الجيِّدة تنسّف عن ذرعانها!

29/09/2011 19
عبدالله الجعيثن

العنوان أعلاه مثل شعبي فصيح، يُقال حين كانت المرأة تذبح وتسلخ وتطبخ وتقرص القرصان، وليست كامرأة هذا الزمان، وإن كانت بعض النساء لازلن هابّات ريح يطبخن ويقرصن، أما الذبح والسلخ فمشكوك فيه إلى أبعد الحدود، حتى الكثير من الرجال لا يستطيع الآن ذبح الخروف وسلخه، بل قال لي صديق إن ابنه الشاب المبتعث صغيراً فزع حين رأى رأس الذبيحة مطروحاً على (التبسي) بجانب المفطح وانسدت شهيته عن الطعام عدة أيام.

المثل يُضرب لبيان أن التنافس يبيِّن (الماهرة) من (الرفلاء) حين تقوم العزيمة الكبيرة وتصطف النساء لعمل القرصان - زمان - والقرصان هي الوجبة الصعبة والمفضلة للضيوف وفيها تبين الجيدة من الرفلاء خاصة أنها تتم في ظروف متعبة وبقرب النيران، وأنّ للقرصان الطعمة مواصفات خاصة وشكلا دقيقا رقيقا.. والمثل يرادف قولهم (الميدان يا حميدان).. وينطبق على الشركات المتماثلة الأغراض المدرجة في سوق الأسهم، فذات الإدارة الممتازة تنسّف عن ذرعانها وتطلّع أجمل القوائم وذات الادارة السيئة تكشف عن رفالتها ورداءتها وتكشف اسوأ قوائمها وإن حاولت تجميلها وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟

هناك شركات في سوقنا، وفي كل سوق، قطاعه واحد، واختصاصها نفس الاختصاص ولكن الفرق في (الجودة) بينهما فرق الغرب من الشرق رغم أن الشركة الأجود أحدث والأسوأ أقدم ولكن حسن الادارة لا يعترف بالقدم والحداثة ولا بالزمان والمكان..

ولو أردنا لضربنا الأمثال ولكن على ما قال مثل شعبي آخر: خلِّ الطابق مستور!