من المعروف أن كثيرا من الدول والمستثمرين الكبار قاموا بضخ اموالا طائلة في صناعة البتروكيماويات , لان هذه الصناعة تنتج موادا مهمة تدخل في انتاج أغلب مستلزمات الحياة , ولناخذ شركة سابك العملاقة والتي تعد من أكبر شركات هذا القطاع في العالم مثالا على هذه الصناعة .
تنتج شركة سابك موادا مهمة جداا مثل :
* الاوليفينات : أهمها الاثلين والبروبيلين وتشكل أساسا لصناعة المواد الكيماوية والبوليمرات التي تقوم عليها سلسلة ممتدة من الصناعات الاستهلاكية .
* الاوكسيجينات : تشمل الميثانول الكيماوي، الإيثانول الصناعي الخام ، ومادة (مثيل ثالثي بوتيل الإيثر) صديقة البيئة ، التي تضاف إلى الوقود – بدل مركبات الرصاص – للحد من التلوث. والميثانول هو نقطة البداية لصناعة راتنجات الفورومالدهايد التي تعتمد عليها صناعات الطلاء وملصقات الديكور والزينة ، في حين يعد الإيثانول الصناعي الخام أساساً للعديد من المنتجات البتروكيماوية ومستحضرات التجميل والمبيدات الحشرية والمحاليل العضوية .
* المركبات العطرية : هي مجموعة من الهيدروكربونات التي تشكل أساساً لصناعة سلع كيماوية هامة تستخدم في إنتاج مواد مثل الأقمشة والطلاءات والتغليف ، وتضم مواد البنزين، الجازولين الحراري، ومادة البارازايلين .
* الكيماويات الوسطية : تستخدم لصناعة تشكيلة واسعة من المواد الضرورية للحياة اليومية مثل المنسوجات والصابون وبولي كلوريد الفينيل واللدائن الأخرى.
* بولي كلوريد الفينيل والبوليستر : تستخدم مواد بولي كلوريد الفينيل والبوليستر على نطاق واسع في صناعة تشكيلة متنوعة من المنتجات الاستهلاكية والتجارية والصناعية التي يعتمد عليها الناس حول العالم يومياً. وتستخدم البوليمرات لصناعة المنتجات التي يمكن تصنيعها من مواد مثل الخشب ، و الحديد ، والزجاج , والالمنيوم .
• البولي اوليفينات : البولي أوليفينات من عائلة البوليمرات المشتقة من البروبيلين والإثيلين. وتنتج منها كميات كبيرة من منتجات اللدائن الحرارية الأكثر استخداماً في العالم، وهي مواد قوية وشديدة التحمل ومرنة ، لذا تنتشر استخداماتها في تطبيقات متنوعة , ويتراوح استخدام هذه المنتجات من المواد الصلدة لتصنيع الثلاجات وأجهزة الحاسب الآلي وأجزاء السيارات ، إلى مواد تغليف الأطعمة والرقائق المضادة لتسرب المياه. ولبعض منتجات البولي أوليفينات خصائص مقاومة للحرارة تجعلها مثالية للاستخدام في تغليف الأطعمة وإعدادها للطهي في أفران المايكروويف في حين يتمتع البعض الآخر منها بخاصية سهولة الذوبان والانصهار للاستخدام في التغليف الحراري .
فمن خلال هذا العرض لهذه المواد المنتجة من قطاع البتروكيماويات يتبين لنا مدى أهمية الاستثمار في هذا القطاع , لانها وكما رأينا تعد هذه المنتجات موادا أولية لصناعة الكثير من مستلزمات الحياة , فعليه نعتقد بأن توقف هذه المنتجات تتوقف معه الحياة وتذبل ويعود الناس الى الوراء عشرات السنين ,,
أكثر الهواجس التي تؤرق المستثمرين بهذا القطاع هما ضعف الطلب على المنتجات وانخفاض الاسعار , وهذا ما حصل خلال الازمة العالمية الحالية حيث تراجعت الاسعار بشكل حاد اضافة الى انخفاض الطلب عليها ,,
ويبين لنا الشارت الاتي االانخفاض الحاد الذي وصلت اليه أسعار البتروكيماويات حيث لامس في شهر يوليو من العام الماضي مستوى 350 نقطة وهو أعلى مستوى تصل اليه الاسعار مطلقا , ثم انخفض وبشكل سريع ليلامس مستوى 133 نقطة تقريبا في شهر ديسمبر من نفس العام , ثم عاود الصعود الى 217 نقطة خلال هذه الايام ,,,
أما بالنسبة للطلب العالمي على مواد البتروكيماويات فيبدو أن هناك انحسار في الطلب , ولكن لمسنا خلال الستة أشهر الماضية بأن الوضع أخذا بالتحسن , حيث صرحت شركة سابك ( وهي كمثال مرة أخرى على شركات هذا القطاع ) بأن الكميات المباعة خلال الستة أشهر من العام الجاري زادت بنسبة 2% مقارنة مع نفس الفنرة من العام الماضي لتصل الى 22.9 مليون طن .
وأخيرا نقول بأن المستقبل لهذا القطاع , وخاصة مع تعافي الاقتصاد العالمي ورجوع الاسعار الى مستوياتها السابقة , وكذلك مع رجوع الطلب العالمي لهذه المنتجات الى الكميات السابقة أيضا , فنعتقد بأنه ليس هناك خوف على هذا القطاع الحيوي , يشير الكثير من المحللين بأن هذه الازمة قد تستمر من ثلاث الى أربع سنين لانها كما قيل أزمة تمر كل مائة عام , فلا بد لهذه الغمة أن تنجلي وتبزغ شمس يوم جديد وتعود الحياة الى مجراها الطبيعي ويعود الوضع الاقتصادي العالمي الى مستوياته الطبيعية , ولكن يحتاج الامر الى شي من الصبر .
الخوف أن يكون هناك فترة ركود طويلة عام 2010 و 2011
فيه نقطة مهمة جدا ً لم يتطرق لها الكاتب وهو المعروض الجديد والذي سيبدأ بالانتاج خلال الأشهر القادمة وذلك من مصانع سعودية وخليجية واسيوية والذي قد يخل توزان الطلب مع العرض .. وذلك بارتفاع المعروض مقابل الطلب مما يؤثر سلبا ً على منتجات البتروكمياويات