إنه أمر غريب ومحير، أن يكون أكبر بندين في ميزانية الحكومة، هما بندا المقاولات، والتشغيل والصيانة، وهما في ذات الوقت، الأقل في نسبة السعودة (أي أن خيرنا يصب في مصلحة غيرنا!) كيف حدث، ويحدث ذلك حتى اليوم؟!
كيف حدث أنه كان هناك صندوق لدعم المقاولين قبل ثلاثين سنة، عندما كانت ميزانية نشاط المقاولات لا تعادل 10%، مما هي عليه اليوم؟ وكان لذلك الصندوق دور هام في تشجيع البنوك على التمويل، وتبني المقاولين الناشئين؟ واليوم أوقف عمل ذلك الصندوق!!
نعم نشاط المقاولات، ومثله نشاط الصيانة والتشغيل، هما اليوم الأقل توظيفاً للسعوديين، ولكن لو درسنا وضع هذين القطاعين بتعمق، وقمنا بما هو مطلوب لجذب السعوديين لهما، فسنحصل على ذات النتائج التي حصلت عليها شركة أرامكو (عندما كانت أمريكية)، عندما وظفت سعوديين أميين، ثم دربتهم على قيادة الآلات المعقدة في ذلك الوقت، وأصبحوا عمالة ماهرة، وهامة في مجال التنقيب، واستخراج النفط.
ثم قامت أرامكو (الأمريكية) بالخطوة الجريئة، والعظيمة التالية، عندما رغبت في إيكال أعمال مساندة لها، إلى شركات تتعاقد معها، وقامت باختيار بعض النابغين من موظفيها السعوديين، ومنهم مع حفظ الألقاب، سليمان العليان، وعبد الهادي القحطاني، وعلي التميمي، وعبد الله فؤاد، وغيرهم، ودعمتهم، وهم اليوم من أكبر، وأنجح البيوتات السعودية العاملة في مجال المقاولات، وغيرها من الأنشطة. أي باختصار كانت لدى شركة أرامكو (الأمريكية) نظرة بعيدة، لكي تخفض التكاليف عليها، من خلال تطوير قدرات محلية، وبالتأكيد أن أرامكو لم تستخدم عقود الإذعان الموجودة اليوم في تعامل الحكومة مع قطاع المقاولين. وبالرغم من وجود نظام عالمي اسمه (فيديك) معروف، ومعترف به، ينظم العلاقة بين المقاول، وصاحب العمل، إلا أن وزارة المالية السعودية لا تعترف به!!
نتيجة للوضع الحالي فقد صرّح وزير النقل، بأن تعثر مشاريع الطرق هو بسبب نقص، وضعف قدرات المقاولين!! ونتيجة لذلك الوضع الغريب، أصبح كل مشروع جديد يرسى على عدد محدود من الشركات، فكيف يمكن أن نطور قطاع المقاولات في ظل هذه الظروف؟
المعروف هو إن هامش ربح المقاول قليل، ومن ثم فإن التشغيل المستمر لعمالته، وآلاته مهم، وإلا فإن كل ربحه قد يضيع في تمويل فترة انتظار الحصول على مستحقاته لدى الجهات الحكومية، وهو ما أدى إلى إفلاس الكثير، وحتى من تقدم إلى ديوان المظالم بشكوى، فديوان المظالم مثقل، وغير قادر على معالجة الأمور في الوقت الكافي، لإنقاذ المقاولين.
لدينا مشكلة حقيقية في نشاطي المقاولات، والتشغيل والصيانة، ولا أحد يبدو مهتماً بهما، لا وزارة البلديات، ولا النقل، ولا الإسكان، ولا المالية، ولا التخطيط، ولا الاقتصاد، في حين أن المطلوب هو النظر في وضع هذا القطاع، من قبل جميع تلك الأجهزة الحكومية، ومعها الغرف التجارية، لإنقاذ ذلك القطاع لغرض سعودته، والاستفادة منه، فهو في اقتصادنا لا يقل أهمية، وربما يزيد عن باقي القطاعات الأخرى (الصناعة، التجارة، الزراعة... إلخ).
