من طبيعة أسواق الأسهم السرعة والمباغتة والمفاجآت، خاصة مع الإعلانات غير المتوقعة والأحداث الجوهرية التي قد تظهر فجأة..
والتردد هنا في اتخاذ قرار البيع أو الشراء - حسب المعطيات الواضحة - يفوت فرصاً هائلة، ويصيب صاحبه بالحسرة والندامة، وربما يفقده الثقة في نفسه..
إن التردد على نوعين:
الأول: بسبب عدم وضوح الرؤية والاتجاه وغموض الأحداث وهذا يصيب الكثيرين بالتردد وهم معذورون لكنهم أقل تمييزاً من الذي يفرز الأحداث بسرعة ودقة ويتخذ قراره فوراً مدعوماً بخبرته الطويلة وحسه الجيد وطبيعته التي لا تعرف التردد.
والثاني: صفة ملازمة لبعض الناس، وهي تصيبهم بالحيرة والمرض، فالمصاب بداء التردد تجده قلقاً يستشير من هب ودب لعجزه عن اتخاذ القرار، وينتظر اتجاه السوق حتى يبين الصبح لذي عينين ويترسخ الارتفاع أو النزول هنا قد يتخذ قراره بالشراء في عز الارتفاع أو بالبيع في حضيض النزول، لأن صفة التردد جعلت على عينيه غشاوة، ومزقت أعصابه، وأفقدته توازنه فهو أبداً لا يلد قراره ولادة طبيعية بل قيصرية، وهو (يحن حنين البكر شُدّ خناقه) على حد تعبير امرئ القيس، و(تصرصر ضلوعه صرصرة أبواب البيوت القديمة من جذوع النخل في الشتاء حين تفتح) وهو بهذا يتعذب فعلاً، وتفوته فرص كثيرة وكبيرة بسبب تردده المرضي في اتخاذ القرار وانتظاره إلى آخر المطاف ماذا يفعل الآخرون، فهو لا يفعل وإنما ينفعل، ولا يتخذ قراراً مدروساً وإنما ينساق مع التيار رعباً.. أو رغبة.. ولكن بعد فوات الأوان غالباً.
إن علاج التردد هو التسلح بالمعلومات الكافية الوافية عن الشركات والاستعداد للسوق بمواكبة الأخبار والإعلانات والمستجدات، وإجبار النفس - في البدء - على اتخاذ القرارات الجريئة حسما للتردد حتى يعتاد على ذلك بعض الشيء.. ولكنه - بالطبع - لن يبلغ مرحلة أولئك المحترفين ذوي الضلوع القوية والخبرة العميقة والقدرة على سرعة فهم المعلومات وسهولة اختيار وتنفيذ القرار السليم في الوقت الصحيح بلا حيرة ولا تردد.
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ ... فإن فساد الرأي أن تترددا ولا تمهل الأعداء يوماً بفرصةٍ ... وبادرهموا أن يملكوا مثلها غدا (أبو جعفر المنصور رحمه الله)
شكرا للاستاذ عبدالله، "إن علاج التردد هو التسلح بالمعلومات الكافية الوافية عن الشركات والاستعداد للسوق بمواكبة الأخبار والإعلانات والمستجدات..." المعلومات الكافية موجودة فقط عند المطلعين على ملفات الشركة. المستثمر يبني على الظن، ولابد من القبول بالمخاطرة على افتراض صحة الظن.
التردديفوت الفرص
لاتقابل الشاشة !!!
ما يبعث على الحـيرة ... أن التوقعات المستقبلية لشركاتنا صعب .. وصعب جدا !! وأكثر تعقيدا مما نتصور !!!!؟؟؟؟ ولذا أعتقد أن الإعتماد على (النتائج الربعية) التي بين أيدينا أكثر فائدة .. وأســلم .. في البيع/ والشراء وتغيير المراكز واختيار الأسهم وخاصة عند شرائك سهما جيدا ( العائد على الإستثمار فيه ممتاز ، وملاءته مكتنزة ؟!) ... وهناك .. الكثير منها . بعائد أكثر من 10،11،12،13% ، ولذيها إحتياطيات ضخمة / رأس المال ، فأنت في هذه الحالة تُعطي نفسك (متسعا) في حالة (نزلت) أرباح ذلك السهم في الربع الذي يليه والذي ستظهر فيه النتـائج ؟؟!!! ... صحيح ... أن هناك القليل ممن لذيهم معلومات أكثر مني و منك ، ولذلك سيملؤوا كروشهم قبلي و قبلك ،،، ولــكن ... على الأقل ستكون من ضمن اللذين لحقوا على اللحم قبل الكثيرمن أهل السوق ، والمدة بين نتائج الربع والربع الآخر قصيرة جدا !!! فما أن تنتهي نتائج هذا الربع ، حتى تأتي نتائج الربع الذي يليــه !!!!!! ؟؟؟؟ وبالله التوفـــيق
أضرب وأهرب أفضل علاج للتردد أخى عبدالله
مقالة مختصرة وفي الصميم , شرح للحقيقة وفي قلب وباطن الواقع الآن . أرجوا أن تكون وصفة طبية للنوع الثاني , وهي للأسف النسبة السائدة بين المتداولين ؟؟؟ شكراً لإستاذنا الكبير .
(وتصرصر ضلوعه صرصرة ابواب البيوت القديمة من جذوع النخل في الشتاء حين تفتح).. تشبيه رائع لحالة المتردد!!
المشكلة استاذ عبدالله ان سوقنا هو الذي يبعث على الحيرة و التردد لان الاسهم الخسرانة هي التي ترتفع
فعلا التسلح بالمعرفة حتى لو لم يجني ثماره في السوق المحلي بتأكيد في الأسواق الخارجية الأكثر نضج.