خلال ديوانية مجلس شباب الاعمال بغرفة الشرقيـة

02/02/2010 4
مشرف الموقع

اوضح العضو المنتدب لشركة دراية محمد عبدالله القويز أن هناك (خمسة اخطاء) كانت وراء خسائر النسبة الأكبر من المستثمرين في الاسواق المالية بالمملكة، وتتفاوت هذه الخسائر حسب وجود اكثر من خطأ في إدارتهم لاستثماراتهم. وقال القويز  ــ الذي كان ضيف ديوانية مجلس شباب الأعمال بغرفة الشرقية مساء أمس الاثنين 1 فبراير 2010 ـ ان الوجه الآخر لهذه الأخطاء يمكن صياغتها على شكل (وصايا خمس) لتجاوز شبح الخسائر الذي طال 80 ــ 90 %  من الأشخاص الذين دخلوا الأسواق المالية وخسروا أموالهم.

الوصية الأولى ـ حسب القويز ـ هي : (لا تذعر ولا تتفجع)، بمعنى لا ينبغي على المستثمر أن يصاب بالذعر لمجرد هبوط او صعود لمؤشر السوق، ذلك لأن اتجاه الاسواق المالية في الغالب يميل الى الصعود، فلو نظرنا الى السوق من عام 1988 ورغم الموجات المتفاوتة بين الانخفاض والارتفاع نجد ان سوق الاسهم قد حققت معدل عائدات تزيد على 10%، وهو معدل لو أضيفت عليه نسب الارباح الموزعة لبلغ معدل العائد على المستثمر أكثر من 12% وهو عائد جيد أفضل من عائدات بعض الاسواق النامية، بل حتى الاسواق المتقدمة مثل أمريكا في الفترة المذكورة .. بالتالي فإذا كان السوق يتعرض إلى تقلبات، لكنه على المدى الطويل يحقق المستثمر منه عائدات مقبولة.

وأشار إلى الإعلام في كثير من الأحيان يعطي انطباعا سلبيا عن السوق، فالصحافة الامريكية في عام 1972 تحدثت عن أن أمريكا في طريقها إلى الإفلاس، وتكرر الأمر نفسه عام 1987، وكذلك في عام 2008، وقال إن المستثمرين الأفراد تأخذهم العاطفة أكثر من العقلانية في التعاطي مع النشاط الاستثماري.

وقال القويز عن الوصية الثانية وهي (نوّع)، أي العمل بالمثل الشعبي المتداول :"لا تضع بيضك في سلة واحدة"، فأكثر الأخطاء التي يقع فيها المستثمرون هو غياب التنويع وتركيز الاستثمارات في مجال استثماري واحد، في حين المجال الاستثماري متنوع (الاسهم، السندات، الذهب، الخدمات، العقار، السياحة، المشتقات المالية، حسابات الادخار، التحف والمقتنيات وغيرها ) فعالم الاستثمار لا يقف عند هذا الحد، فكل فئة استثمارية تنقسم إلى عدة أسواق أيضا (السعودية، الكويت، الصين، امريكا ، ....وغيرها)، فتكاد تكون بعدد دول العالم، بل في كل سوق من هذه الاسواق هناك اوراق مالية متعددة في السوق السعودي مثلا هناك شركات كبيرة واخرى صغيرة وكلها معروضة في السوق، وهي متاحة للاستثمار. ومن يستثمر في ورقة مالية واحدة كأنه يستثمر في ورقة متعلقة في فرع من فروع معلقة في شجرة، هذه الورقة قد تذبل او تطير مع الريح او تسقط مع المطر حتى لو بقيت الشجرة ثابتة، وكلما امكن التشبث بالفروع كان افضل من التشبث بالاوراق، وكلما مزجنا استثماراتنا في قطاعات مختلفة كان افضل لتحقيق معدل الربح وتخفيف حدة المخاطرة.

وخلص الى القول ان التنويع يأتي على عدة مستويات هي (الاستثمار في اوراق مالية مختلفة، استثمار في اسواق متنوعة، استثمار في فئات استثمارية متنوعة)، وكلما تم التنويع تم نشر المخاطر.

وعن الوصية الثالثة (استثمر على المدى الطويل)، وذلك للتفاضل بين الاستثمار والمضاربة، فالاستثمار يحقق وضوحا في الربح، بحكم أن التذبذب اقل، وكلما طال الافق الاستثماري تقل نسبة التعرض لتموجات وتقلبات السوق، مقابل ذلك فإن انخفاض الافق الاستثماري يكون المستثمر عرضة للتقلبات، وليس مضمونا ان يستفيد كثيرا من الانتعاشات، لأنه لا يعلم متى ينخفض السوق ومتى يرتفع في الفترة الزمنية القصيرة.

وقال القويز في وصيته الرابعة (لا تغتر بالارباح وانظر الى المخاطر) فالنظر الى العوائد دون النظر الى المخاطر هو اشبه بمن يشتري سيارة جديدة ويشترط فيها ان تكون سريعة فقط دون النظر الى الكوابح والفرامل، وهو اشبه بمن يدخل نشاط المخدرات، حيث ان العائد غير معقول، لكن المخاطر غير متوقعة ايضا، فالمخاطر والعائدات وجهان لعملة واحدة.

واما الوصية الخامسة (استثمر بنفسك اذا كانت لديك ميزة نسبية) فالمستثمر ينبغي ان يعرف اي قطاع هو الاقدر على فهمه واستيعابه والقدرة على التعاطي معه، فمن يملك ملاءة مالية، وكوادر بشرية، ومعلومات تفصيلية عن القطاع الاستثماري هو بالتِأكيد افضل ممن يفتقر الى هذه الميزات النسبية.. كذلك الحال من لديه خبرة في العقار مثلا فالاستثمار في العقار افضل له من وضع ماله واستثماراته في قطاعات اخرى لا يملك فيها أي ميزة نسبية.

ونوه القويز ان هذه الوصايا هي الوجه الآخر لجملة الاخطاء الخمسة وهي (الذعر، وعدم التنويع، والاستثمار على المدى القصير، والنظر الى العوائد دون المخاطر، الاعتقاد بامتلاك ميزة نسبية في كل الاستثمارات).. مؤكدا على ان الاستثمار وسيلة للاستمتاع بالحياة، وليس غاية بحد ذاته.

شهد اللقاء حضور عضو مجلس ادارة الغرفة خالد بن محمد العمار الذي سلم درع الغرفة الى الضيف، وكذلك امين عام الغرفة عدنان بن عبدالله النعيم.