يكثر الجدل في الأوساط الاقتصادية هذه الأيام عن مستقبل الاقتصاد الأمريكي ومن خلفه الاقتصاد العالمي بين مؤيد لانتهاء الازمة المالية العالمية وبداية انتعاش حقيقي مدعوم بأرقام اقتصادية إيجابية وبين معارض لهذا الانتعاش وأنه لا يعدو كونه انتعاش مؤقت ..
أكاد أجزم أن الاقتصاد الامريكي مقبل على أزمة مالية عالمية جديدة على المدى المتوسط والبعيد لأن عوامل الخلل لم تعالج وكل ماتم هو عبارة عن مسكنات تطيل من مدة المرض ولا تعالجه فكل ماتم أثناء الأزمة عبارة عن تكبير لكرة الثلج ونقل لها من ميزانيات أصغر إلى ميزانيات أكبر مع تكبير للفقاعة وماأخشاه أن نجد أنفسنا يوما ما أمام مالايمكن انقاذه لكبر حجمه .. ماأعنيه تحديدا أن أمريكا وأوربا لم توجد حلول للمشكلة كل مافعلته هو خلق انتعاش على المدى المتوسط والقصير بفعل ضخ سيولة غير حقيقية قادمة من الدين .. مسببات المشكلة مازالت موجودة فالديون السيادية تكبر يوما بعد يوم والمشتقات المالية مازالت موجودة والبنوك عادت إلى المقامرة مجددا ..لا بد أن نقر أن امريكا وخاصة في السنوات الأخيرة كانت تستهلك أكبر من حجمها كونها تحولت من اقتصاد انتاجي إلى اقتصاد خدمي وأنها كانت تمول استهلاكها بالدين والسمعه .. كي نعالج المشكلة لابد أن نعالج أزمة الديون.. لابد من إيجاد حل لفقاعة السيولة التي تكبر يوما بعد يوم والفقاعات لابد أن تنفجر يوما ما ..
أن الانتعاش المؤقت الذي نعيشه اليوم مبني على خطط الانقاذ المالي والتيسير الكمي التي اتبعتها الولايات المتحدة على حساب إضعاف العملة وتوسيع مستوى الدين العام .. إذن السؤال الجوهري إذا سلمنا جدلا بصحة فرضية الانهيار المالي القادم هو متى ؟ هل سيكون بعد شهر ؟ سنة ؟ 5 سنوات ؟؟
في الحقيقية يصعب الجواب على السؤال السابق لأن من سيحدد توقيت الأزمة هي عوامل متغيرة .. إن أي ارتفاع لمستويات التضخم أو ارتفاع في أسواق السلع وعلى رأسها النفط فمن شانه أن يسرع في انفجار الفقاعة .. كذلك أي مبالغات في رفع الديون السيادية من شانه أيضا أن يسرع من انفجار الفقاعة .. كذلك مستويات الديون الخاصة وديون الشركات أي ارتفاع في مستويات الائتمان أو مبالغة في نفخ البالون من شانه تفجير الفقاعة وزيادة تأثيراتها ..
أن مانعانيه اليوم هو نظام مالي مختل يعاني من نقاط ضعف تحتاج إلى علاج سريع وتدخل .. فربط العالم ووأسواق السلع بعملة دولة غير مغطاة بأي غطاء أصول سوا سمعة الدولة خطأ كبير .. كذلك بناء نظام مالي مترابط لدرجة كبيرة لدرجة أن سقوط أي لبنة من هذا البناء من شانه اسقاط البناء خطأ أيضا فالثقة قد تهتز في أي أزمة وفي نظامنا المالي الحالي الثقة هي أصل النظام وبدونها ينهار النظام بكامله ..
خلاصة القول .. أن لدي ايمان أن الازمة المالية لم تنتهي وإنما أجلت لكن لا أتوقع تفجر الفقاعة على المدى القصير وإنما على المدى المتوسط أو البعيد ..
