التردد في اتخاذ القرار

12/01/2012 10
عبدالله الجعيثن

من طبيعة أسواق الأسهم السرعة والمباغتة والمفاجآت، خاصة مع الإعلانات غير المتوقعة والأحداث الجوهرية التي قد تظهر فجأة..

والتردد هنا في اتخاذ قرار البيع أو الشراء - حسب المعطيات الواضحة - يفوت فرصاً هائلة، ويصيب صاحبه بالحسرة والندامة، وربما يفقده الثقة في نفسه..

إن التردد على نوعين:

الأول: بسبب عدم وضوح الرؤية والاتجاه وغموض الأحداث وهذا يصيب الكثيرين بالتردد وهم معذورون لكنهم أقل تمييزاً من الذي يفرز الأحداث بسرعة ودقة ويتخذ قراره فوراً مدعوماً بخبرته الطويلة وحسه الجيد وطبيعته التي لا تعرف التردد.

والثاني: صفة ملازمة لبعض الناس، وهي تصيبهم بالحيرة والمرض، فالمصاب بداء التردد تجده قلقاً يستشير من هب ودب لعجزه عن اتخاذ القرار، وينتظر اتجاه السوق حتى يبين الصبح لذي عينين ويترسخ الارتفاع أو النزول هنا قد يتخذ قراره بالشراء في عز الارتفاع أو بالبيع في حضيض النزول، لأن صفة التردد جعلت على عينيه غشاوة، ومزقت أعصابه، وأفقدته توازنه فهو أبداً لا يلد قراره ولادة طبيعية بل قيصرية، وهو (يحن حنين البكر شُدّ خناقه) على حد تعبير امرئ القيس، و(تصرصر ضلوعه صرصرة أبواب البيوت القديمة من جذوع النخل في الشتاء حين تفتح) وهو بهذا يتعذب فعلاً، وتفوته فرص كثيرة وكبيرة بسبب تردده المرضي في اتخاذ القرار وانتظاره إلى آخر المطاف ماذا يفعل الآخرون، فهو لا يفعل وإنما ينفعل، ولا يتخذ قراراً مدروساً وإنما ينساق مع التيار رعباً.. أو رغبة.. ولكن بعد فوات الأوان غالباً.

إن علاج التردد هو التسلح بالمعلومات الكافية الوافية عن الشركات والاستعداد للسوق بمواكبة الأخبار والإعلانات والمستجدات، وإجبار النفس - في البدء - على اتخاذ القرارات الجريئة حسما للتردد حتى يعتاد على ذلك بعض الشيء.. ولكنه - بالطبع - لن يبلغ مرحلة أولئك المحترفين ذوي الضلوع القوية والخبرة العميقة والقدرة على سرعة فهم المعلومات وسهولة اختيار وتنفيذ القرار السليم في الوقت الصحيح بلا حيرة ولا تردد.