بالنِّسبة لنا جيل الكهول، فكثير منّا يردد بيت شعر أبي العتاهية:
فَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً
فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ
وقلّة منّا يدّعون رضاهم عن وضعهم الحالي، ويرددون بيت شعر المتنبي، الذي يقول:
خُلِقتُ أَلوفاً لَو رَحَلتُ إِلى الصِبا
لَفارَقتُ شَيبي موجَعَ القَلبِ باكِيا
ولكن واقع الحال هو أن جيلنا، وبفضل آبائنا، وأمَّهاتنا، الذين لم يتعلَّموا، وتعبوا كثيرًا لكي يتيحوا لنا فرص التَّعليم، كان جيلاً محظوظًا، وساعد في ذلك طفرة البترول الأولى، وإنتهى الأمر بأن أوضاعنا المعيشيَّة (الوظائف، السكن، تكاليف المعيشة، تكاليف الزواج... إلخ)، كلّّها كانت في متناول دخلنا، فقد كان متوسط دخلنا الشهري، إذا احتسبنا الراتب، زائدًا البدلات، والانتدابات، يقل قليلاً عن ثلاثة آلاف ريال، ولكن كان بالإمكان شراء سَيَّارَة جديدة بالتقسيط، قيمتها (12) ألف ريال، وإيجار الشقة كان يتراوح بين (6 - 12) ألف ريال، والمواد الغذائيَّة كانت الأرخص في العالم، لأن المواد الأساسيَّة (الأرز، الحليب، الزيت، السكر) كلّها كانت معانة. وكانت فترة انتظار قرض الصندوق العقاري هي (6) سنوات، وكانت قيمة القرض (300) ألف ريال، تمثِّل نسبة جيِّدة من مجموع كلفة السكن. أما اليوم فتكاليف المعيشة صعبة على أولادنا، وبناتنا، بالرغم من تعليمهم الأفضل، ومِنْ ثمَّ سيعاني الجيل التالي، وسنعاني نحن الكهول، من حيث إننا لن نتمكن من التوفير لمرحلة الكهولة، التي تتطلب الكثير من العناية الصحيَّة، التي سنحتاجها، لأن الوفورات التي جمعناها على مرِّ عقود من الزَّمن ستكون مطلوبة لمساعدة أولادنا، وبناتنا، وأرجو ألا ينسحب ذلك على أحفادنا أيضًا.
هذه هي الصورة التي نعيشها اليوم، ولكن مقابل ذلك هناك صورة إيجابيَّة أراها من خلال مراقبة حفيدي خالد، وعمره أقل من ثلاث سنوات، وهو يجيد فتح جهاز الـ (I Pad) والوصول إلى موقع يسمح له بالقيام بعمليَّة تلوين رسم ما، دون أن يوسخ يديه، وثيابه بالألوان، وهو ما يؤسس إلى جيل جديد، يجيد استخدام التقنيَّة، وعساه أن يحقِّق اختراقات علميَّة، تساعده، وتساعد المجتمع السعودي الجديد.
أنانيتي الشخصيَّة تجعلني أتمنَّى أن أعود شابًا يافعًا اليوم، لحضور كل تلك الثورات التقنيَّة القادمة، ولكنَّني في ذات الوقت لست مستعدًا للتخلي عن عائلتي، وأصدقائي الحاليين، ولذلك سأبقى على وضعي الحالي، خصوصًا وأنه لم يعرض على أحد، إلى الآن، عرضًا جادًا، لكي أعود شابًا!!
بعض المقالات تحس انها مجرد تعبئة للخانة الفارغة ليس إلا
تأملات ولا اروع استاذ سليمان وتنم عن شخصية تحمل الكثير من الألفة
يتردد الان فى اكثر من موقع احساس الجيل الحالى الذى بدا يقترب من التفاعد بانه جيل محطوط عاش فى رغد العيش وعاصر الطفرتين واحساس بالخوف من المستقبل وتغير الايام خصوصا بعد ثورات الربيع العربي التى اقتلعت بعنف وسهوله انظمه وحكام كان يظن انهم باقون ابد الدهر لايغيبهم الا الموت خصوصا ان دول الربيع العربي لم تستقر بعد ويبدون للكثيرين الان الماضى باستقراره افضل من الفوضى التى اعقبته
أستاذ سليمان ليس بالضروره ان الوقت الحالي هو افضل, فهذه الاشياء نسبيه وتعتمد على قناعة الشخص وقيمته في مجتمعه, فها انت( ماشاء الله تبارك) خدمة في القطاع الحكومي وشبه الحكومي والقطاع الخاص, ووصلت الى وكيل وزاره مساعد والآن مسؤول في شركتين مساهمتين, وكاتب مقال متميز, فهل حفيداك(( الله يخليهم لكم ويحفضهم) سيحضون بنفس الاهميه( في محيطهم) مثلما كان ( جدو سليمان)حتى وان عرفوا ادوات التقنيه؟؟؟؟؟!!!
ربما الفرص التى تهيأت لنا من الصعوبة أن تتهياء لهم لوجود المنافسة فى ذلك و البقاء للاصلح
لكل زمان رجاله الناجحون الذين تعاملوا مع الظروف المحيطة بهم وقد تكون ظروف هذا الوقت تختلف عن ما مضى ولكن سوف يستمر النجاح للمجدين 00000 وسوف يرث عدد كبير من الابناء اموال تعب بها أبائهم 0000
شكرا استاذ سليمان
نتظر قلمك وفكرك تجاه الشهادات الاكاديمة الوهمية واثرها في المجتمع سواً اقتصادياً او غيره