أنشغل العالم خلال الفترة الأخيرة بمناقشات موضوع رفع سقف الدين الحكومي في أمريكا وهي المرة الأولى، في اعتقادي، لهذا الانشغال الكوني إذ لم يهتمُ العالم بالموضوع بهذه الدرجة عند رفعه أخر مرة وربما لأنه حينذاك لم تقع بعد الأزمة العالمية الكبرى 2007-2010م التي بدأت بانفجار فقاعة المشتقات العقارية في أمريكا أواخر 2007م.
وقبل ساعات من كتابة هذا المقال، أتفق الأمريكيون على رفع السقف وذلك على مرحلتين: 1) رفعُه بحدود تريليون دولار عن طريق خفض النفقات الحكومية دون رفع الضرائب. 2) تشكيل لجنة مشتركة من الكونغرس بمجلسيه ومن أعداد متساوية من النواب الديمقراطيين والجمهوريين للنظر في تحديد بنود خفض المرحلة الثانية (بحدود تريليون دولار أخر) وذلك قبل نهاية نوفمبر 2011م. كما أتفق الحزبان على النظر في أمكانية تعديل دستوري بإلزامية الحكومة بعرض ميزانيات إنفاق متوازنة وتنفيذها.
وخلال تلك الحملة الشرسة، تبادل الحزبان الاتهامات عن المتسبب في حدوث هذا الدين الفلكي وزيادة سرعة وتيرة نموه خلال السنوات الماضية. ووسط هذا التراشق، فقد الكثيرون، ومنهم في المنطقة العربية، تركيزهم ومالت أهواءهم وأقوالهم وفق ما يحبون ويكرهون من القادة الأمريكيين وأفعالهم في منطقتنا.
وعندي محاولتي تبيان أسباب تراكم هذا الدين وعلى ساعةِ أيّ رئيس أمريكي تزايدت وتيرته، تمكنتُ بتوفيق من الله على حصول على مخطط بياني، وهو من إعداد موقع بلومبيرغ الشهير، يبين تطور أهم بندين في الميزانية الحكومية الأمريكية (النفقات العامة الحكومية وإيرادات الضرائب) وهما كانا محور نقاشات الحل الأخير وسيستمران كذلك ما دام نظام المراقبة والمسائلة مستمراً في الأنظمة الديمقراطية.
يوضح مخطط بلومبيرغ النفقات الحكومية (بالخط المنقط) منسوبةَ إلى الناتج المحلي الأمريكي وكذلك نسبة إيرادات الضرائب (بالخط المتصل) إلى ذلك الناتج وذلك لفترة 60 عاماً (1950-2010م)!!. وسببُ اختيار هذين البندين فقط من الناتج المحلي كون أن عناصره الأخرى تمثل نشاط القطاع الخاص الذي لا علاقة له بسيطرة الحكومة على نفقاته وإيراداته!!. كما أن المسؤولية الأخيرة لهذين البندين (النفقات الحكومية وإيرادات الضرائب) تتقاسمها الحكومة مع الكونغرس. ومن المفيد ذكره أن تقاطع هذين الخطين تعني موازنة النفقات الحكومية مع إيرادات الضرائب وهو الهدف الذي يسعى إليه التعديل الدستوري المقترح.
معلومة أخيرة قبل أن تتأملوا ما يوضحه لنا هذا المخطط عن الرؤساء الأمريكيين الستة خلال الفترة الأخيرة من المخطط التي بلغت حوالي 35 عاماً:
1) الرئيس-44/اوباما (2008-2012)،..
2) الرئيس-43/بوش الابن (2000-2008)،..
3) الرئيس-42/كلينتون (1992-2000)،..
4) الرئيس-41/بوش الأب (1988-1992)،..
5) الرئيس-40/ريغان (1980-1988)،..
6) الرئيس-39/كارتر (1976-1980)... ويمكن للمعنيين متابعة فترات الرؤساء الآخرين.
ما لذي يمكن استنتاجه؟.. بالنسبة لي يمكنني القول مطمئناً: أن الرئيس/اوباما هو أكبر المبذرين المسرفين خلال فترة الـ 60 عاماً الأخيرة وذلك لبلوغ الفجوة بين النفقات وإيرادات الضرائب أكثر من 10% من الناتج المحلي الأمريكي وبذلك تخطى فعل الرئيس/ريغان الذي بلغت نسبته حوالي 6%!! علماً بأن في عهد الأخير كانت هناك مبادرة الدفاع الإستراتيجي (حرب النجوم) ومصاريفها العالية والتي ساهمت بطريقة مباشرة بسقوط النظام الشيوعي وإلى الأبد!!.. أما بقية الاستنتاجات فأتركها للقراء الكرام كلّ حسب موقعه وقراءته للمخطط الواضح!!.. والله أعلم.
