هناك العديد من العوامل التي تؤثر على قيمة عملة ما من الناحية الإقتصادية والسياسية وحتى المكانة الإجتماعية لبلد تلك العملة. فعلى العكس من الأسواق العالمية الأخرى, فإن سوق الفوركس كبير جدا, ولا يمكن لأي شخص بمفرده أن يكون له تأثير خطير على ارتفاع أو انخفاض قيمة أي عملة.
ولكن العكس ليس صحيحا. فالعديد من السمات المختلفة لسوق الفوركس يمكن أن تؤثر على متاجري الفوركس والكم والكيفية التي يقررون بها المتاجرة. وقبل أن نخوض في العوامل النفسية التي تؤثر على متاجري الفوركس, يجب أن نتحدث قليلا عن الوسائل الرئيسية التي يقرر المتداولون بواسطتها ماذا يتاجرون. فتحليل الفوركس هام جدا عند إتخاذ قرار بشأن غلق أي صفقة أو فتحها. التحليل يصنف بالطبع إلى نوعين: التحليل الفني و التحليل الأساسي للعملات. غالبية متاجري الفوركس يستخدمون التحليل الفني ويتابعون نفس الخرائط, والذي يؤدي إلى وجود عدد كبير من المتداولين حول العالم يتبعون نفس الأسلوب مما يخلق إتجاه تجاري عام (ترند).
من ناحية أخرى يجب عدم اهمال التحليل الأساسي. أيضا الأحداث الجارية مثل الأعمال الإرهابية والحروب والإعلانات السياسية أو الإقتصادية يمكن أن يكون لها تأثيرا كبيرا على إتجاهات سير السوق.
الإشاعات أم التطوير الحقيقي كما قلنا سابقا, يجب ألا نتجاهل الأحداث الجارية في العالم عند المتاجرة في الفوركس، حيث أنها يمكن أن تؤثر على السوق مثل أي شئ آخر. العديد من المتاجرين يتابعون الأخبار من خلال المواقع الألكترونية عأو من خلال صفحة أخبار الفوركس في "ديلي فوركس" لى الشبكة جنبا إلى جنب منصة التداول الخاصة بهم, وبالتالي يبقون على إطلاع على آخر الأحداث العالمية. ولكن عند الإنتباه إلى الأحداث العالمية فمن المهم جدا أن نفرق بين الأخبار الصحيحة الواقعية وبين الإشاعات الملفقة والتي تبثها القنوات الإعلامية المختلفة.
سوف تنشر العديد من المؤسسات المالية عن عمد تقارير إخبارية عن التطوير المالي, بنية جعل السوق يتحرك صعودا أو هبوطا حسب الموقف الحالي. قبل التصرف حسب أي خبر, تأكد أولا من صحة الخبر, وبعد التأكد من صحته, تأكد مرة أخرى.
التدخل والخوف الناتج - دع جميع عواطفك خارج المعادلة كما ذكرنا سابقا بأن الفوركس هو سوق كبير جدا, ولا يمكن لأي شخص أو مؤسسة أن يكون لها تأثير حقيقي على سعر العملات. ولكن يجب أن تدرك بأنه يمكن للتقلبات المؤقتة أن تحدث نتيجة لتدخل هذه المؤسسة أو تلك.
كمثال لهذا, في عام 2002 رأى البنك المركزي الياباني أن قيمة الدولار تنخفض بمعدل اعتقدوا أنه سريع جدا. فقد قلقوا من تأثير هذا على تنافسية الصادرات اليابانية إلى الولايات المتحدة. وكخطوة ردة فعل ، قررت الحكومة اليابانية التدخل وشراء مبالغ ضخمة من الدولار الأمريكي, في بعض الأحيان وصل المبلغ إلى 10 مليار دولار. لم يهدأ السوق بعد إقرار هذه الصفقات. فقد قفز الدولار بنحو 150 نقطة بعد عدة دقائق. وقد لجأت الحكومة اليابانية إلى هذا التكتيك أكثر من مرة وبمبالغ مختلفة كل مرة.
هنا يصبح الأمر مشوقا. لم يكن مبلغ الـ 10 مليار دولار هو الذي دفع السوق صاعدا, فما قيمة 10 مليار دولار في سوق قيمته 4 تريليون؟ ولكن كان سبب هذا التقلب هو الخوف أو رد الفعل العاطفي للمتاجرين نتيجة لتدخل الحكومة اليابانية.
أول نصيحة سوف ينصحها لك أي خبير بالفوركس هي, عندما تتاجر في سوق الفوركس, دع جميع العواطف خارج المعادلة.
اتباع عقلية القائد - إنضم للإتجاهات بالوقت المناسب يرتكب العديد من المتاجرين خطأ اتباع دليل وافتراض أن ما يفعله غالبية الناس يجب أن يكون التحرك السليم.
ما لم يدركوه هو أن هذه الغالبية طرأت عندها نفس الفكرة قبل عدة دقائق. يمكن لهذا أن يسير لصالحك إذا كنت في طليعة هذا الإتجاه, ولكن إذا انضممت متأخرا, قد يسير ضدك. إذا رأيت مثل هذه الإتجاه, تحقق من الأخبار واستشر الفنيين لمعرفة سبب هذا الإتجاه ثم قرر ما إذا كنت تريد المشاركة.
باختصار, ليس هناك مجال للعواطف أو المشاعر الشخصية عند المتاجرة في الفوركس. تأكد تماما أنك تتعامل بموضوعية وبشكل علمي أو تتعرض لخسائر كبيرة. السؤال المهم الآن هو كيف تتحكم في عواطفك الشخصية وإبقائها خارج غرفة المتاجرة؟ الإجابة هي أسلوب المتاجرة. اصنع لنفسك أسلوبا والتزم به, بغض النظر عن أي شئ آخر.
راقب تحركات السوق من وجهة نظر التحليل الفني والأساسي وإذا وجدت شيئا ما على غير مايرام, فلا تتاجر.
فالسوق لن يغلق, بإمكانك العودة بعد بضع ساعات والمتاجرة مرة أخرى. عند المتاجرة لا تتاجر أبدا ضد الإتجاه, تذكر دائما, " الإتجاه السائد صديقك". إذا صادفت خسارة, لا تحاول الإفراط في التعويض في صفقتك التالية, إلتزم بخطتك. فالتحكم هو كل شئ عند المتاجرة في الفوركس.
تحكم في نفسك, تحكم في عواطفك, تحكم في صفقاتك في الفوركس.