مصرف «الإنماء» وتفعيل سوق السلع

19/01/2012 14
عبدالله الجعيثن

لا أذكر ان المواطنين استبشروا بطرح شركة للاكتتاب العام كما استبشروا بطرح (مصرف الإنماء).. لقد فرح الجميع بهذا المصرف واعتبروه كسراً لاحتكار المصارف ووسيلة من وسائل تدوير الثروة، ورغم أنه أكبر طرح أولي في تاريخ المملكة تقريباً إلاّ أنه تمت تغطيته مراراً وساهم فيه الجميع ولكن!! ها هي السنوات تمضي وسعر المصرف أقل من سعر الاكتتاب.

لماذا؟ مع ان مجرد الحصول على رخصة (مصرف) في المملكة فرصة ( إذ أن المصارف عندنا محدودة والسيولة وافرة وأكثرها حسابات جارية !!)

أذكر ان معالي وزير المالية صرح بأن هذا المصرف سوف يقوم بإنشاء (سوق للسلع) في المملكة بالتعاون مع مصلحة معاشات التقاعد لتيسير المعاملات الإسلامية والمتاجرة في السلع،

وبما ان الشيخ (قوقل) جاهز وموجود فقد طلبت منه استحضار التصريح وفي ثانية وجدت التصريح في عدة صحف منها جريدة «الرياض» وفيه أن مصرف الإنماء وقّع مع المؤسسة العامة للتقاعد مذكرة تفاهم لدراسة إنشاء سوق للسلع بالمملكة، وقد صرح معالي وزير المالية وقتها بأن إنشاء (سوق للسلع بالمملكة دعامة هامة للاقتصاد الوطني بشكل عام والمعاملات المالية المتوائمة مع الشريعة الإسلامية بشكل خاص).

وهذا كلام صحيح ومفيد لاقتصادنا كله وللتجارة والمصرفية الإسلامية فإن المعاملات المتوائمة مع الشريعة تتم عبر شراء السلع وبيعها (ولو كانت بالمليارات كقروض المرابحة المقدمة لسايك والكهرباء ونحوها ) وتتم الآن عبر سوق لندن المالية التي تستفيد من فارق البيع والشراء ومن السيولة (يقدر حجم تبادل السلع في لندن وحدها بأكثر من ألفي مليار دولار وهي في بورصتي شيكاغو وامستردام أكثر).

قلت: وفي السنوات الأخيرة ارتفعت السلع كثيراً بدءاً من القمح وانتهاء بالنحاس والذهب، والإنماء لم يقم حتى الآن بإنشاء سوق السلع الموعودة؟ فلماذا التأخير؟؟! ثم لماذا لا يودع شركاء البنك (صندوق الاستثمارات + التأمينات + التقاعد) في هذا البنك العملاق كثيراً من الأموال المودعة في الخارج مباشرة؟ فهو مصرف منهم ولهم وللشعب كله.