اقتصاد شركات وليس دول
شكرا على المقال .. وان كنت اعتقد ان ما حصل في امريكا خلال الاسبوعين الماضيين قد يزعزع الثقة في الاقتصاد الامريكي . بالرغم من اكثر المصروفات حصلت في عهد الرئيس اوباما الا انه كما تعلم ورثها عن سلفه الرئيس بوش ؟؟ لازلنا في بداية المسلسل على ما يبدو .. والله اعلم
الكاتب الكريم: فترة اوباما بدأت 9 يناير 2009 وليست 2008 كما ذكرت. أعلن بنك ليمان برذرز افلاسه في شهر سبتمبر 2008 وبذلك أعلنت الأزمة. انت ذكرت مصاريف ريغان (حرب النجوم) والتي كانت سباق تسلح مع الاتحاد السوفييتي ولم تذكر مصاريف اوباما. الانفاق الحكومي الكبير جدا في عهد اوباما بسبب الازمة المالية التي ورثها عن بوش. كان لابد من دعم الشركات المهددة بالافلاس كي لا تطرد موظفيها ويتوقف الانتاج. يتضح بجلاء أن مقالك غير دقيق وغير محايد وتقبل تحيتي.
تصحيح : فترة اوباما بدأت 20 يناير 2009 وليست 2008 كما ذكرت.
شكرا لك اخي طارق اللوم الاكبر يقع على اغباء الروؤساء بالتاريخ >>> بوش الابن ! فهو من اعتدء على العراق و من هاجم افغانستان وهو من هاجم الدول الاسلامية بالحروب ... مما ادى الى زيادة الانفاق بشكل خرافي ... فهو من اعفى الاغنياء من الضرائب ! انظر الى اخر ايام كلينتون ... عوائد الضرائب تزيد على الانفاقات ... لانه لم يدخل اي حروب ! ثم استلم الحكم اغبى الاغبياء ... فتم نحر الاقتصاد الى الابد ! ملاحظة مهمة : اعمار الروؤساء هي بين 39 الى 40 وهذا يدل على فهم عميق لدى الامة الامريكية ... عكس روؤساء الدول العربية العواجيز والذين اعمارهم تصل الى 90 سنة !
المعتصم بالله، كلامك صحيح ١٠٠٪
اشكر لك المقارنة وان كان استخدامها هنا لمعرفة لاتجاة الإنفاق لدي الحزبين الجمهوري والديموقراطي وتوجة الإنفاق بشكل عام .اخي الكريم جزء كبير من الدين يأتي من عملية التيسير الكمي ١ ٢ أوباما أتئ في وقت الكساد مما يجعلة يدفع بالكثير من الاموال لتحفيز اللاقتصاد وخفض البطالة مرة اخري لاتنسا التضخم وتأثيرا على الإنفاق على العموم شكرًا على الشارت الجميل شكرًا لك مرة اخري .
الأخ / ملك روما هذه أرقام رؤساء أمريكا وليست أعمارهم .
أوباما مجبر يزيد الانفاق حتى يدعم الاقتصاد ويوظف المواطنين وإلا إنهار الاقتصاد وفقد الملايين وظائفهم وخرجوا الى الشوارع وأسقطوا النظام بكامله , مشكلة أمريكا الحقيقيه هى إستئثار 2,5 % من عدد السكان على 50 % من الثروه فى البلد ومعظم هؤلاء من اليهود البيض , لذلك مهما ضخت الدوله فى الاقتصاد من الاموال فان جزء كبير من هالاموال لايصل الى الفقراء انما الى هاليهود القله , لذلك اتوقع يومهم قرب والامريكان سوف يثورون على النظام الاستعبدادى الراسمالى .
الاخ / azizali1 شكرا لك على التنبيه ... بالفعل لم اركز ... لاني تعودت ان تكون اعمار الروؤساء في الغرب صغيره ... مقارنة بعواجيزنا !
من خلال الرسم البياني ... يتضح لنا وبجلاء ان الديمقراطيين دائماً يرفعون الاقتصاد ويعزونه بعكس الجمهوريين الذين يدمرون الاقتصاد اما بالنسبه لاوباما ... فهو جاء في موقف لا يحسد عليه وكانت بداية فترته الاقتصاد منهار او على بداية انهيار وكل هذا بسبب بوش الابن ... الذي دخل في حروب قويه في اقل من عقد
والله العالم، بيانات المخطط لهذا المقال ونتيجته تتوافق مع نتائج بيانات الشكلين اللذين وردا في مقال د. محمد إبراهيم السقا لهذا اليوم : سقف الدين العام الأمريكي (http://alphabeta.argaam.com/?p=33509)!!!