فى صباح يوم مشرق جميل جاءنى اتصال من سيدة محترمة ولكن يغلب على لكنتها انها غير عربية وطلبت منى مقابلة الرئيس التنفيذى للشركة ولم يسبق لى معرفة به ولكنه شخصية عامة ملء السمع والبصر حيث انه سليل عائلة معروفة ووالده شخصية عامة غاية فى الاحترام ومن كبار رجال الاعمال فى البلدة التى اعمل بها وقد عرفت ان هذه السيدة مدبرة مكتبه وانها امريكية الجنسية ولكنها مسلمة .... فاستبشرت خيرا وخاصة ان شركته ملء السمع والبصر وانها لها علاقات دولية اى من الممكن اعتبارها شركة متعددة الجنسيات ... فذهبت قبل الموعد بساعة وقابلت الرئيس التنفيذى وانبهرت بشخصيته الودودة الرائعة وبفكره المتوقد الجاد واطروحاته الاسلامية المتجددة... واذا به يعرض على العمل فى شركته العملاقة . التى كنت احلم – مجرد حلم فقط – ان اعمل بها .
هاهو الحلم سيتحقق... اه يارب ما اكرمك ... سا عمل مع هذا الرجل الفذ والشخصية الجذابة .. هاهى الاحلام تتحقق ..
وفى شركة من اكبر واعظم الشركات بالبلدة الجميلة التى اعشقها ... وهاهو عرض العمل امامى للتوقيع ... ولكن اجد ان الراتب نصف ما اتقاضاه فى شركتى الحالية ... فاقول فى نفسى غير مهم .. غير مهم ...
ان العمل مع هذا الرجل وفى هذه الشركة يفوق الخسارة التى تصيبنى من جراء انخفاض الراتب .. وما فائدة راتب كبير تتقاضاه وانت تكره المكان الذى تعمل فيه وتذهب كل يوم الى العمل وكانهم يجرونك جرا ....
لا... هنا تتحقق الاحلام وتشعر بذاتك وكيانك ... وتقدمت باستقالتى من عملى ... ولكن طلبوا منى فى شركتى انجاز بعض الاعمال وانهاء بعض المعلقات .. حتى يتم اخلاء طرفى والا... لا .. سا فعل كل ماتريدونه ... اننى اريد ان احقق حلمى واذهب لذلك الرجل ولتلك الشركة .الذى لا يخلو يوم من ذكر اخبارها فى الجريدة و لا يمر اسبوع الا وللرئيس التنفيذى مقال فى الصحف او رسالة عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة .. وقد طلب منى الرئيس التنفيذى بعض المراجع من الاشخاص حتى يتسنى له ان يتم تثبيت تعيينى بالشركة الحلم .. ومالمانع .... طلب 3 اسماء فاعطيته 10 اسماء او اكثر
كل من عرفنى وعملت معه من اصحاب الاعمال ومديرى السابقين وزملائى .. لا بد من ذلك حتى يزكونى واحصل على الوظيفة الحلم والشركة الحلم والرئيس التنفيذى الحلم ايضا ... تلك الشخصية الجذابة والعقلية الفذة خريج احدى اعظم الجامعات فى العالم .. ان لم يكن اعظمها على الاطلاق .. وواجهت المصاعب لكى يتم اخلاء طرفى من شركتى التى اعمل بها وتمت مساومتى على مستحقاتى بحجة اننى اتخلى عنهم .. غير مهم ... غير مهم ... فى سبيل الانتقال الى الشركة الحلم كله يهون .. هاهو الحلم قارب على التحقق . وكأن الشاعر كان يقول شعره الجميل فى هذه الوظيفة وليس فى بناء السد العالى :
كان حلما فخاطرا فاحتمالا ثم اضحى حقيقة لا خيالا
يارب هذا المكان الذى احلم منذ 3 سنوات على ان اعمل به .. اصبحت قاب قوسين او اكثر على العمل به
والتقيت بالرئيس التنفيذى مرة اخرى فازداد انبهارى بالشخصية والانسانية والاسلوب والفكر .
اكيد ان الوالدة تدعو لى ليل نهار حتى يتحقق الحلم .... واتفقنا على البدء اعتبارا من الاسبوع القادم ..
ان قلبى يدق بسرعة وصدرى ينهج وكأنى فى مارثون .. واعصابى تكاد ان تفلت منى حتى ان اعصابى تخوننى احيانا وانا اقود سيارتى للذهاب للعمل فى اليوم الاول .. وكانى غير مصدق ...
