لعلّها تنفع المؤمنين

25/12/2012 11
عبد الحميد العمري

نقفُ أمام التحدّي الجسيم الممثل في الحلقة التالية: اقتصادٌ يستمدُ قوته الوحيدة من الميزانية، وميزانيةٌ تستمد كامل قوتها من دخل النفط، والنفطُ بدوره رهينٌ لقوى العرض والطلب في السوق العالمية! بالأمس أشرتُ إلى ضرورة تبادل الأدوار بين الاقتصاد والميزانية، بأن يتحول الاقتصاد -على أقل تقدير في زمن الاستقرار- إلى داعمٍ ورافدٍ للميزانية! هذا كلامٌ مكرر، وممل، ومجرد تنظير، إلى آخره اعتدنا سماعه من الكاتب دون أن نرى منه حلولا!

حسناً، أعلم أن هذا الحديث مضى عليه نحو 43 عاماً، وأنه خضع للعمل وليس التنظير تحت مظلة تسع خططٍ تنموية، وأنّه رغم كل ذلك لانزال نقف عند نقطة البداية! فمن المسؤول هنا؟ أهو الكاتب أيضاً؟! أمْ أنّه من يخاطبهم بهذا الحديث.

إنَّ مساحة الوقت تضيق عاماً بعد عام، وفي منظور أقل من عامين ستتخطّى نفقات الحكومة سقف التريليون ريال، وأسعار النفط مرشحة لمزيد من التراجع! في الوقت الذي تتفاقم من حولك التحديات، لتتحول بتأخّر معالجتها لأزمات مستعصية الحل، في ذات الوقت تماماً الذي تظلُّ الأهداف والبرامج مجرد كلمات رنانة، لا رصيد لها من الواقع إلا حبرها المسكوب على الورق.

تأكّد، أن الأسباب، والعواقب لكل ما تقدّم معلومة قبل هذا المقال! وما حديثي هنا إلا مجرّد ذكرى لعلها تنفع المؤمنين.