الأمن هو الرقم الصحيح في التنمية

13/10/2011 15
عبدالله الجعيثن

لو أنك وضعت أصفاراً إلى ما لا نهاية بدون رقم صحيح إلى اليسار لكانت النتيجة مجرد أصفار.. تلك البديهية تنطبق على الأمن مع التنمية، فإن الأمن هو الرقم الصحيح في معادلة التنمية، وبدونه تذهب المقدرات هشيماً تذروه الرياح، وينطفئ محرك النمو، وتهرب الأموال بل ويفر القادرون على الفرار بجلودهم، وكم رأينا في بلاد آمنة مطمئنة - وفي مقدمتها المملكة - رجال هربوا من أوطانهم إلى المملكة وأمثالها من البلدان الآمنة المطمئنة المستقرة مع أنهم أثرياء جداً، وتركوا في بلدانهم غير الآمنة ولا المستقرة قصوراً لهم وأراضي يملكونها أو مصانع بنوها أو مزارع أفنوا أعمارهم في رعايتها لأنه مع انفلات الأمن وانعدام الاستقرار يصدق القول الدارج (يا روح ما بعدك روح)!

وقد اعتاد الناس على الحكم السهلة المأثورة مثل (نعمتان خفيتان: الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان) ولكنها من السهل الممتنع ومن القول الحق الذي لا يشك فيه عاقل ولكن الكثيرين ينسون هذا القول ويخوضون في أمور أخرى مع أنهم ينعمون بالصحة ويرفلون في الأمن ويتمتعون برغد العيش ولكن.. ما ملكته اليد زهدت فيه العين مع الأسف، وهذا من بؤس الكثيرين..

الشاهد في الأمر أن المملكة بأمنها القوي واستقرارها النادر المثيل مرشحة لمزيد من النمو التاريخي والازدهار الاقتصادي، فأرضها الطاهرة أكبر مخزن عالمي للنفط الذي هو الدم الذي يجري في شرايين الحضارة المعاصرة فيغذيها وينميها ويفتح أمامها آفاقاً هائلة من التقدم سوف تكون المملكة وشعبها العظيم أول المستفيدين من هذه الثروة الهائلة فوق الاستفادة الحاضرة فإن منجزات التنمية القائمة والمشاهدة في كل أنحاء المملكة تبهر الخيال وقد تمت في فترة وجيزة جداً في أعمار الأمم وهي مرشحة للمزيد من الإنجاز والشموخ في ظل الأمن والاستقرار.

إن قوة استقرار المملكة أمان للاقتصاد العالمي كله.