أعلنت شركة بروة العقارية مؤخراً عن نتائجها المالية والتي أبانت عن ارتفاع في الأرباح بنحو 34 % لتبلغ 374 مليون ريال خلال الستة أشهر المنتهية من عام 2009 مقارنة بـ 279 مليون ريال خلال العام 2008، وجاءت أرباح الربع الثاني مقاربة لأرباح الربع الأول من عام 2009 لتبلغ 180 مليون ريال.
إلا ان القوائم المالية تثير العديد من التساؤلات نظرا للعديد من البنود الاستثنائية التي قلما تجتمع لشركة في فترة مالية واحدة وبعض هذه البنود كان غامضا ويحتاج إلى افصاح أكثر من الشركة.
فمن ناحية حققت الشركة أرباحا رأسمالية قدرها 250 مليون ريال خلال الربع الثاني العام 2009، نتيجة بيع ثلاث شركات تابعة ( شركة بروة مالطا المملوكة بالكامل لبروة – وشركة حصاد بروة المملوكة بما يقارب 50 % - وشركة الخليج للتنمية العمرانية ) لكن لا يوجد أي افصاح عن الجهات التي اشترت هذه الشركات وخصوصا وأن قيمة البيع لأحد هذه الشركات (بروة مالطا) بلغ 1525 مليون ريال ومن غير الواضح ما اذا كانت عملية البيع تمت على طرف له علاقة بالشركة والذي أرجحه شخصيا خصوصا وأن الحكومة القطرية قدمت الكثير من الدعم للشركات القطرية وقد يكون هذا أحد عمليات الدعم غير المعلنة.
وبالرجوع الى افصاحات الشركة يتبين أنها لم تفصح سوى عن موافقة مجلس الادارة على بيع حصة 50 % من حصاد بروة على حصاد الغذائية وتشير القوائم المالية أن عملية البيع بلغت حوالي 19 مليون ريال، أما بيع شركة الخليج للتنمية العمرانية فتم مقابل 196 مليون ريال حسب القوائم المالية.
كما تتضمن نتائج الشركة للنصف الأول 2009 وكالعادة أرباحا من إعادة تقييم استثمارات بقيمة 673 مليون ريال وقالت الشركة ان القيمة العادلة لعقاراتها الاستثمارية تم تحديدها وفقا لمقيمين مستقلين لقطع الاراضي المعنية مشتملة اعمال البناء القائمة عليها ويبدو ان عملية اعادة التقييم جاءت لتجميل النتائج التي كان من الممكن أن تتضرر لولم يتم عمل اعادة التقييم.
إلا ان أغرب البنود الواردة في القوائم متعلق بقيام الشركة بتكوين مخصص بقيمة 277 مليون ريال قائلة ان ذلك تم بناءا على قرار ادارة المجموعة بتسجيل خسارة بذلك المبلغ مقابل التدني في قيمة مبالغ مدفوعة!!!!! لكن دون ايراد اي تفاصيل أخرى عن ماهية هذه المبالغ المدفوعة ولمن تم دفعها.
وفي غياب الافصاح من قبل الشركة فإن اقرب احتمال ان يكون لذلك علاقة بوقوعها ضحية عملية نصب بعد أن قامت خلال الأشهر الأولى من عام 2009 بإقراض أحد رجال الأعمال في جنوب أفريقيا قرض قوامه ما يقارب 40 مليون دولار، وكانت الشركة قد ذكرت أن المبلغ لا يشكل تأثير ملموس على قيمة الاستثمار..
وحتى نكمل مسيرة البنود الاستثنائية لابد لنا أن نعرج على أرباح بقيمة 295 مليون ريال حققتها الشركة أيضا خلال النصف الأول نتيجة لإعادة جدولة ديون بقيمة 6100 جنيه مصري (4244 مليون ريال) ترتبت على الشركة نتيجة لاستحواذها على قطعة ارض في القاهرة الجديدة من وزارة الإسكان المصرية.
وللتذكير فإن شركة بروة العقارية والمدرجة أسهمها في بورصة قطر تعد واحدة من أكبر شركات التطوير العقاري العاملة في السوق القطري، وهي مملوكة بشكل رئيسي للحكومة عن طريق شركة ديار القطرية، وتنفذ الشركة عدة مشاريع لعل أهمها مشروع بروة خور في مدينة الدوحة.
خوش نتائج.. أجل وش قاعدين يسوون مادام كل شئ استثنائي