والتقيت به فى المرة الثالثة فى اول يوم عمل فازداد الاعجاب اعجابا ... ورحب بى ايما ترحيب .. اننى هنا صاحب الشركة ولست موظفا بها .. ثم سالنى . كيف احب ان ابدأ فى التفتيش على الموظفين .. فاخبرته بان يعرفنى بهم ثم يتركنى امضى فى طريقى وانا الخبير فى مجالى واعرف كيف ابدأ وكيف استمر وكيف احقق الامال والطموحات التى ينتظرها منى .
وذهبت فى سيارته فقمت بربط حزام المقعد ويسالنى هل تفعل ذلك دائما ؟ فاجبته بالايجاب ولو كانت المسافة قصيرة جدا التزاما بهذا الامر فاثنى على وذكر لو لم يكن لدفع المخاطر فليكن لتحصيل الثواب .. انه يعتبر ربط حزام القيادة عمل تستحق عليه الاجر من الله عز وجل ... يالهى هل رايتم مثل هذا .. هل هو مجدد القرن الواحد والعشرين الذى يبعث على راس كل قرن يجدد للامة دينها !!!!
وعرفنى بقيادات الشركة ومدرائها وهو يمدح فى ويثنى على من الصفات والمؤهلات والاخلاق والحيثيات ... اخجلتم تواضعنا يا سعادة الرئيس التنفيذى ....
وفى اثناء حديثنا عرفت انه توالى على هذه الشركة عدد هائل من المديرين خلال عمرها القصير وفى كل الادارات ولكن على الاخص فى الادارة المالية .. فتعجبت .. وذكرت للرئيس التنفيذى ان عدم الاستقرار فى الوظائف بصفةعامة وفى الادارة المالية بصفة خاصة من الامور السلبية جدا على استقرار الشركة وعلى تحقيق اهدافها وتثبيت اركانها .
والظاهر ان كلامى لم يعجبه ... فاجاب على متضايقا وماذا يفعل ان كان المديرين الذين مروا على الشركة احدهم اخرق والاخر لا يفقه والثالث مجنون ... الخ ... يقصد لكل منهم عيبا!!!
وعندما اخبرته بان هذا عيب من اختارهم ودليل على قلة خبرته ومهنيته .. ازداد ضيقه وانتقل الى موضوع اخر لانه لم يحب ان يستمر فى الحديث .
هل هذا معقول ... ان الامور ليست بالمثالية التى كنت اظنها !!! .. والرجل ليس بالرجل الذى كنت اظنه !!!
ثم جاءه مدير مكتبه يقول له ان احد الموظفين يقول يجب ان نفعل كذا وكذا .. فاذا به يسب ويقول يجب ان يفعل ما امره به هو واللى خلفوه ... ان الصورة بدات تتغير ... لا لعله غاضب ... الرجل ليس كما عرفته .. والا فكار تتلاعب بى ... هل لم اعرفه ... هل من الممكن ان يكون ظاهره غير باطنه ... لا لا غير معقول .
وكان ممن تعرفت بهم المراقب المالى للشركة فاستقبلنى بترحاب ولكنه طلب ان نؤجل اجتماعنا للغد حيث انه مشغول فى هذا اليوم وفى صباح اليوم الثانى اجتمعت به واخبرنى انه يواجه حربا شرسة ومضايقات عدة وان جو العمل غير ملائم
وتمنى لى التوفيق ثم ذهبت للمالية واثناء جلوسى مع احد الزملاء جائنى اتصال من مدير مكتب الرئيس التنفيذى يطلب استلام معلقات المرافب المالى نظرا لانه قد تقدم باستقالته ... يا الهى لقد كنا نتحث فى الصباح معا عن السياسات والاجراءات والضوابط وكأن الرجل سيمكث باقى عمره فى هذه الشركة وعند الظهيرة يتقدم باستقالته ... ماذا يحدث فى هذه الشركة لماذا معدل الدوران بهذه السرعة؟ ... لا... لا ان العيب فيهم وليس فى هذه الشركة العملاقة او الرئيس التنفيذى المعجزة ... وتتوالى الايام وكل يوم اصدم بحادثة او بقرار او بسياسة او باجراء ... ان هذه الشركة امرها عجيب فعلا...!!
من الخارج تراها صرح عملاق او كا نها قطعة من امريكا وضعت فى قلب احد الاحياء الشعبية فى تلك المدينة الجميلة .. انها مدينة غير .. وهذه الشركة غير ...!!!
وتتوالى الايام واعرف كل يوم شيئا وتتضح الصورة .. فلا الشركة بالشركة العملاقة ولا الرئيس التنفيذى بهذا الرجل المعجزة.
بل لقد وجدت غيابا للرقابة .. وسوء فى المستوى وانعداما للضوابط الرقابية .. وكان الامور سداح مداح على راى العامة عندنا .
وكلما توغلت فى الامر . وتعمقت فى الاجراءات والسياسات .. ادركت مدى خطورة الامر .. وان هذه الشركة مقبلة على كارثة لا محالة .. ولكن من اى شخص او من اى اتجاه .. الله اعلم .. لانها محاطة بقنابل موقوتة من انعدام الضوابط وغياب الرقابة الداخلية وعدم وجود الصلاحيات التى تحفظ للشركة كيانها وصراعات المديرين و حربهم مع بعضهم البعض لان كل واحد منهم يريد ان يصعد على كتف الاخر ويكون هو المدير المقرب من الرئيس التنفيذى !!!
وتبدا الصورة تزداد قتامة وكان الحلم يتبدد فليس هذا المكان الذى حلمت به .. ويبدا الهمس يزداد بان السبب شخصية الرئيس التنفيذى واسلوبه فى الادارة .. فهو يسمع ويصدق لكل من ينقل له خبرا او قصة عن شخص اخر مهما كان الشخص الاخر امينا او علامة او حتى جهبذ فى مجاله وعلمه .. هل هذا معقول !!
هل يتبدد الحلم وكانه اضغاث احلام ... هل الوالدة توقفت عن الدعاء لى !!!
ولكن يظهر فى اخر النفق ضوء خافت فيطلب منى الرئيس التنفيذى - بحكم خبرتى ومؤهلاتى – ان اقوم بعمل تقييم شامل للاجراءات والسياسات الموجودة وكذلك للموظفين الذين يعملون فى الادارة المالية ... هاهو الرجل يعود الى رشده ويريد ان يحسن الاوضاع وطلب منى فى حزم بالغ من تراه يصلح بعد هذا التقييم سيستمر ومن نراه لا يصلح لن يمكث يوما واحدا ... فلا مكان للضعفاء او غير الاكفاء .. انه امر جيد . فلابد ان من يذكرون خلاف ذلك متضررون ولذلك يبثوا هذه الاشاعات والسلبيات .. هاهو الرجل يطلب منى عمل هذه التقييم الشامل ويسالنى كم يستغرق منك من الوقت فاخبره انه على اقل تقدير يستغرق 3 شهور فيقول لى سر على بركة الله وابدأ العمل ... لا .. ان الامور ستستقيم ولكنه اتصل بشخص ذكر لى انه مستشار اخر سيساعدنى فى هذه المهمة الكبيرة لاننى بمفردى ستكون صعبة فلابد من الاستعانة باخر حتى يتم انجاز المهمة على خير وجه .. لا انكر اننى امتعضت بعض الشىء .. لماذا يحضر اخر .. هل لعدم ثقة فى .. ام لقلة خبرتى .. ام ماذا .. وانا احاول ان ادفع هذه الافكار واخيرا اقول ان المهمة صعبة وكبيرة نظرا لكبر حجم الشركة وكثرة الادارات والاقسام ... وابدا لعمل مع هذا المستشار الخارجى والاحظ عليه انه يحب اسلوب الصدمات ويسالنى فى اجراء او تصرف عن راى وانا الخبير فى مجالى .. فاجد انه كلما كان المطلوب تشديد اجراءات الرقابة والضبط الداخلى كلما وجدنا ضعفا فى هذه الاجراءات .. يا العجب ..... هل من الممكن ان يوجد مكان به هذا الكم الهائل من نقاط الضعف والثغرات ... بل انك من الممكن ان تكتب تقريرا عن جميع الثغرات التى درسناها وعن جميع نقاط الضعف المعروفة ستجدها متوفرة فى هذه الشركة ...!!!
هل هذا ممكن ... ان يوجد مكان به هذه الثغرات وخاصة انها شركة كبيرة وعملاقة وبها العديد من الادارات والاقسام والمديرين !!! ولا اكتمكم حديثا ان الياس كان يتسرب احيانا الى نفسى من جراء الكم الهائل من الثغرات والسلبيات .
ان السلبيات تضرب فى كل ركن من اركان هذه الشركة ... والضعف يسيطر على كل ادارة .. والصلاحيات تائهة .
والقيادة مغيبة .. والمستفيدون كثير .. وبالتالى يسيطر الضياع على هذه الشركة .. لم اكن اتصور ان يوجد كل الضعف .
