خام برنت يتأرجح والغاز يرتفع والنحاس يستقر والبلاديوم يلمع في الأسواق.

18/11/2012 0
ساكسو بنك

تواصل محنة المخاطر التي تسببها المخاوف المتعلقة بتوقعات نمو الإقتصاد العالمي تحديد أجندة أغلب الأسواق المالية. ينصب جل التركيز على المخاوف المتعلقة بقدرة الرئيس الأمريكي على التوصل إلى اتفاق مع الكونغرس حول تفادي الهاوية المالية التي باتت الآن ذائعة الصيت. إذا لم تُحل هذه المسألة قبل الموعد النهائي المحدد بتاريخ الأول من يناير، فإن ذلك قد يسبب العودة إلى التراجع والركود ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية وإنما في العالم بأسره. انخفض مؤشر ستاندرد & بورز 500 خلال الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى له خلال ثلاثة أشهر وارتفع الدولار في مقابل مؤشر للعملات الأجنبية.

خلقت هذه الحركات السوقية ريحا معاكسة قوية عصفت بالسلع حيث شهدنا القليل منها فقط يحقق عائدات إيجابية خلال الأسبوع الماضي؛ ونتيجة لذلك، بقي مؤشر سندات الولايات المتحدة - داو جونز يتأرجح لحوالي أربعة شهور من الانخفاض في قطاع الزراعة، وبالأخص في قطاع الحبوب الذي ما فتىء يظهر ضعفا. أظهرت قطاعات الطاقة والمعادن الصناعية أرباحا طفيفة مدفوعة في المقام الأول بالغاز الطبيعي والألمنيوم تباعا.



نفط خام برنت يَعْلَقُ بين توتّر الشرق الأوسط وانخفاض أسعار الأسهم

أعطت التوترات في الشرق الأوسط أسعار النفط الخام دفعة وجيزة، إلا أن الاهتمام لا يزال منصبا على التوقعات الاقتصادية ومحنة المخاطر المتأتية من مواقف السوق التي يحددها البنك التي تتحكم حاليا وتوجه أغلبية فئات الأصول. ونتيجة لذلك، فإن خام برنت لا يزال يُتداول ضمن نطاقه المقرر والمؤسس له بشكل جيد بين 105 و112 دولار للبرميل الواحد، حيث أن الأخيرة هي (معدل حركة السوق خلال 200 يوم).
وبطريقة مماثلة، فإننا نشهد خام غرب تكساس الوسيط يُتداول في حدود 85 دولار للبرميل متأرجحا ببضع دولارات فقط فوق المستويات، وهنا تبدأ تقنيات الاستخراج تفقد معناها من وجهة نظر ربحية.



أثارت توقعات الطاقة العالمية الأخيرة للوكالة الدولية للطاقة بعض العناوين الصحفية البارزة جراء توقعها الجريء الذي توقعت فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية –كنتيجة لثورة وقود الطَّفَل الصفحي- قد تتقدم على المملكة العربية السعودية وروسيا لتصبح بذلك أكبر منتج للنفط في العالم قبل نهاية العقد الحالي. ولكن كما ذكرنا أعلاه، فإن كلفة استخراج الزيت الصخري أو ما يسمى بالطَّفَل الصفحي سوف تكون كبيرة مقارنة بكلفة استخراج النفط السعودي. سوف يتوجب عندئذ رفع أسعار النفط لجعل استخراج الزيت الصخري مربحا ومنتشرا، وساعتها فقط يمكن أن تكون التوقعات صحيحة. في نفس التقرير خفضت الوكالة الدولية للطاقة توقعاتها المتعلقة بالطلب العالمي للعام 2012 على أساس أن النشاط الاقتصادي العالمي ممتزجا مع أثر إعصار ساندي سوف يؤثران على الاستهلاك الأمريكي.

أسعار الغاز الطبيعي ترتفع بسبب البداية المبكرة لموسم استخراج الغاز الطبيعي من المخازن

كان الغاز الطبيعي سلعة أخرى قوية التداول والأداء، وقد كانت موضع منافسة بالأخص قبل صدور البيانات الأسبوعية الخاصة بالمخزون من الوكالة الأمريكية لمعلومات الطاقة التي أظهرت أول تراجع في الموسم ذلك لأن درجات حرارة أدنى من المعتاد قد ساهمت في زيادة معدلات الطلب. كان استخراج 18 مليار قدم مكعب من المخازن الأرضية هو التراجع الموسمي الأبكر منذ 2007 مقارنة بمعدل ضخ لخمس سنوات قدره 17 مليار قدم كعب عن الأسبوع بالذات.

يتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن يكون الشتاء القادم في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر برودة من العام الماضي، الأمر الذي من شأنه أن يدعم الأسعار بما أن المخزونات سوف تنقص خاصة خلال شهري يناير وفبراير عندما يبلغ استهلاك الغاز ذروته. ذلك يعني أن السعر قد يميل إلى البقاء بين 3.5 و4.25 دولار بما أن استبدال الغاز بالفحم من شأنه أن يتأثر سلبيا عند تجاوزه 4.25 دولار لأن الغاز الطبيعي يحتاج للبقاء منافسا للفحم الأمريكي. كان الشتاء الماضي رابع أدفأ شتاء مسجل وساعد على إثارة انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في وقت مبكر من هذا العام لأن المخزونات لم تستخرج بنفس الوتيرة المعتادة، مما أثار مخاوف أن تنتهك الطاقة القصوى للتخزين خلال موسم ضخ هذا العام من أبريل إلى نوفمبر. كما نعلم جميعا، فإن هذا لم يتجسد لأن تحولا غير مسبوق من الفحم إلى الغاز الطبيعي قد ساعد على استقرار الأسعار ومستويات المخزونات.

ومن غير قصد جعل هذا التحول من الوقود الملوث للبيئة إلى الوقود النظيف الولايات المتحدة الأمريكية بطلة العام 2012 في مجال التخفيف من انبعاث الكربون. تتوقع الوكالة الأمريكية لمعلومات الطاقة أن تنخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون هذا العام إلى أدنى مستوى لها خلال 20 عام وسوف تكون أدنى من أعلى مستوى بلغته في عام 2007 بنسبة 14%. يبعث الغاز الطبيعي أقل من نصف ما يبعثه الفحم من الكربون في كل وحدة طاقة؛ كما أن انخفاض استخدام الفحم كان غير مسبوق.

أسعار الذهب والفضة تقفز مجددا في مقابل أسعار مرتفعة للدولار
فقد الانتعاش القوي في السوق طاقته في أعقاب الانتخابات الأمريكية، ذلك لأن المعدنين يبحثان عن دفعة تمكن أسعارهما من الصمود؛ وحتى ظهور تلك الدفعة، فإنهما عادا مجرد أصل خاضع للمخاطر تتحكم فيه أسواق أسهم أكثر ضعفا ودولار لا تزال قيمته ترتفع للأسبوع العاشر في مقابل عدة عملات أجنبية. لم يُردع مستثمرو صندوق التبادل التجاري بالرياح المعاكسة الحالية حتى بلغ ما بحوزتهم من الذهب 2600 طن متري حسب (بلومبرغ). يواصل المستثمرون المدينون التخندق منتظرين اتضاح الصورة، إلا أنهم دون أدنى شك سوف يراقبون عن كثب تأثر السوق نتيجة احتدام وخروج الأسعار عن النطاق الحالي البالغ ما بين 1700 و 1740 دولار للأونصة.

أسعار النحاس تستقر جراء التوقعات الصينية:

شهدت الصين الأسبوع الماضي تسليما للسلطة هو أحد التسليمات التي تحدث كل 10 سنوات، وبوجود زعيم ومكتب سياسي جديدين، فإن التوقعات قد زادت ومفادها أن تحفيزا إضافي قد يُعلن منهما داعما الطلب في أكبر دولة مستهلكة للنحاس في العالم. ساعد التحسن الأخير للبيانات الإقتصادية الصادرة عن الصين جنبا إلى جنب مع توقع بأن ينظر اليابان في وسائل جديدة لتحفيز اقتصاده المتعثر النحاس على المحافظة على إيقاف انزلاقه الذي امتد على مدى ستة أسابيع. سواء أكان هذا الاتجاه السعري الأخير علامة على أننا وصلنا إلى نقطة العودة أو أنه من السابق لأوانه ادعاء ذلك، سوف يظل التجار يراقبون عن كثب دعم خط التوجه بواقع 3.40 دولار للباوند مما يحول دون المزيد من الخسائر بينما يساعد الصعود فوق مستوى 3.51 دولار للباوند الواحد الشعور السائد في السوق.

الكاكاو يرتفع بسبب مشاكل ساحل العاج

الكاكاو هو الآخر سلعة ذات أداء قوي في الأسواق بالرغم من تحقيق بعض الأرباح مع نهاية الأسبوع. يساهم خبران اثنان في دعم الكاكاو؛ في البداية بدأ السعر بالتعافي عقب تقارير أشارت إلى أن مطاحن الكاكاو قد زادت الإنتاج لتبلغ كمية هي الأكبر خلال سنوات لتستجيب للطلب القياسي للشكولاتة، بالأخص من الدول النامية. قد يؤدي نقص التزويد من غرب أفريقيا إلى أول نقص في حبوب الكاكاو خلال 3 سنوات. اكتسب الانتعاش زخما يوم الأربعاء عندما قفز سعر الكاكاو قفزة بلغت 70 دولارا ليبلغ سعر الطن المتري الواحد 2457 دولارا أمريكيا بعدما حل رئيس ساحل العاج الحكومة عقب رفضها قانونا ينص على أن تتمتع المرأة بنفس الحقوق التي يتمتع بها الرجل فيما يتعلق برئاسة العائلة.

