قبل سنوات عديدة وفي بدايات الدراسة الجامعية في المملكة العربية السعودية الدخول للجامعة يحتاج إلى تشجيع من الدولة لدرجة أن التحفيز وصل إلى 50 ألف ريال مكافأة وأيضا في مراحل أخرى منحة أرض لندرة المتقدمين إلى الجامعات ومع مرور الوقت بدأت تضيق المقاعد الجامعية بخريجي الثانوية العامة حتى بدأ الحل ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث وزيادة عدد الجامعات حتى بلغت 23 جامعة في المملكة العربية السعودية وفي تصوري أن هذا العدد كاف لاستيعاب خريجي الثانوية, بعد أن كان دخول الجامعة يحتاج الى تحفيز أصبح يحتاج الى مجهود جبار, في تلك السنوات كان التوظيف مستمرا ودائما وسهلا للخريجين. أما اليوم فإن أعداد الخريجين في تزايد وفرص التوظيف تقلصت ومع دخول حافز أصبح عدد مستفيدي برنامج حافز في ازدياد. لا شك في أن النمو السكاني للمملكة العربية السعودية المتسارع والفئة العالية من الشباب سبب من أسباب اختلال هذا الاتزئان، إلا أن التخطيط له كان ممكنا ولم يكن معجزة، وفي ظل المصاعب التي تواجه الشباب طالبي العمل يظهر أن فئة منهم وليست قليلة تجهل أساسيات التقدم إلى الوظيفة وطلب العمل كان سابقا وقبل الاعتماد على الانترنت يعد الانطباع الأول الذي يعطيه طالب الوظيفة إلى مسؤول التوظيف هو اللقاء الأول والمقابلة الشخصية التي يحاول فيها مسؤول التوظيف تقييم المتقدم سعيا لإيجاد الكفاءة الأفضل والشخص المناسب لشغل الوظيفة ولا شك في أن انتقاء الموظفين وأدائهم سينعكس في النهاية على تقييم قدرة ومهارة مسؤول التوظيف في المنشأة، وإذا اتفقنا على أن المقابلة الشخصية وجها لوجه سابقا كان هو المفتاح الأول وبوابة العبور للمتقدم إلى التوظيف فإن التقنيات الحديثة والانترنت والسبل الجديدة للتقدم إلى العمل أصبحت ذات تأثير مباشر على طالب العمل، وإذا كنا نعتقد أن مقابلة لـ «20» دقيقة كفيلة بأن تحصل على وظيفة كنت تنتظرها من شهور وفي أحيان متعددة سنوات تعتبر فرصة غير عادلة للانعكاسات النفسية التي تظهر على المتقدم، وقد تؤثر في قدرته على ترك انطباع أولي جيد لدى مسؤول التوظيف فإن الأمر اليوم أصبح أكثر تعقيدا وأقل إنصافا، إذ أن كل ما بينك وبين جهة التوظيف من تواصل هو إيميل يبعث مرفقا فيه سيرتك الذاتية وبما أن السيرة الذاتية مرفقة فإن الانطباع الأول سيكون لاسمك الظاهر عند متلقي البريد الالكتروني والانطباع الذي يليه سيكون لما كتبته في البريد الالكتروني الذي يعكس قدرتك ومهارتك اللغوية ولباقتك ومن ثم سينتقل الانطباع إلى سيرتك الذاتية وخبراتك العملية وشهاداتك العلمية. أما صديقنا "مجروح الروح" فهو شاب أرسل بسيرته الذاتية إلى مؤسسة محلية ترغيبا في توظيف الشباب وكان اسم المرسل "مجروح الروح" أول أسباب الصد عن بقية البريد الالكتروني حسب مسؤول التوظيف. لكل طالب عمل الانطباع الذي تتركه لدى مسؤول التوظيف هو المفتاح الرئيس لحصولك على الفرصة فلا تغفلوا عنه.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
أحسنت في الصميم