جلست أنظر إلى نتائج الشركات المدرجة في السوق السعودي، و قلت : لا بأس في قطاع البتروكيماوية، فرغم الوضع السيء العام فيه، إلا أنه وضع عالم فعلاً ! لكن عندما نظرت إلى شركة بترورابغ و نتائجها، قلت : لا بأس أيضاً، بما أني عنصر محايد و لست مستثمراً سعودي، قلت من الممكن أن يكون هنالك غيري عنده معلومة عن سبب الخسائر، ربما إصلاحات، ربما تصويب أوضاع، ربما بناء معامل تكرير جديدة ، ربما ربما !! لكن كانت الصعقة عندما نظرت إلى ما أعلنته الشركة عن أسباب الخسائر التي تحققت !
من موقع تداول الرسمي ، نتائج شركة بترو رابغ، النقطة الثامنة
يعود سبب الخسارة في الربع الثاني مقارنة بالربع السابق الى انخفاض هوامش ربح المنتجات المكررة, وبالأخص منتج النافثا, وارتفاع تكلفة المخزون الناجمة عن الانخفاض الحاد في اسعار الزيت الخام. ويعود سبب الإنخفاض في الخسارة مقارنة بالربع المماثل من العام السابق لتوقف الإنتاج خلال الربع المماثل من العام السابق لقيام الشركة بأعمال الصيانة الدورية لوحدات مجمع تكرير النفط وإنتاج البتروكيماويات. كما يعزي الانخفاض في صافي أرباح الستة أشهر مقارنة بنفس الفترة من العام السابق الى نفس الاسباب السابقة من انخفاض لهوامش ربح المنتجات المكررة, وبالأخص منتج النافثا, وارتفاع تكلفة المخزون حيث شهدت اسعار النفط هبوطا حادا خلال الربع الثاني من هذا العام.
قرأت ذلك الكلام مرة و ثانية و ثالثة ... بل عاشرة لأفهم ما يحصل !!
مع احترامي لمدراء المشتريات و المبيعات ، و احترامي أيضاً لمدراء و قسم الدراسات ( إن وجد في الشركة ) .. هل من المنطقي أن أكدّس المخزون عند أسعار مرتفعة و سعر النفط يهبط بشكل حاد ؟
إن قال لي أحد أن انخفاض سعر برميل النفط ليس متوقع، فأقول له : معظم التوقعات في شركات التحليل العالمية قالت بأن سعر النفط سوف يرتفع فعلاً ، لكن هذا في شهر 12 و شهر 1 ميلادي، لكن عندما تفجّرت قنبلة أخرى من قنابل أزمة الديون السيادية، تم تعديل التوقعات و تم الإشارة إلى أن سعر برميل النفط الأمريكي الخفيف سوف ينخفض بشكل حاد، و لم تتغير هذه التوقعات.
كذلك، عندما بدأت مشاكل إيران، فعلاً بدأت التوقعات تظهر ارتفاع سعر النفط لمدة لم تزد عن أسبوع، لكن بعدها مباشرة استخدمت الولايات المتحدة مخزونها الاحتياطي، و قامت المملكة العربية السعودية بتعويض النقص من النفط في الأسواق المالية، و قال صندوق النقد الدولي بأن الطلب على النفط في تناقص مضطرد ، و هذا كله سبب توقعات بانخفاض النفط.
إذن، أين المشكلة ؟ جميع التوقعات كانت تشير إلى انخفاض في سعر النفط ، لكن بترورابغ ترفع في المخزون ؟ أو أن تكون قد ملأت المخازن لديها في سعر نفط فوق 100 دولار للبرميل خلال الربع الثاني ؟
مبيعات الشركة من المنتجات المكررة ، و أهمها " مادة النافثا " هل بدأت بالتزايد في الشركة خلال فترة انخفاض سعر النافثا ؟ لماذا ؟ و من المستفيد من ذلك ؟
لا أستطيع أن ألوم المشتري، فالمشتري يريد أقل سعر ممكن، لكن السؤال هو ، هل من المنطق استخدام المخزون في سعر مرتفع لبيع النافثا في سعر منخفض ؟
لننظر إلى صورة الرسم البياني لسعر برميل النفط الأمريكي الخفيف خلال الربع الثاني من هذه السنة :
نعم ، يبدو الوضع مأساوي ، و انخفض سعر برميل النفط. أليس من المفترض أن يكون انخفاض سعر برميل النفط سبباً لارتفاع الطلب عليه ؟ نعم صحيح ، و كذلك بانخفاض سعر برميل النفط تنخفض أسعار مشتقاته ( في أغلب الأحيان ما لم تلعب عوامل أخرى ) ، و توضيح انخفاض سعر النافثا ، لننظر إلى الرسم البياني التالي :
جميل انخفاض سعر النافثا !! و هو مطابق إلى حد ما لانخفاض سعر برميل النفط.
حسناً، عندما تنخفض الأسعار ، يزداد الطلب. هذه هي الحالة الطبيعية. لكن مع وضع الاقتصاد الدولي الضعيف، سوف نرجّح أن يكون الطلب انخفض لكن ليس كثيراً بسبب انخفاض الأسعار. فالطلب يتأثّر طرداً في انخفاض السعر ( عكسياً مع السعر ).