والادهى والامر ... القرارات المتناقضة .. والتى تكلف الشركة مئات الالاف بل الملايين من الريالات .. يجب تغيير نظام الحاسب الالى الذى كلف الشركة 5 مليون ريال واسمه وسمعته عالمية !!! ويرمى نظام يكلف الملايين بنفس دعوى احضاره .
عفوا لقد نسيت شيئا هاما ان الرئيس التنفيذى تغير تغيرا غريبا فاصبح يتجهم عندما يرانى بعد ان كان يبتسم فى وجهى كل يوم .. فى البداية ظننت ان ضغط العمل وما يلاقيه هذا الرجل من ضغوط العمل وعدم مساعدة الاخرين له .. هو السبب فى
فى التجهم .. لا انه يشيح عنى بناظريه عندما يرانى ... ماذا حدث ياربى .. ماذا اخطات ... لقد كنت اعتبره مجدد هذا القرن ... لا ان الامر عجيب غريب ... لا بد من مقابلته ومواجهته .. هناك سبب ما يجعله يعاملنى بهذه الطريقة بعد ان كان يلقانى باشا مرحا ...
فقابلته بعد صلاة الظهر بمسجد الشركة وقلت له اننى اريد ان اقابله .. فطلب منى تحديد موعدا مع مدير مكتبه وقد كان .. وفى الموعد المحدد وانا اريد ان اشرح له السلبيات وكيفية القضاء عليها اذا به يعتذر عن الموعد لوجود وفد اجنبى ...
وماذا فى ذلك فلنحدد موعدا اخر وقد كان .. ولم اجده فى الموعد ...ماذا يحدث ياربى .. هل يتجنبنى ... ولماذا ؟
وفى احد الايام تتصل بى مديرة الموارد البشرية وتطلب لقائى .. وترمى بالخبر الذى لم اكن اتصور ان يحدث معى
لقد جا ئها اليوم تقريرا عن تقييمى وكان تقريرا سالبا وبالتالى فلا مكان لك ... متى اجرى التقييم ؟! ومن اجرى التقييم ؟!
وكيف اجرى التقييم ؟! .. كيف يا سيدتى ؟! يا سيدتى لقد تركت عملى من اجل هذه الرؤية !!! من اجل هذه الرسالة !! من اجل هذا الرجل !!! كيف ومتى واين .... وكل علامات الاستفهام تتدافع وراء بعضها . والسيدة تتأسف لى عن هذا الحرج وهذا الموقف وتنصحنى بلقاء الرئيس التنفيذى .. لعل فى الامر خطأ ما او شيئا ما .... ولكن هيهات ...
قد قام بتقييمى المستشار الخارجى وذكر اننى لا اصلح لغرض فى نفسه لانه سالنى هل تكون مرجعيتى للمراقب المالى فاخبرته ان هذا خطأ فلابد ان تكون مرجعيتى للرئيس التنفيذى وليس لا حد سواه .. اذ كيف تكون مرجعيتى للمراقب المالى وانا المراجع الداخلى الذى ابدى الراى فى بعض قرارات المراقب المالى !!!
وهنا ادرك هذا المستشار اننى ساكون عقبة فى طريقه فازاحنى بمنتهى البساطة وذلك بتعليق بسيط وهو اننى لا اصلح ..
ولكن كيف تمكن هذا المستشار واصبح الصادق الصدوق للرئيس التنفيذى واصبح يصدقه فى كل صغيرة وكبيرة ..لقد صدقه واخذ برايه وبتوصيته فى انا . وانا الذى احضرت له عشرات التوصيات من اناس عدول ثقات .. لقد نسى كل هذه التزكيات واصبح لا يذكر الا توصية هذا الرجل الذى اصبح مسيطرا عليه . عجبا فان للادارة فنون .. بل جنون .
نسيت ان اخبركم ان المستشار تم تعيينه مراقبا ماليا بالشركة بعد رحيلى .
ولكنى لن استسلم ولن اترك هذه الشركة قبل ان اوضح الامور ... ولكن هيهات ... هيهات .. لقد احكم الامر ...
وها انا اصرخ يا عالم ناقشونى .. افهمونى ... ماذا حدث .. لماذا الظلم .. ان عاقبة الظلم وخيمة وعاقبة العدل كريمة ..
احاول ان اوصل رسالتى لهذا الرجل ... ولكن هيهات .. ان العدل ميزان الله الذى وضعه للخلق ونصبه للحق .فلا تخالفه فى ميزانه ولا تعارضه فى سلطانه .
