السلع تتخذ وضعا دفاعيا بينما يتحول الإنتباه إلى مفاوضات "الهاوية المالية"

14/11/2012 0
ساكسو بنك

استقرت أسواق السلع مبدئيا عقب الإنتخابات الأمريكية التي جرت يوم الثلاثاء الماضي مع توقع الأسواق أن يبقى الوضع على ما كان عليه بعودة الرئيس أوباما إلى البيت الأبيض و-بالتالي- دعمه للسيد بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي دون تغيير. إلا أنه خلال ساعات من معرفة نتيجة الإنتخابات وباستمرار الرئيس في مواجهة أغلبية من الحزب الجمهوري في الكونغرس، فإن اهتمام السوق تحول إلى التهديد المحتمل الذي يلاقيه الإقتصاد الأمريكي مما يعرف باسم الهاوية المالية. إذا فشل صناع القانون والرئيس أوباما في التوصل إلى اتفاق قبل الأجل الأخير المحدد بالثاني من شهر يناير، فإن ذلك سوف يثير ارتفاعا في الضرائب وتخفيضات في الإنفاق، مما سيغرق دون أدنى شك الإقتصاد الأمريكي في الركود.

تلقت المعادن الثمينة التي كانت تتحسن قبل الإنتخابات الأمريكية فيما بعد دعما من عملية توقع المزيد من التسهيل الكمي، لكنها تخشى أيضا من الأثر الإقتصادي المحتمل من الفشل في تمديد هذه التخفيضات الضريبية والتخفيضات الأوتوماتيكية في الإنفاق التي ترجع إلى فترة ولاية الرئيس بوش عن البرامج المحلية والدفاعية.

بقي نفط خام برنت ضمن نطاق سعره البالغ 105 دولار أمريكي بعد وجود الدعم، بينما استمر البنزين الأفضل أداءا من حيث عقود الطاقة عقب نتيجة إعصار ساندي، مما أبقى على أسعار البنزين مرتفعة بسبب مسائل متعلقة بالإمدادات في منطقة نيويورك. واصلت أسعار الغاز الطبيعي العودة من مستوى 4 دولار لأن الطقس المعتدل قد أدى إلى تراكم كميات قياسية من الغاز في مواقع التخزين تحت الأرض قبل موسم استخراجها الشتوي الذي سيبدأ خلال الأسابيع القليلة القادمة.
أداء مدته أسبوع (%)

أشار مؤشر أسعار داو جونز – يو بي إس إلى زيادة طفيفة خلال الأسبوع الماضي-وهي الزيادة الأولى خلال ثلاثة أسابيع- بسبب تمكن المعادن الثمينة والطاقة للتّوّ من تعويض خسارتها في المعادن الصناعية والزراعة، حيث أن الحبوب والسلع الإستوائية كالبن والسكّر والكاكاو على وجه الخصوص قد وقعت تحت ضغط بيع كبير. نزلت أسعار فول الصويا إلى أدنى مستوى لها بلغته خلال أربعة أشهر عقب تقرير صادر عن الحكومة الأمريكية توقع مخزونات أكبر مما كان متوقعا آنفا وهذا –زيادة عن موازنته للأمور- قد سبب سباقا للحصول على القمح بسبب مخاوف نجمت عن التوقعات بتقليص الإمدادات العالمية.

حدود أسعار النفط الخام
استقر سعر نفط خام برنت قبل وبعد الإنتخابات الأمريكية عقب فترة تصفية ذاتية طويلة الأجل من صناديق التحوط التي رأت الأسعار تتجه نحو المدى المفضل لدينا للربع الأخير من السنة المالية الواقعة حدوده بين 105 و 110 دولار للبرميل الواحد. تمثل المخاوف الجغرافية السياسية والطلب المتزايد للصين ومسائل الإمدادات المحلية عناصر تعمل على موازنة المخاوف المتعلقة بالمسائل المالية الأمريكية وارتفاع قيمة الدولار التي تتجه إلى إحداث رياح معاكسة للسلع التي تتداول بالدولار. لا تزال سوق المنتجات في الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية تكافح للعودة إلى وضعها الطبيعي عقب إعصار ساندي، مما أبقى على أسعار البنزين مدعمة بشكل جيد.

الولايات المتحدة تتجه إلى أن تصبح أكبر منتج للنفط
سلطت الوكالة الدولية للطاقة الضوء على الأثر البالغ للثورة الحالية للطَّفَلِ الصفحي -خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية- وهو تقرير تتوقع فيه الوكالة أن تحل الولايات المتحدة قبل المملكة العربية السعودية و روسيا كأكبر منتج للنفط في العالم بحلول عام 2017. كانت الوكالة الدولية للطاقة تتوقع حتى وقت قريب أن تبقى السعودية أكبر منتج للنفط في العالم حتى عام 2035، وهذا يلقي الضوء على السرعة التي تجري بها الثورة والتي بات فيها خبراء التنبؤ مضطرين لتغيير توقعاتهم فيما يتعلق بإنتاج النفط في الولايات المتحدة بشكل مستمر. سوف يستمر الطلب المتزايد من الدول ذات الأسواق الناشئة -بسبب النمو السكاني المتصاعد والنمو- في تشكيل تحديات للإمدادات العالمية، وذلك من شأنه أن يترك أسعار النفط مدعومة بشكل جيد.