عجبتني ارامكو (الامريكيه) يعني نسوي حكومه ...... علشان ننفذ المشاريع !!! لكنها الاراده
الحل هو تأسيس وانشاء شركة ضخمة مساهمة بثلاث فروع تكون مماثلة لسابك يناط بها اغلب المشاريع بدلا من الشركات الحالية الغير فعالة في توظيف الشعب وهذا بحثي في الموضوع وقد وصل بفضل الله الى اعلى السلطات . http://alphabeta.argaam.com/?p=36453
اقتباس "" وبالرغم من وجود نظام عالمي اسمه (فيديك) معروف، ومعترف به، ينظم العلاقة بين المقاول، وصاحب العمل، إلا أن وزارة المالية السعودية لا تعترف به!!""
ينصُ البند/6 من قرار مجلس الوزراء الموقر رقم (23) لعام 1428هـ : (إعادة النظر في العقد الحكومي الموحد وإعداد صيغة جديدة على أن يُسترشد في ذلك ببنود عقد المشاريع الإنشائية -فيديك-)!!... والقرارُ المذكور تمَّ نشره بجريدة أم القرى بالعدد (4139) في تاريخ (9/مارس 2007م).. والقرارُ المذكور أيضاً جاء بناءً على محضر اللجنة الوزارية برئاسة وزارة المالية المنوط بها النظر في مشاكل قطاع المقاولات!!!.. ولهذا، فأن قول الكاتب (إلا أن وزارة المالية السعودية لا تعترف به!!) هو غير صحيح ويدللُ أن الكاتب لا زال يعتاشُ على معلومات الماضي البعيييد!!!... ذلك أن تلك الوزارة هي التي دفعت به ليكون ضمن قرار مجلس الوزراء سالف الذكر!!!.. البلاء في الوزارات الأخرى التي لا تلتزمُ عقود مشاريعها بالقرارات النظامية !!!!!.. والله أعلم
شكرا مخاوي الذيب. الحل هو أن يوضع أكبر بنود الميزانية للضمان الاجتماعي.
بارك الله فيك مقال رائع من شخصية رائعة .. ممكن تلقي علينا آخر تطورات الغاز الصخري في أمريكا الشمالية وتأيثر ذلك على صناعة البتروكيماويات في الخليج
استاذ سلمان وشخبار مشروع الاندماج بين المجموعة السعودية وبترو كيم ( الله يسامحكم تعلقنا في المجموعة بعد اعلانكم مشروع الاندماج )
1- " ثم قامت أرامكو (الأمريكية) بالخطوة الجريئة " 2- " نتيجة للوضع الحالي فقد صرّح وزير النقل بأن تعثر مشاريع الطرق هو بسبب نقص وضعف قدرات المقاولين " 3- " لدينا مشكلة حقيقية في نشاطي المقاولات والتشغيل والصيانة " هذه الجمل الثلاث قد تكون هي الوحيدة الصحيحة في هذا المقال ، أما الباقي فهو عبارة عن دش كلام لا يمت للحقيقة بصله ، أنا عايشت منذ أيام الطفرة الاولى بداية الثمانينات و لعدة عقود عشرات المشاريع الحكومية و غير الحكومية التي يقوم المقاولون السعوديون بتنفيذها ، و من خبرتي أعلم ان المقاول السعودي لا يختلف عن التاجر او وكيل السيارات او غيره ، فهمّهم كلهم جمع المال بأية وسيلة حتى لو كانت على حساب الوطن و المواطن عن طريق الغش و عدم التنفيذ بما يرضى الله ، ولهذا السبب نرى ارتفاع تكاليف الصيانة الآن بسبب سوء التنفيذ ، و أنا لو استرسلت في الكتابة في هذا الموضوع فربما احتاج الأمر الى عدة صفحات ، ولكنني سأختصر التعليق بجملة و نصيحة واحدة وهى : لو اعطينا مشاريعنا الى مقاولين اجانب كفؤ وتحت إشراف جيد (حتى لو كلفتنا ثلاثة أضعاف) نحصل على مشاريع تبفى لمئة سنة بدلاً من المقاول السعودي الّذي لا يصمد ما ينفذه حتى الى نهاية فترة الضمان و سنة الصيانة .
http://www.argaam.com/article/articledetail/266519 !!!!... مع التحية والتقدير لأبي هاني لتحديث معلوماته !!!! ((: