تلك التي بين اللونين الأسود والأبيض، واقعها الأشهر عالمياً تجده خلف الأطلسي بين الخصمين اللدودين الحزبين الديموقراطي والجمهوري! غطّتْ -ولاتزال- بضبابيتها على ذهنية المواطن الأمريكي؛ ترى هذا الحزب إنْ كان هو الحاكم يوظّف الأرقام الاقتصادية والمالية التي تحققتْ لمصلحته، ليؤكّد أنها نتيجة سياساته الحصيفة؛ كخفض معدل البطالة، نسبة العجز المالي، العجز التجاري إلخ.. في المقابل وبذات الأرقام ينبري الحزب الآخر المنافس له مؤكداً هو أيضاً، أن نتائج الأداء الاقتصادي والمالي تغوص في وحل الفشل الذريع! يزيد من عاصفة العبثية الرمادية تلك؛ مراوح هوائية عملاقة تغذّيها طاقةٌ جبارة من الإعلام الأمريكي، لا لأجل انتصار هذا الحزب أو ذاك فحسب! بل لأجل هدفها النهائي؛ زيادة الهوامش الربحية من مليارات العملة الخضراء.
قواعدٌ عتيقة للعبة الأمريكية، متفقٌ على احترامها وصيانتها من التجاوزات من لدن جميع الأطراف اللاعبة، وأن أيَّ اختراقٍ لأي قاعدةٍ منها يعني الطرد النهائي من الطاولة المستديرة للعبة.
هل لعبة (الحقائق الرمادية) حصراً على الأمريكان؟! بالطبع لا. هي موجودة ومنتشرة في جميع أنحاء العالم، ولكن تختلف مستويات احترافيتها من بلدٍ إلى بلدٍ آخر، بل وحتى نوعية الخصوم أو أطراف اللعبة المتنافسين، وبالذات في البلدان التي لا يوجد فيها (دوري الأحزاب)، إنما مجرد أفراد أو جماعاتٍ يحمل كلٌ منها توجّهات معينة ومحددة، وفقاً للمصالح وللمناهج الفكرية والعلمية وما تمثّله من ثقلٍ مرجعي بالنسبة لها.
أحياناً، وما أكثر هذه الأحيان في البلدان النامية؛ تكتشف أنك أمام أنواع من العبث الفاقد للروح التنافسية بين المتصارعين، وأقول إنّه عبث بالتحديد كونه لا يؤسس للارتقاء لدرجةٍ أعلى من الجدل والحوار، الذي يكفي منه فقط فائدة إثراء الفضاء الفكري والعلمي! بل تراه يهدم حتى (فقر) ما بُني إنْ كان بنى منجزاً معيناً، لكأنه كالتي نقضتْ غزلها من بعد قوة أنكاثاً! بعد هذه المقدمة، أكمل في الغد الحديث عن لعبتنا هنا بالحقائق الرمادية.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
بالعكس وجود افراد افضل من حزبين فقط فاحزاب امريكا شبيهة ببعض والاختلافات بينهم بسيطة جدا. لكن الاعلام يضخمها عشان ي يشغلون الناس ويقولون "عندنا ديمقراطية" اما الواقع فكلهم يتم تحريكهم بخيوط كالدمى من البنوك والشركات الكبرى فهم من يحكم بالواقع والسياسيين مجرد "واجهة"