مطبخ المحاسبة

13/09/2012 17
عبدالله الجعيثن

إذا أردت التأكد من نظافة البيت فيحسن التوجه إلى (المطبخ) أولاً، وعدم الاكتفاء بمظهره الخارجي، بل مراقبة عملية الطبخ والخلط بسرية.. خاصة أن كثيراً من مطابخنا المنزلية أصبحت في أيدي (الخادمات) لأن سيدة البيت إما أن تكون عاملة أو نائمة!
* بعض المهووسين بالنظافة يضعون كاميرا سرية داخل مطبخ المنزل، وبعضهم فجعوا بما رأوا إلى حدّ الغثيان!
* وفي كل مهنة هناك (مطبخ).. في الصحافة والمحاسبة وتقييم الشركات العائلية للحصول على أفضل علاوة إصدار ممكنة..
* في كل مهنة تقريباً هناك مطبخ يتم فيه إعداد الأطباق وتقديمها بأجمل صورة ممكنة، ومن عادة البشر – إلا ما ندر – الاهتمام بالظاهر، وبعض الإهمال للداخل لأنه لن يراه الآخرون، وقد يبدو مظهر الأطباق براقا وطعم الطبخة لذيذ المذاق لأنها مضاف لها كثير من الدهون المشبعة الضارة، وكثير من البهارات التي تمنح النكهة وتخفي رداءة محتويات الأكل أو بعضها وهذا يحدث في معظم المطاعم حيث تضاف الدهون الهائلة والبهارات المطيبة وتُقدم حارة ذائبة فيها الدهون الهائلة والقاتلة على المدى بحيث أصبح الطعام في كثير من المطاعم مليئاً بالألغام التي لا ترى ولا تنفجر في الشرايين إلا بعد حين.. والطبّاخ ليس طبيباً تهمه صحة الناس وإنما يهمه لذة الطعام مهما سكب عليه من دهون وألغام ما لم يكن هناك ضمير أو مراقبة صارمة ونظام..
* نعود الآن إلى (مطبخ المحاسبة).. تظهر الميزانيات والمراكز المالية.. وتقييم الشركات المطلوب طرحها بعلاوة.. كما يظهر الطعام في أطباق نظيفة فاتحة للشهية ولكن الله وحده أعلم بما تخفي.. وماذا تم عليها من تعديلات وإضافات وبهارات أثناء طبخ القوائم..المحاسب القانوني يقول إنه راجعها وإنها أعدت من قبل الإدارة فهو يحكم على ظاهرها في الغالب ويرمي المسؤولية على طابخها الذي قدمها (إدارة الشركة) عدا بعض المحاسبين الحازمين جداً.. كثر الله منهم فهم القادرون على تفكيك الطبخة وتقديم تقرير دقيق عن المحتويات.