الله يطوّل عمره!!

19/09/2011 12
سليمان المنديل

وردت هذه الجملة على لسان خادم الحرمين، خلال إجتماعه بالطلبة، والطالبات السعوديات في أمريكا، وعندما حار الحاضرون في معرفة من يعنيه جلالته، أوضح أنه البترول، وأنه يتمنى أن تطول فترة إستخراجه، لكي يستفيد الوطن، والمواطن منه أطول فترة ممكنة، وأضاف حفظه الله، أنه توجد آبار جديدة أمر بإغلاقها، لتكون إحتياطاً للمستقبل.

ولكن بالرغم من النعمة التي مثلها، ويمثلها لنا البترول، في بلد تشح فيه الموارد الأخرى، إلا أنني أجد أكثر من ظاهرة لكي ألوم البترول، فيما تسبب به في مجتمعنا، وربما يقودني ذلك لأن أدعو عليه، وليس له، وإليكم عينة من تلك الظواهر:-

• يبلغ عدد موظفي شركة أرامكو خمسين ألف ونيف، ويساعدهم مقاولون، ولنفترض أن عدد عمالهم هو مائة ألف عامل. لذلك فأغلب دخل الوطن يتحقق من خلال عمل 150 ألف عامل فقط، من مجموع السكان البالغ أكثر من عشرين مليون، وذلك وضع غريب، وغير معهود في أغلب إقتصاديات العالم، فيما عدا نطاق دول أوبك المنتجة للنفط، والتي تتشابه في تلك الظاهرة.

• ربما ساعدت تلك الظاهرة في إهمالنا لنظامنا التعليمي، ومن ثم أصبحت جملة "مدخلات التعليم لا تتوافق مع مخرجات التعليم" تتردد على الألسن منذ ثلاثة عقود، بدون حل!!

• أصبحنا نفتخر بأخبار توقيع إتفاقيات إستقدام عمالة مع دول جديدة، إضافة لما هو موجود، بل ونحتج على الدول التي ترفض إرسال عمالتها لنا إلا بشروط، ونعتبر أن ذلك هو تجنّي، وتطاول على سيادتنا الوطنية!!

• تخبطنا في سياسة السعودة، بالرغم من الدراسات الموسعة، التي تمت على مرّ السنين، والتي توضح لنا الحلول، وأخيراً لجأنا إلى الألوان الخضراء، والحمراء، والصفراء، وكأننا نحاكي الواقع اليوم في لعبة الكترونية.

• أما السعوديات، وآه كم هن يخلقن لنا، نحن مجتمع الذكور، من صداع، فهن لا يقرّن في بيوتهن، ولا يقبلن الركوب مع السائق الأجنبي، ويصرّن، هداهن الله، على قيادة السيارة، اما فرص العمل لهن، فلا مجال إلا في قطاع التعليم، ولنسبة 5% من الخريجات فقط، ومن هي في منطقة الجوف، عليها أن تذهب إلى نجران، والعكس، ومع محرم، بحيث أن كامل الراتب يذهب لمصاريف الإنتقال، وإيجار السكن...!!

• تكلفة إنتاج الماء أعلى من تكلفة إنتاج النفط، وسعره يشجع على الهدر.

• سعر المحروقات يشجع على التهريب إلى الدول المجاورة.

لكل ذلك فإنني أتسائل، هل أصبح البترول، والذي ندعو مع جلالته بإطالة عمره، جزءاً من مشكلتنا، بعد أن كان هو الحل لمشاكلنا المعيشية؟! وهل تحول نتيجة إسترخائنا، من نعمة إلى نقمة؟ ومتى سنصحوا من هذه الغفلة؟!