بقيت أسعار نفط خام برنت -التي كانت في سنة 2012 تمضي في الإتجاه الصحيح بمعدل 112 دولار للبرميل متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 110.75 دولار والخاص بسنة 2011 -  ملتصقة حاليا في النطاق الذي يقع بين 105 و 115 دولار بوجود مخاوف الهاوية المالية المتوقع أن تكون المحرك الأساسي على المدى القصير، مما من شأنه أن يبقي على الأسعار ملتصقة في الحد الأدنى للنطاق المذكور.



الذهب والفضة يحظيان بدفعة انتخابية
عقب نوبة بيع دامت لمدة 4 أسابيع، قفزت أسعار الذهب والفضة عاليا خلال الأسبوع الماضي بعد الإنتخابات الأمريكية مع نتيجة نُظر إليها على أنها تصب في صالح المعادن النفيسة. بالغة -لكن دون أن تتجاوز- مستويات دعم مهمة تحت مستوى 1670 دولار، فإن المتداولون بدأوا في إعادة بناء مضاربات طويلة الأمد خُفضت بنسبة ربع خلال الأسابيع الأربعة الماضية. يجدر بالذكر أنه خلال هذه الفترة من التصفية طويلة الأمد لم تشهد عمليات الشراء الإجمالية على المكشوف على أساس المضاربات أي ازدياد، مما يبين نقصا جوهريا في الرغبة في المضاربة بالمعدن الأصفر على المكشوف.

تحديد مواقع المضاربة في الذهب في البورصة
 


تركت التصفية طويلة الأمد المذكورة أعلاه أسعار الفضة والذهب في أفضل الحالات التي تمكنها من التجاوب مع التغيير في التوقع التقني أو الأساسي، ونحن نؤمن أن اتجاه المقاومة الأدنى خلال الأسابيع القليلة القادمة سوف يكون في الاتجاه الصعودي. بسبب الدعم الذي حظيت به واستقرارها فوق مستوى 1700 دولار، فإن أي صعود فوق مستوى 1740 دولار من شأنه الآن أن يفتح باب العودة باتجاه المقاومة المهمة عند 1800 دولار-وهو المستوى الذي تدارك فيه الذهب لثلاث مرات خلال السنة الماضية.

القمح هو الأفضل أداءا بين الحبوب وفول الصويا يتراجع
منذ بلغت أسعار كل من فول الصويا والذرة مستويات قياسية في أغسطس الماضي، تعرضا للتعثر وبالأخص فول الصويا الذي انتقل الآن إلى سوق تتسم بالهبوط من الناحية التقنية بعد هبوطها بأكثر من 20 نقطة أدنى من السعر القياسي الذي وصلته قبيل شهرين. يكمن السبب وراء هذا الإتّجاه النزولي للسعر في تقرير صدر عن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الماضي وجد أن الأضرار الناجمة عن أسوأ موجة جفاف تضرب الغرب الأوسط الأمريكي خلال 50 سنة كانت ليست بالسوء الذي خشيه المتوقعون. توقعت وزارة الزراعة الأمريكية أن يبلغ إنتاج فول الصويا 2971 مليار بوشل أي بزيادة تقدر بحوالي 3% عن التوقعات التي سادت في شهر أكتوب.

تدرج الأسعار الخاصة بالمنتجات الأساسية


أظهر سعر القمح –وبالخصوص النوعية الأوروبية الغنية بالبروتينات والمستخدمة في إنتاج الخبز- أداءا قويا منشئا العديد من الإرتفاعات المتتالية في العقود خلال الأسبوع الماضي، ذلك لأن الإمدادات من الإتحاد السوفياتي السابق –خصوصا روسيا وأوكرانيا- إضافة إلى الإنتاج المنخفض لأستراليا عقب حالات الطقس الرطب قد أحدثت ضغطا باتجاه صعودي على القمح المنتج في أوروبا الغربية. منع ارتفاع سعر الدولار مقابل العملات الأجنبية إلى حد الآن الصادرات الأمريكية من الإرتفاع برغم امتلاك الفلاحين إمدادات مناسبة.

لاتزال الذرة المعدة للتسليم في شهر مارس 2013 تتمسك بدعم حوالي 7.34 لكل بوشل، وهو مستوى قياسي لعدة مرات خلال الشهر الماضي. أزال انخفاض طلب الأعلاف والايثانول المخاوف المتعلقة بارتفاع الأسعار خلال فصل الشتاء، إلا أن مستويات المخزون الضئيلة من شأنها أن تضمن أسعارا مرتفعة خلال الأشهر القادمة وعلى الأقل إلى حين معرفة نوايا المزارعين الأمريكيين فيما يتعلق بما سيزرعون.