سوف أتكلّم الآن ليس كمحلل اقتصادي أو كاتب اقتصادي، سوف أقول : ماذا لو اشتريت حاجتي فقط من النفط مع كل مرحلة من الانخفاض خلال الربع الثاني من هذه السنة، و لم أقم بتخزين أي جزء من النفط ، و كذلك قمت بإنتاج فقط ما يلزمني من المواد المكررة ؟
سوف تكون النتيجة بالتأكيد عدم التأثر في انخفاض سعر النفط، لكن الاستفادة من زيادة المبيعات التي حصلت في انخفاض الأرباح ، و النتيجة ارتفاع في أرباحي. لكن هذا لم يحصل في بترورابغ !
حسناً، سوف أتخيل نفسي الآن في قسم الدراسات لدى الشركة، فتوصيتي سوف تكون بداية الفترة : احذرو من انخفاض سعر النفط !! عندها سوف أعطي توصيتي بشراء النفط على دفعات، و تقليل المبيعات ما أمكن، و بصفتي محلل في الأسواق المالية، سوف أقول بأن انخفاض سعر برميل النفط 5% على كل دفعة، جيد للشراء على دفعات. و في نفس الوقت، أقوم بتكديس جزئي ( ليس كبير و بشكل تدريجي ) في المخزون لحين ظهور توقعات بارتفاع سعر النفط، و عندها أقوم بتقليل الإنتاج و زيادة المخزون من النفط عند انخفاض الأسعار.
طبعاً قد أحتاج لأن يكون عندي مخازن أكبر، لكن بما أني أحد الشركات الأكبر في العالم، إذن أستطيع توفير ذلك !
ما هي النتيجة ؟ شراء النفط مع انخفاض الأسعار، و بيع منتجات بحسب طلب السوق، و تكديس قليل في المكرر في المخزون، ثم إعادة استخدام المخزون عند ارتفاع السعر. النتيجة النهائية : أرباح تفوق ما كان من الممكن توفيره في حال اتباع الحالة الطبيعية للتجارة : أشتري بقدر ما أبيع .
هل يبدو ذلك صعباً ؟ أن أتوقع الانخفاض و الارتفاع في الأسعار ؟ في الحقيقة نعم هذا موضوع ليس سهل ، لكنه ممكن فعلاً، و من الممكن التوقع للاتجاهات بشكل مقبول لاستخدام ذلك في توقعات .
سؤالي لك بترو رابغ ، هل تعانين من مشكلة في مركز الأبحاث ؟ أم هنالك مشكلة في قسم المبيعات و المشتريات ؟
هل الرد هو أنه لا يجب ربط أسعار النفط الخام في العالم مع مدخلات الشركة لأسباب تعمليها يا بترورابغ بنفسك ؟ حسناً إن كان كذلك، فيجب أن أرى انخفاض في الأرباح و ليس تحقيق خسائر، فإن كانت خسائر فهذا سوف يكون سوء في أدارة الموارد.
أرجو التوضيح عزيزتي بترورابغ !
مقال رائع شكرا سركيس فقد قلت ما في قلوبنا ونحن من اول مشككين في النتائج ولكنك الان اثبت لنا ان الدعوى وما فيها تظليل حتى يطفئو توهج السهم مع الاسف يخاطرون يسمعة المملكة لانها شركات عالمية ويكتب عنها في جميع مجلات البترو العالمية. ولكن هيهات تنطلي علينا حركات النص كم. للمعلومية قس عليها بقية نتائج البتروكيميكال؟ وافهم يا فهيم
يعطيك العافية بحسب ما أعرف أن جميع المصافي حول العالم تحقق خسائر بعد افضل سنواتها قبل الأزمة العالمية ولا أظن رابغ استثناء .... طريقة إدارة الموارد غير معروفة بالنسبة لي لكن لا أظن أن كوادر الشركة بهذا السوء في إدارة الموارد ،،، قد تكون آلية السوق لا تخدم ... والله أعلم
تبريرات الشركه غير مقنعه وهذا ردي عليها: - بالنسبه لانخفاض اسعار النفط، المتعارف عليه ان اغلبيه المتعاملين في اسواق البترول ومشتقاتها يتعاملون بما يسمى التحوط لحمايه هوامشهم من تقلبات الاسعار. كما يقودني هذا لاستنتاج انه قد يكون جزء كبير من ارباح الشركه السابقه ناتج عن ارتفاع اسعار البترول وبالتالي قيمه المخزون - اما بالنسبه لمنتج النافثا، اولا: هوامش المصافي هي ناتج محصله هوامش كل المنتجات، فقد يحصل ان تباع النافثا بهوامش ضعيفه لكن يكون هناك تحسن في هوامش المنتجات الاخرى مثل القازولين والديزل ثانيا: من المفروض ان الانخفاض في اسعار النافثا يزيد من هامش انتاج الكيماويات ، اليست هذه الفكره من بناء مصافي متكامله؟
بكره يحطون اعلان في منتصف الصيحه ويجيبون لك الايه سته من سورة الحجرات
السؤال الاهم هل الشركه بنت مخزونها الجديد في نهاية الربع الثاني وبداية الثالث باسعار منخفضه حيث كان سعر برميل النفط قبل نهاية الربع اقل بمايقارب 12 % ام ان الشركه انشغلت بتصريف ماكان لديها من مخزون مرتفع والذي كان سعره يفوق الـــ100 دولار
شكرا كثيرا موضوعك رائع