مبادىء وقواعد السلوك المهنى للمراجعة الداخلية...!!!

03/05/2011 2
د . جمال شحات

تعتبر مهنة المراجعة من المهن التي تعتمد على دستور متكامل للسلوك المهني ، وعلى معايير مهنية متكاملة ، كلاهما يساهم بفاعلية في رفع مستوي الأداء المهني ويجعل الغير يثق في أداء المهنة ونتائجها.

والمراجعة الداخلية لما لها من طبيعة خاصة تجعل الغير يعتقد بأنها وظيفة في خدمة الإدارة ، وجعل الهيئات المهنية تسعي جاهدة إلى دعم الأداء المهني عن طريق إصدار قواعد للسلوك المهني ، فمهنة المراجعة الداخلية هي مهنة تكتسب مصداقيتها وثقة المستفيدين من خلال ما يدركه المستفيدين من درجات لجودة أداء المراجعين الداخليين الذين ينتمون إليها، وكذلك من التأكيد الموضوعي الذي توفره المراجعة الداخلية بشأن مهامها المرتبطة بكلا من:

1- إدارة المخاطر 2- الرقابة 3- الحوكمة في الوحدات الحكومية والتنظيمات المختلفةاو الشركات المساهمة العامة.

ويسا

 

هم كل من المعايير المهنية للمراجعة الداخلية وقواعد السلوك المهني في توفير الأساس الذي يرفع تقييم الغير لجودة المراجعة الداخلية ومن ثم توفير الثقة في هذا الأداء.

هناك ثلاثة أسباب رئيسية لضرورة وجود بيان رسمي بقواعد السلوك المهني للمراجعين الداخليين ، وهي :

١- أن المراجعين الداخليين يمثلون مهنة المراجعة الداخلية.

٢- أن إدارة الوحدة الحكومية أوالإدارة التنفيذية يعتمدون على مهنة المراجعة الداخلية.

٣- يجب أن يحافظ أعضاء المهنة على معايير عالية للسلوك ، والشرف ، والشخصية ،حتى يمكنهم ممارسة المراجعة الداخلية بطريقة تحقق الغرض منها.

وتقضي قواعد السلوك المهني بأنه تقع على عاتق المراجعين الداخليين مسئولية السلوك القويم بحيث لا يكون هناك أي شك في إخ

لاصهم ونزاهتهم.

ويتطلب وجود بيان بقواعد السلوك المهني ضرورة تحديد المبادئ الأساسية التي تحكم هذا السلوك ، ثم تترجم هذه المبادئ الأساسية إلى قواعد تحدد ما يجب أن يكون عليه السلوك المهني للمراجعين الداخليين. وتساعد هذه القواعد في تفسير المبادئ الأساسية وبيان كيفية تطبيقها ، وهي تهدف إلى توفير إرشادات للسلوك المهني للمراجعين الداخليين.

مكونات السلوك المهني القويم

ينطوي دستور السلوك المهني على مجموعتين أساسيتين:

المجموعة الأولى: المبادئ. وهي مستويات عامة تحكم المهنة والسلوك المهني بشكل عام ، والمبادئ بطبيعتها غير قابلة للتطبيق المباشر.

المجموعة الثانية: القواعد. تعتبر القواعد أكثر ارتباطا بالأداء المهني على أرض الواقع ، وتمثل أنماط من السلوك المتوقع من المراجعين الداخليين

في علاقتهم بالمستفيدين من وظيفة المراجعة الداخلية ، وبزملاء المهنة ، وبالعملاء وبالغير بصفة عامة. وتعتبر القواعد الترجمة العملية لمبادئ السلوك المهني والتي تحكم سلوك المراجعين الداخليين.

والشكل التالى يلخص مبادئ وقواعد السلوك المهني.

بيان قواعد السلوك المهني للمراجعين الداخليين:

يهدف هذا البيان إلى تحديد ما يجب على المراجعين الداخليين الالتزام به في سلوكهم المهني عند أدائهم للخدمات التي يقدمونها بما يدعم بيئة السلوك المهني للمراجعة الداخلية.

مبادئ السلوك المهني

1 النزاهة

يجب أن يؤدي المراجع الداخلي عمله بنزاهة تامة تحرره من أي شبهات وتجعل من عمله محل ثقة ومصداقية للغير. فنزاهة المراجع الداخلي تؤدي إلى تدعيم الثقة فيما يقوم به من أعمال وتعتبر أساس الاعتماد على أحكامه.

عمومية هذا المبدأ تفرض على المراجع العديد من الاعتبارات منها:

- أن يتحرر من التبعية الفكرية للإدارة.

- أن يب ذ ل عناية مهنية واجبة في كل أعمال المراجعة.

- أن يعمل على تحقيق مصلحة التنظيم بما لا يتعرض مع القيم الأخلاقية.

2 الموضوعية

يجب أن يبرهن المراجع في عمله على درجة عالية من الموضوعية المهنية ، وذلك أثناء جمع وتقويم المعلومات وتوصيل النتائج عن نتائج العمل الخاص بالعملية أو النشاط محل الفحص. وتقضي الموضوعية أن يوازن المراجع الداخلي بين كل الأمور المحيطة بالفحص ويقدر بصورة متوازنة جميع الاهتمامات دون أن يتأثر باهتماماته الشخصية أو بأحكامه السابقة.

الموضوعية بهذا الشكل تغلب المصلحة العامة ومصلحة جميع الأطراف على أي توجه للمراجع الداخلي ، كما تقضي بأن يتجرد المراجع الداخلي من أي مصالح قد تؤثر علي أحكامه وتجعله متحيزا.