الست انت القائل : صنيع واحد على ارض الواقع يحى روح الشرع هو اوقع واجل من عشرات الخطب ومئات المحاضرات
وانا اقول امر واحد يناقض روح الشرع هو اشد وطأة من عشرات الخطب ومئات المحاضرات . خاصة اذا صدر ممن يدعى المثالية ويدعى انه المفكر المجدد !!! الا تتفقون معى ...
لقد اخطأت سيدى المفكر معى اخطاء عدة : شرعية وتعاقدية وادارية وانسانية ومهنية ... ولكن هيهات .
هيهات ان يعود الرئيس التنفيذى عن قرار اتخذه حتى لو اثبت العالم كله انه كان مخطئ !!!
كيف لهذا الشخص الفذ الذى يصل الى درجة العبقرية ان يقع فى هذه الاخطاء الساذجة الغريبة ؟!!!
كيف للرئيس التفيذى الذى يتناقل الناس اخباره وارائه يقع فى هذا الخطأ الساذج الغريب؟!!!
كيف لا يستطيع ان يميز بين الغث والسمين ؟!!
احاول ان اوصل له رسالته ان الله يقيم للدولة العادلة وان كانت كافرة ولا يقيم للدولة الظالمة وان كانت مسلمة !!!
كيف سيمكن الله لهذا الرجل بعد كل هذا الظلم ... لا فائدة ...
ولكن لن ايأس ... سا ظل احاول واجاهد ليعرف كم الظلم الذى وقع على ... ثم عرفت بعد ذلك ان هناك العديد من المشاكل والسرقات والاختلاسات وقعت .. وممن ؟!! ممن كان يعتقد انهم من يقومون بحمايته وامواله ..
تذكرت قول الشاعر : امرتهم امرى بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح الا فى ضحى الغد .
انه الرئيس التنفيذى ورئيس مجلس الادارة والمساهم الاكبر ... عجبا !!!
اليس ذلك يخالف مباىء الحوكمة و مبادىء فصل الادارة عن الملكية !!!
اليس ذلك يخالف الافصاح والشفافية ومعايير المحاسبة والمسئولية !!!
كيف تكون على قمة الادارة التنفيذية وعلى قمة من يحاسب الادارة التنفيذية ... لقد جمعت بين المتناقضات سيدى الرئيس التنفيذى !!!
من يحاسبك اذا اخطأت ؟!! ان كل السلبيات والمشاكل تقع على عاتقك انت لانك راس السلطة التنفيذية .. فهى مسئوليتك الادبية والسياسية فى النهاية !!
الايستقيل الوزير فى امريكا والدول المتقدمة عندما يصطدم قطاران فى مريكا او انجلترا .. لماذا ؟
لانه هو المسئول السياسى عن هذا الاهمال او التسيب .. ان الوزير لم يكن يقود القطار , فالخطأ خطأ السائق . ولكن المسئولية تقع على من فى قمة الهرم التنفيذى !!
لا .... ان هذا يحدث ايضا فى دول العالم الثالث ايضا فى هذه الايام .. فقد استقال وزير النقل المصرى .. لقد اصبحنا مثل امريكا وانجلترا ودول العالم المتقدم ... فهل يفعلها الرئيس التنفيذى ؟!!!
نعم .... هناك امل ... فقد اتصل بى الرئيس التنفيذى واذا به يعتذر لى عما سببه لى من اذى وضرر وانه ادرك ذلك وعرف من كان الناصح الامين !!! ومن المخادع المستفيد !!! وعرف كم وحجم الظلم الذى وقع على وكم الالم الذى سببه لى !!
اخيرا ظهر الحق وانبلج النور .. هاهو يعتذر ويخبرنى انه قدم استقالته كرئيس تنفيذى للشركة .. حتى يكفر عن اخطائه ...
نعم كنت اعرف ان الحق سيعود وان اشتداد الظلام دليل على اقتراب الفجر .. مهما طال الزمن ... وان الرجل فذ كما عرفته .. وعملاق كما خبرته ... وجرئ كما سمعت عنه !!!
واذا بزوجتى توقظنى لكى اقوم لصلاة الفجر واللحاق بموعد الطائرة للذهاب فى مأمورية عمل !!!
جائتنى اتصالات عديدة كلها تخمن من الرئيس التنفيذى هذا ولكن احب ان اقول انه نموذج موجود فى الكثير من الشركات والمؤسسات فى عالمنا العربى بل وفى العالم اجمع . انه نمط من الادارة اثبتت الايام انه نموذج فاشل وينبغى ان يتغير حتى تستقيم الامور.