أيُّ علةٍ هذه التي ألمّتْ بسوقنا المالية؟!

09/10/2012 28
عبد الحميد العمري

هل تُلمُّ بسوقنا المالية السعودية علّةٌ أعيتَ الأطباء؟ منذ 26 فبراير 2006م تردّى بها الحال مراراً وتكراراً، خرجتْ أغلب الأسواق المالية الرئيسة حول العالم من دوامة الأزمة المالية العالمية 2008م، ولم تخرج بعد هذه السوق (أداء S&P500 من 15 سبتمبر 2008م لليوم %+16.72، بينما سوقنا %-11.54)، حتى النفط الذي يُعد من أهم محركات اتجاهات السوق لدينا هو الآخر سجّل نمواً لنفس الفترة %+12.37 سلة أوبك، و %+14.8 لبرنت، هذا من الخارج كعوامل مؤثرة.

أمّا على مستوى العوامل الداخلية؟! بالنسبة لأرباح السوق السنوية أظهرتْ نمواً للفترة فاق %+112.6، اقتصادياً بلغ متوسط النمو الحقيقي للاقتصاد للفترة 2008-2012م نحو %+4.3، وتفوّق عليه النمو الحقيقي للقطاع غير النفطي لنفس الفترة بنحو %+5.3. استبقتُ بطرحِ هذه المسلّمات المعلومة لدى أصغر المتعاملين لهدفٍ وحيد؛ وهو ما سبق وذكرته وكررته طوال الفترة السابقة، أن هناك عوامل أخرى كامنة بالسوق تعادل في تأثيرها أو تتجاوز العوامل الرئيسة أعلاه! فما تلك العوامل؟!

لعل أخطر نتائج تلك العوامل (الكامنة) هو صفعها لثقة المتعاملين، أفضتْ لاحقاً لما نشهده من تردٍّ لحال السوق أدّى بها للسكون مستسلمة في قيعانها السحيقة حتى الآن! لم يبق فيها من بعض الحياة إلا السيادة شبه المطلقة لطابع المضاربات المحمومة، يحمل لواءها المنتصر قطاع التأمين الذي وصل أداءه لنفس الفترة أعلاه %+34.44. حسناً مرة أخرى، وما تلك العوامل الكامنة؟!

يأتي في مقدمة تلك العوامل الكامنة بل وأهمّها، غثاء الإدراجات من بعد 26 فبراير 2006م، التي كان يؤمل أن تساهم في تعويض قيمة (الفقاعة السعرية المضللة)، بأصولٍ استثمارية ذات قيمة مجدية، غير أن ما اكتشف لاحقاً أن تلك الإدراجات كانت تتسابق على: إمّا الإفلاس، أو الخسائر الرأسمالية المتتالية، أو العجز حتى عن تحقيق ريالٍ واحد كأرباح! تكاثرتْ كالبثور السوداء في وجه السوق، حتى غدا قبيحاً لا جاذبية فيه! وللحديث صلة..