أصلح الأرض.. تصلح لك الثمرة!

28/11/2012 6
عبد الحميد العمري

امتداداً لمقال الأمس؛ في طور الوفورات المالية القياسية التي يتمتّع بها الاقتصاد الوطني، لماذا لم يحظَ الفرد السعودي في سوق العمل في أغلب فرصه المتاحة أمامه سوى بالفتات؟ هذا إن فُتح له خرم إبرةٍ للانتقال من الدوامة التعيسة (البطالة)!

لنتجاوز الخدعة الكبرى؛ سوقنا استوعبتْ ثمانية ملايين مقيم، أفلا تستوعب مليوني مواطن؟! لندرك جميعاً حقيقة سوق العمل المحلية؟ وفي مقدّمة من يجب أن يُدركها هو وزارة العمل وصندوقها. الحقيقة القائلة: أنَّ الملائم من مجمل الوظائف التي يشغلها أولئك المقيمون لا يتجاوز الـ %24 منها (1.6 مليون وظيفة فقط) هذا أولاً، وثانياً: أن تلك الـ 1.6 مليون وظيفة هي المضخة الرئيسية للتحويلات المليارية سنوياً، وأن أكثر من %96 منها والملائمة أصلاً للمواطنين، أصبحت بفضل (نطاقات) في مأمنٍ من توطينها! لاستقرارها بأمانٍ في أحضان النطاق الأخضر. ثالثاً: أنّه نتيجةً لغياب هذه الحقيقة عن عيون وزارة العمل، دفع بها للتركيز على الوظائف المتدنية الأجور والمهارات والتعليم، كان الإغراء الأكبر فيها هو عددها الكبير، وأنّها المؤدية لمعدل بطالة %0.

سيأتي من يقول لي: كان أجدادنا وآباؤنا، ويبدأ الفيلم السينمائي (الأسود والأبيض)، وكيف أنَّ على الشاب تحمّل مسؤولية تطوير ذاته، والقبول بالقليل ليحظى بكثير لاحقاً! هذا (فيلم هندي) تغلّفه السذاجة من مطلعه إلى نهايته، وها قد رأينا معاً في مقال الأمس رحلة الشقاء التي تنتظر الأغلبية (طالب، عاطل، فقير).

ليس على وزارة العمل أن تتحمّل المسؤولية كاملة! أقولها للمرة الألف. الأرضية التي تقف عليها سوق العمل لدينا ضحلة، وغير منتجة، الغالب فيها إما باعةٌ للواردات وإمّا منفذون لعقود المقاولات! يا سيدي الكريم، قم بإصلاح الأرض تصلح لك الثمرة. وللحديث صلة.