يسلط هذا الأمر الضوء مجددا على الوضع السياسي المتقلب لساحل العاج الذي لايزال أكبر وأهم مصدرا للكاكاو في العالم والذي يمثل 37% من الإمدادات العالمية من هذه المادة. أثارت الحرب الأهلية التي دارت رحاها في البلاد قبل أقل من عامين زيادة في أسعار الكاكاو بلغت أعلى مستوى لها خلال 32 سنة ولايزال ذلك ماثلا أمام أذهان المستهلكين والتجار، ومن ثم نُعلِّل ردة فعل السوق. انتقلت فائدة المضاربة في الكاكاو من رهان على انخفاض الأسعار حتى شهر يونيو، حيث ارتفع الشراء بعد هذه النقطة إلى مستويات قاربت إلى حد كبير ما شهدناه خلال الحرب الأهلية عندما ارتفعت الأسعار بسبب الحرب في 2011.

بات الطلب يعتمد على التوقعات الاقتصادية
سواء اعتمدت توقعات العام 2013 المتعلقة بزيادة قوية في الطلب على التوقعات الاقتصادية أم لا، فإن الشكولاتة تبقى مادة ترف أو طعام رفاهية. بطبيعة الحال يعتمد الطلب على مواد الترف على التوقعات الإقتصادية، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة المستحوذتين على نصف الطلب العالمي. تتوقف الزيادة في السعر على التطورات السياسية في ساحل العاج لكن في الوقت الحالي توجد مقاومة قادمة فيما يتعلق بعقود شهر مارس 2013 الآجلة البالغة بين 2500 و2500 دولار للطن المتري وقد توقف هذه المقاومة أي زيادة.

البلاديوم يشهد أداءا جيدا نادرا
تلقى كل من البلاتين والبلاديوم دفعة من تقرير عن جونسون ماثي، الرائد في توزيع البلاتين. في "استعراض مؤقت لهم عن البلاتين لسنة 2012" ساعدوا على منح البلاديوم دفعة من جانب واحد عند توقعهم نقصا يبلغ 915000 أونصة للعام 2012 جراء الإمدادات الضعيفة من المناجم ونقص مبيعات المخزون الروسي (نزل من 755koz  إلى 250koz) وطلب قياسي من قبل أوتو كاتاليتيك مانيفاكتيررز.
وبينما يعتمد البلاتين اعتمادا كبيرا على الإمدادات المنجمية من جنوب أفريقيا، فإن المزود الأكبر والوحيد للبلاديوم لعدة سنوات كان تحرير المخزونات المكدسة من الاتحاد السوفياتي السابق.
هذه الاحتياطيات التي لم يكشف أحد عن كميتها إلى حد الآن قد باتت تتناقص وقد تنضب خلال سنوات قليلة تاركة المنجم والبقايا أهم مصدرين للتزويد.

للبلاديوم -الذي هو جزء من مجموعة معادن البلاتين- ارتباطا قويا معقولا بالبلاتين لكنه أيضا يتأثر بالمعادن الثمينة الأخرى مثل الذهب والفضة. وبالتالي فإن تحديد السعر خلال الأشهر القليلة الماضية كان ناتجا بشكل أساسي عن الانتعاش وردة الفعل التالية للذهب والبلاتين. إلا أن هذا النمط قد أُوقف عندما أثار تقرير جونسون ماثي قفزة قدرها 7% للبلاديوم وفقط 2% للبلاتين. سوف تُبقي السوق تركيزها منصبا على نقص الإمدادات لكن احتمال أن ينتج عنها أداءا جزافيا أو حتى جيدا نسبيا مقارنة بالبلاديوم يبقى أمرا غير معلوم.

البلاديوم هو الأقل تداولا من بين المعدنين المذكورين وهو يعاني من نقص اهتمام المستثمرين بسبب سيولته وقدرته على إثارة تحركات سعرية حادة في الإتجاهين. بقي البلاديوم المعدن الأسوأ أداءا في السوق هذا العام بسبب هبوطه 5% مقارنة بارتفاع في سعر البلاتين نسبته 10%. يبين الجدول أدناه العلاقة السعرية بين المعدنين المذكورين. وحتى الآن، فإنه خلال العام 2012 قد تفوق البلاتين من سعر يعادل 2.13 أونصة بلاديوم في شهر يناير وصولا إلى ارتفاعه الأخير البالغ 2.63 أونصة بلاديوم.

معدل أسعار البلاتين/البلاديوم