هل حان وقت الإستثمارات البديلة؟

23/10/2012 4
نايف بغلف

تقوم الصناديق السيادية وصناديق الولايات(صناديق الولايات في اغلبيتها تدارمن قبل الولاية وهي تشبه صناديق التقاعد) مؤخراً بضخ المزيد من الاموال في الاستثمارات البديلة – من ذلك قيام صندوق الكويت السيادي وصندوق سنغفاورة بشراء ما، مجموعة 10 % من احدى شركات الاستثمار و الاسهم الخاصة . وتأتي تلك التحركات بعد الانخفاض الكبير في عوائد السندات وتعزيز البنوك المركزية للأسهم بضخ المزيد من السيولة في الأسواق مما ادى الى ارتفاعها وزيادة الاهتمام في الاستثمارات البديلة , ولكن ماهي الاستثمارات البديلة ؟

الاستثمارات البديلة هي بديلة للاستثمارات التقليدية المدرجة سواء كانت استثمارت لادوات الدين كالسندات او لحقوق الملكية كالاسهم  وهي بذلك تعرف بما لاينطبق عليها من ادراج في الأسواق , ومن اهم خصائص تلك الأستثمارات البديلة هو انخفاض ارتباط عوائدها بالاستثمارات التقليدية مما يجعلها مثالية في بناء التوزيع الاستراتجيي للمحافظ  . ويمكن ذكر العديد من انواع الاستثمارات البديلة : كصناديق التحوط , الاسهم الخاصة , السلع ,المقتنيات (الأعمال الفنية, طوابع, الخ) .

ورغم ان صناديق التحوط تستثمر بشكل مباشر في اسواق الاسهم الا ان تصنيفها كاستثمارات بديلة ياتي لانها تستخدم استراتجيات للتحوط (كالبيع على المكشوف) وبذلك فهي تستطيع ان تجني ارباحا حتى في حال انخفاض الاسواق ومن هنا ياتي تصنيفها كاستثمارات بديلة لان تلك الصناديق تكون عوائدها غير مرتبطة بالأسواق التي تستثمر فيها او, بشكل اخر انخفاض الارتباط((correlation بحركة الاسواق المستثمر فيها. وايضاً ينطبق الامر على الاسهم الخاصة وهي عبارة عن اسهم في شركات غير مدرجة (بشكل مبسط رغم ان استراتجيات شركات الاسهم الخاصة المطبقة اكثر تفصيلاً من ذلك) ويكمن ارتباط الاسهم الخاصة بالاسواق في ان استراتجية التخارج فيها تكون بطرح اسهم تلك الشركات للاكتتاب العام (IPO) او بيعها لمستثمرين اخرين وبذلك ترتبط بأسعار السوق وايضا ارتباطها باسواق ادوات الدين المدرجة لاستخدامها في تمويل تلك الصفقات, الا ان الاسهم الخاصة تعتبر من الاستثمارات البديلة لان التركيز عادة يكون على نوع محدد من القطاعات وبشكل اكبر على تحسين اداء الادراة لتحسين العوائد وهنا يأتي مفهوم عدم ارتباطها  بالاستثمارات التقليدية المدرجة واسواقها تحديداً, اما  السلع : كالذهب , الفضة , البترول , القهوة الخ . فتلك الأستثمارات لا تعطي تدفقات نقدية مثل توزيعات أرباح الأسهم ولا فوائد كأدوات الدين او الودائع , ومن  هنا يأتي اختلافها عن الاستثمارات التقليدية  وتعتبر من اكثر الأستثمارت استفادة من  التضخم , واخيرا المقتنيات فان قيمتها تزداد مع مرور الوقت وان كان التغير في الاذواق له تأثير في قيمتها عموماً .

بقي ان نعرف ان الاستثمارات البديلة تكون على مدى طويل مما يعني انها ليست عالية السيولة ولذلك ان نجد ان اكثر المستثمرين في تلك الاستثمارات هم مؤسسات ضخمة اومن كبار العملاء عموماً, وهنا يأتي اهتمام تلك الصناديق الضخمة بالاستثمارات البديلة لوجود سيولة ضخمة لديها تستثمرها لمدى طويل وبشراء حصص في شركات كتلك الشركات المختصة في الاسهم الخاصة فاْنها تقوم بتوفير بعض الرسوم العالية المتعلقة بذلك النوع من الاستثمارات .