في كل جهة بها موظفون، هناك قسم يهتم بشؤونهم، ولكن يختلف دور ذلك القسم، ومسماه، فيما إذا كان موجوداً في اقتصاد يصنف بالعالم الصناعي، أو في إحدى دول العالم الثالث، ولذلك يمكن عمل المقارنة، وإبراز الاختلاف بين المسميين:-
• في العالم الثالث تقوم إدارة شؤون الموظفين بمهمة معالجة الإجراءات الروتينية، مثل التوظيف، والترقية، والفصل، والعلاج الطبي، والإجازات، وضبط الدوام... إلخ.
في حين أنه في العالم الصناعي، تسمى إدارة الموارد البشرية، وأهمية ذلك المصطلح هو أنه لا ينظر إلى الموظف كأجير لدى صاحب عمل، ولكن كلمة موارد تعني أن الموظف هو أصل مهم من أصول الشركة، أو الإدارة، لا يقل أهمية عن أي أصل آخر، مثل أصول الشركة الثابتة، أو امتيازاتها، أو علاقاتها مع الآخرين، أو الحقوق الفكرية... إلخ. لذلك من الواضح أن النظرة إلى الموظف تختلف بين الحالتين. ولا يتوقف الفرق في المسمى عند ذلك الحد، فمسمى الموارد البشرية يعني تلقائياً إضافة أنشطة تعنى بتطوير الموظف، مثل نشاط التدريب، ووضع خطة للتطوير الإداري، والتدرج الوظيفي، أو ما يعرف بـ (Career Path Plan).
يتضح من ذلك أن الاختلاف بين المفهومين (شؤون الموظفين، مقابل الموارد البشرية)، أن الأول هو في أفضل الأحوال محايد تجاه الموظف، بينما الثاني يعبر عن اهتمام خاص بالموظف.
لكن واقع الحال في العالم الثالث (وهذا يحدث في القطاعين الحكومي، والخاص)، فإن شؤون الموظفين يتصرف مديرها دائماً كحاجب عند صاحب العمل، يحرص على مصالحه، حتى ولو أدى ذلك إلى سلب حقوق الموظف، بل يتفنن الكثير منهم في مضايقة الموظف، لصالح صاحب العمل، وتزيد تلك المضايقة، كلما كانت مرتبة الموظف صغيرة، لأنه يصعب عليه البحث عن وظيفة بديلة.
• شؤون الموظفين إدارة بها عدد كبير من الموظفين، للتعامل مع مختلف الإجراءات، ولكن ليس هناك وضوح، فيما هي حقوق صاحب العمل، وحقوق الموظف (أو العامل)، لأن حق تفسير الأنظمة يعتبر من أسرار الإدارة، أو الشركة التي يجب أن تبقى غير واضحة، بحيث يفسرها، ويقرها مدير شؤون الموظفين (حالة بحالة).
بالمقابل في العالم الصناعي، كل حقوق والتزامات الموظفين موجودة على الشبكة الإلكترونية، بحيث لا يحتاج الموظف أن يزور إدارة شؤون الموظفين، لمعرفة حقوقه، أو إجازاته... إلخ، وينتج عن الاستخدام الإلكتروني: أولاً، تخفيض عدد الموظفين، وتوفر الشفافية في العمل.
يسعدني أن أرى عدداً متزايداً من الشركات في القطاع الخاص السعودي، وقد بدأت تتحول من "شؤون الموظفين" إلى "الموارد البشرية"، ولكن ذلك يتطلب تقلص شهوة التسلط القائمة.
أخيراً، ما هو دور وزارة العمل، في كل ذلك؟
لابد هنا أن أتعاطف مع وزارة العمل، وهي منهمكة في قضية السعودة، ولكن لو وجدت الوزارة وقتاً لبحث هذا الموضوع، وتعزيز موضوع الموارد البشرية، فهي تلقائياً ستخفف على نفسها حجم الشكاوى العمالية، التي تستقبلها اللجان العمالية، وسيخلق ذلك بيئة عمل أفضل للجميع.
قــاعدة بسيطة ومهمة ولكنها صعبة التطبيق ؟؟؟!!! يجب على المسؤول الأخـذ بها هــي : أن يضع نفسه مكان ذلك المخلوق الضعيف الذي جاءه لاهثا في طلب الوظيفة !!؟؟ فيجب عليه أن يحب له ما يحب لنفسه ، ويكره له ما يكره لنفسه ؟؟؟؟!!!! فهل يستطيع المسؤول فعل ذلك (PUT YOURSELF IN HIS SHOSE) ؟؟؟؟!!!!!
نشكر الاستاذ سليمان سبحان الله في العادة تكون مقالات الاستاذ سليمان فيها نقد للدولة ونجد ان معظم اعضاء الفا بيتا يعلقون بحرارة قد تكون في مبالغه ضد الاجهزة الحكومية ..... اليوم مقال الاستاذ سليمان كان موجها لاصحاب الأعمال (يبدو أن معظم قراء الفا بيتا من رجال الأعمال) وهو موضوع مهم لكن لم نرى اي تعليق حتى الآن!!!! للاسف جزء ليس بالقليل من أصحاب الأعمال وخصوصا المؤسسات المتوسطة والصغير لا يحبذون الوضوح في العلاقة بين العامل والمنشأة بل إن البعض يعمل على وضع قوانين ولوائح لشركته ويخفيها على الموظف حتى لا يعلم الموظف حقوقه فيطالب بها ،،، لكن لو كان التقصير من الموظف فإن التطبيق للائحة يفعل بسرعه ... ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!!
أخي الفاضل ابن الشيخ: أوافقك تماما، والقاعدة في نفسها موجودة في الحديث الشريف: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة: فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر. وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه) رواه مسلم الشاهد: "وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه" أي يعامل الناس كما يحب أن يعامَل.
لو صلحت أخلاق الامة فلن يهمني أكانت شؤون الموظفين أم الموارد البشرية لابد من إعادة أمجاد أخلاق الاسلام التى جعلت دول وأمم تدخل الاسلام
استاذ سليمان,, لكن الا ترى ان اخلاص وانتاجية الموظف بالشركات التي تتعامل بمبداء شؤون الموظفين, اقل واردى من موظف الشركات التي تتعامل بمبداء الموارد البشريه,, طبعا ليس للتعمميم. لكن النسبه الاكثر.