا إلى الولايات المتحدة، وبتكاليف أدنى بكثير وبتأثيرات بيئية أقل. وسيبدأ العام المقبل إنتاج النفط من الرمال النفطية في ولاية يوتا الأميركية. وما يجعل هذا المشروع مميزاً أن طريقة إنتاج النفط لا تعتمد على طريقة التدفئة المكلفة المستخدمة في ولاية ألبرتا الكندية، وإنما على محلول طبيعي مستخرج من الحمضيات يميع النفط ويسيله. ولهذه الطريقة منافع أهمها انخفاض التكاليف والتأثيرات البيئية في شكل كبير. وتؤكد الشركة المنتجة «يو أس أويل ساندس» أنها استطاعت خفض التكاليف بنحو 85 في المئة مقارنة بتكاليف المشاريع الكبيرة في ألبرتا. ويعني هذا أن المشروع الحالي سيسترجع كل تكاليفه خلال سنتين فقط.
ويعود أحد أسباب انخفاض التكاليف إلى أن الرمال النفطية سطحية، فالطبقة تبدأ على عمق سبعة أمتار فقط من سطح الأرض، الأمر الذي يسهل الوصول إليها بطريقة المناجم المفتوحة. وتشير بيانات الشركة إلى أنها تحقق أرباحاً مقدارها 20 دولاراً للبرميل إذا كان سعر خام غرب تكساس نحو 80 دولاراً للبرميل، وتصل الأرباح إلى 38 دولاراً إذا وصل سعر خام غرب تكساس إلى 100 دولار. أما من الناحية البيئية فالشركة تعيد تكرير 95 في المئة من الماء، كما تعيد المنطقة إلى ما كانت عليه بعد الانتهاء من المشروع. والمشروع صغير بكل المقاييس إذ أن أوج إنتاجه سيكون بحدود 50 ألف برميل يومياً، لكن الفكرة هنا تتمثل في أن التطور التكنولوجي ولّد ثورة النفط والغاز في أميركا الشمالية في مشاريع صغيرة كهذه، وفي ظل الانتقادات المتعلقة بالتكاليف والتلوث البيئي، استمر التقدم التكنولوجي في شكل خفض التكاليف في شكل كبير وخفف الآثار البيئية السلبية.
وفي هذا السياق لا بد من تجديد التأكيد على أن متطلبات الإنفاق الحكومي في دول الخليج تستلزم أسعار نفط عالية، تتجاوز 80 دولاراً للبرميل، بينما تحقق الشركات المنتجة في أميركا الشمالية أرباحاً حتى لو انخفضت الأسعار إلى أقل من 60 دولاراً للبرميل. وعلى رغم المشكلات المالية، جعلت النتائج المشجعة في حقول أميركا الشمالية الاستثمارات تتدفق من كل حدب وصوب، وجعلت الصين تنفق البلايين من الدولارات للمشاركة في هذه المشاريع. وإذ يشير تاريخ صناعة النفط إلى أن الخاسر دائماً هو من يقلل من الريادة التقنية لصناعة النفط، يعني تطور عملية استخراج النفط من الرمال النفطية بتكاليف زهيدة مقارنة بالسابق، إضافة إلى اعتماد طرق صديقة للبيئة، وانتقال الإنتاج إلى الولايات المتحدة، أن كندا ستكون قريباً مجبرة على منافسة النفوط الخليجية.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
سيكون الرد لا صحة لذلك. وسنستمر في تجاهل الحقائق.
أختلف معك الناس تطالع السوق شوف ارامكو وأستثماراتها؟ سابك ومصانع جي إي في امريكا شوف شركة سويرس وأستثماراتها في امريكا كل العالم بيكون له نصيب من هالكيكة وأحسن ناس بينبسطون الامركان فرص وظيفية بالهبل نلحق خير
الاخوان حجي والسقا كل مواضيعهم ارجاف وامنيات ولكن الحمد لله اسعار النفط في احسن الحالات والبتروكيماويات كذلك وهم لازالوا يتمنون نضوب النفط او ظهور بدائل وهذا الحسد يطغى على موضوعية كتاباتهم
الله يجزاهم عنا الف خير هؤلاء اعلام من اعلام العرب الله يطول اعمارهم جالسين ينورون بصائرنا في الاقتصاد وللاسف ماذبحنا الا الخلجنه الي مايفهمون
اطالب بخلجنة الكتاب في الصحف الخليجية وعدم اتاحة الفرصة للكتاب الحاسدين ببث سمومهم المبنيى على اماني وخزعبلات اثبت التاريخ انها مجرد اوهام
خوش كلام!! تريد ناس يسمعونك ما تريد سماعه؟ لا ما يجب أن تعلمه؟
بل نريد اناس اثبت التاريخ انهم يحللون بالمنطق وليس العاطفة والامنيات فمنذ سنوات والبعض يتحدث عن عدم جدوى استثمارات سابك واغلبهم من عرب الشمال والان بعد ان حققت سابك ارباح اكثر من راسمالها بعشرات المرات بدأت الدول التي سمعت كلامهم في انشاء المصانع البتروكيماوية وكانوا ضحية امثال الحجي والسقا الذين يبشرون بانتهاء النفط والغاز
الحجي والسقا وابو العلا كتاب تحترمهم اتفقت معهم او اختلفت بعدين الحجي كويتي كما اعتقد وانا كان هذا لا يزيد او ينقص من مكانته ككاتب اقتصادي
الرائد لا يكذب اهله والتغلب طبع الايام ويبدو ان التغير قادم اويد الكاتب ان الغاز الصخرى سيغير من اهميه المنطقه لامريكا
يا ليت قومي يعلمون د أنس علم في اقتصاد الفط .. و قلم ناصح دمت بتميز د أنس .. ت
عزيزي القارىء لا تصدق كثير مما يكتب ..!
اذا فقدت المنطقة اهميتها للغرب، فقد يكون ذلك خير على المنطقة التي عانت طويلاً من وراء الاضطرابات الاقليمية بسبب التدخلات الغربية و الاستقواء على بعضنا البعض. قد يدفعنا ذلك الى التعقل السياسي وتحسين العلاقات الاقليمية وتهدئة التوتر، اقول ربما؟
من يفهم هذه المقاله تشكل نقطة تحول في اتخاذ القرار
النفط ما زال عامل موجود في كندا و ليس من عدم وجود و ايضا الى من سيباع النفط سيبقى تحت الحوار و النقاش