3 الأمانة

يجب أن يحترم المراجع الداخلي قيمة المعلومات التي يحصل عليها ويحترم خصوصيتها وملكيتها للآخرين. فالمعلومات التي يحصل عليها المراجع الداخلي يجب ألا تستخدم بصورة شخصية كما يجب ألا يعلن أو يفصح عنها بدون سلطة حقيقية تتيح له ذلك ما لم يكن هناك متطلب قانوني أو مهني يلزمه بالإفصاح عنها.

4 التأهيل

يجب أن يقدم المراجع الداخلي المعارف والمهارات والخبرات اللازمة لإنجاز مهام المراجعة الداخلية.

هذا المبدأ يتطلب من المراجع الداخلي الآتي:

- لا يقبل المراجع الداخلي أي مهام تفوق تأهيله المهني.

- أن يرفع المراجع الداخلي بصورة ، مستمرة ، تأهيله المهني ويسعى لكسب أنواع جديدة من المعرفة والمهارة.

قواعد السلوك المهني

1 قواعد النزاهة:

القواعد التي تترجم النزاهة إلى أنماط للسلوك المهني تتضمن ما يلي:

1- يجب أن يؤدي المراجعون الداخليون عملهم بأمانة ، واجتهاد ، وحرص. الجد والاجتهاد والحرص هنا تحمل الآخرين على إدراك نزاهة ومصداقية المراجع الداخلي.

2- يجب أن يضع المراجع الداخلي النظم والقوانين نصب عينيه أثناء تنفيذه لمراحل المراجعة وأن ينجز الإفصاح المتوقع وفقا للنظام والقانون.

3- يجب على المراجعين الداخليين عدم الاشتراك ، عن علم مسبق ، في أي عمل أو نشاط غير قانوني ، كما يحظر عليه أن يأتي بأفعال أو يشترك في أفعال تسئ إلى كرامة مهنة المراجعة الداخلية أو إلى الوحدة الحكومية التي ينتمي إليها.

4- يجب أن يحترم المراجع الداخلي الأهداف المشروعة والأخلاقية للمنشأة التي ينتمي إليها ويضيف إليها ويدعمها. احترام المراجع الداخلي لأهداف منشأته يجعل الآخرين أكثر ميلا لاحترام تلك الأهداف.

2 قواعد الموضوعية:

قواعد السلوك المهني التي تساهم في دعم موضوعية المراجع الداخلي تتضمن الآتي:

1- يجب أن يتجنب المراجع الداخلي الاشتراك في أي أنشطة أو الدخول في أي علاقات تؤدي إلى فقدانه أو إلى احتمال فقدانه عدم التحيز في القيام بالتقديرات. هذا الاشتراك يشمل تلك الأنشطة والعلاقات التي قد تكون متعارضة مع مصالح الوحدة الحكومية التي ينتمي إليها.

في هذا الصدد فإنه يمكن القول أن أساس عمل المراجع الداخلي هو عدم التحيز عند إجراء التقديرات والتقييمات اللازمة على المعلومات ، فإذا ما وضع المراجع في موقف أو دخل في علاقة تتعارض فيها مصالحه أو مصالح الوحدة الحكومية التي ينتمي إليها تتأثر بالتقديرات التي يجريها يحتمل أن تكون تقديراته متحيزة.

2- يجب ألا يقبل المراجع أي شيء من أي طرف مما قد يفقده أو يحتمل أن يفقده حكمه المهني غير المتحيز.

3- يجب أن يفصح المراجع الداخلي عن الحقائق المعلومة له التي ، إذا لم يتم الإفصاح عنها ، تؤدي إلي إفساد التقرير عن الأنشطة محل الفحص.

3 قواعد الأمانة

ترتبط الأمانة بالحفاظ علي سرية وخصوصية المعلومات التي يحصل عليها المراجع الداخلي أثناء أدائه لمهام المراجعة. والقواعد المهنية التي تمكن الأمانة تتضمن ما يلي:

1- يجب أن يتوخي المراجع الحذر في استخدام وحماية المعلومات التي حصل عليها أثناء أدائه لواجباته.

2- يجب ألا يستخدم المعلومات التي حصل عليها لتحقيق أي مكسب شخصي بأي صورة تتعارض مع القانون والنظام أو تضر بالأهداف المشروعة والأخلاقية للمنشأة التي ينتمي إليها.

4 قواعد الكفاية:

تتعلق قواعد الكفاية بالتأهيل المهني للمراجع الداخلي وتتضمن ما يلي:

1- يجب أن يرتبط المراجع الداخلي بالخدمات التي يمتلك لها المعرفة والمهارات والخبرات الضرورية التي تمكنه من تقديمها بالصورة المرضية.

2- يجب أن ينجز المراجع الداخلي الخدمات التي يرتبط بها وفقا لمعايير الممارسة المهنية للمراجعة الداخلية.

3- يجب على المراجع الداخلي أن يحسن بصورة مستمرة كفاءته ومن فاعلية وجودة الخدمات التي يقدمها.

ان قواعد ومبادىء السلوك المهنى هى الدستور الاخلاقى لمهنة المراجعة الداخلية ولمن يعملون بهذه المهنة والتى يستلزم من جميع العاملين بها الالتزام بهذه القواعد والمبادىء حتى نتمكن من تحقيق الاهداف المنوطة بمهنة المراجعة الداخلية وتحقيق أهدافها مع تمنياتى للجميع بالتوفيق والنجاح .