يا رجل تعوذ من ابليس لا تجزم بالشر ،،،، والرسول الكريم اللهم صلي وسلم عليه يقول (تفائلوا بالخير تجدوه) اتفق معك ان المعالجة للازمات السابقة كانت خاطئة لكن ان شاء الله اذا صارت ازمة تكون عندهم وتأثيرها عالميا يكون محدود وقد يبدء خلال هذه الازمة انتقال لموازين القوى العالمية من الغرب إلى الشرق
تحية طيبة عدنان اختلف معك في مسئلة الاقتصاد الأمريكي انت تتحدث على الإقتصاد الأمريكي على أنه مقبل على أزمة وانها تضخم كرة الثلج لكنك لم تتطرق للديون الهائلة على اليابان مثلاً لماذا؟؟؟ الجواب بوجهة نظري بسيط، لأنه اليابان قادرة على التعامل مع هذه الديون! مثلها مثل الولايات المتحدة الأمريكية. اتفق معك في مسئلة ديون السيادية للدول الأوروبية ( منطقة اليورو ) انها مقبلة على أزمة مالية ( اليونان، البرتغال، إيرلندا) من المحتمل أسبانيا وإيطاليا. تقبل وجهة نظري. تحياتي
انهيار الدولار- ارتفاع صاروخي للذهب- اعلان افلاس دول ذات ديون عالية تيسير كمي جديد !!!
الأخ / أفلاطون الاسهم محاولة استقراء المستقبل تساعد على تجنب الكارثة على المستوى الشخصي عبر اتخاذ اجراءات احترازية مما يجنب المستثمر أو يقلل من تعرضه للكارثة .. حيث أن خداع النفس والتفائل في غير وقته غير محمود .. بالنسبة لمحدودية تأثير حدوث أي ازمة اقتصادية على العالم فهو أمر صعب جدا وعملية موازنة القوى فهي بعيدة جدا عن الواقع لعدة عوامل منها ان الاقتصاد الامريكي اقتصاد كبير ومؤثر .. وأن العالم عالم مترابط وأن الدولار هي العملة العالمية الاولى .. الخ وثق أن لو عطست أمريكا لاصيب العالم كله بالزكام .. ولك بالازمة المالية العالمية خير مثال على ذلك .. الأخ/ AHD : اتفق معك أن الدين العام الياباني عالي جدا (يفوق ال200% من الناتج القومي الاجمالي)اليابان عاشات فترة من الكساد الطويل لكنها اعتمدت على التصدير وخيار التيسير الكمي وتضعيف العملة لتنشيط اقتصادها والظروف كانت تساعدها فالعالم لم يكن يعاني من مشاكل اقتصادية لذا العالم يستطيع أن يستهلك (أمريكا والصين كانت تعيش مراحل نمو مما يساعد قطاع التصدير الياباني على الاعتماد عليه ) أما في وضعنا الحالي فلا أحد يستطيع تعويض ضعف الطلب الامريكي والعالمي !! على من ستعتمد أمريكا لتعويض نقص الطلب المحلي والعالمي إذا كانت الصين نفسها تعتمد على الطلب الامريكي والاوربي وتحتفظ بسندات امريكية كقيمة للاستهلاك (الصين أكبر مالك للسندات الامريكية ) .. اذن أي مشكلة اقتصادية امريكية تعني شلل اقتصادي عالمي .. اليابان كانت ومازالت فقاعة لكنها استطاعت أن تستمر في اعطاء المسكنات لفترة طويلة بسبب ظروف معينة ساعدتها لكن انفجار الفقاعة الامريكية سيفجر الفقاعة اليابانية .. من الظلم مقارنة أمريكا باليابان لاختلاف الظروف .. حاليا نعيش مشكلة أمريكية وأوربية ويابانية أي مشكلة في كبرى الاقتصاديات العالمية .. فمن أين سياتي الطلب .. كذلك اختلف معك في نقطة أنه كيف تحدث مشكلة ديون سيادية في اوربا ولا يهتز العالم لها ؟؟ أرى انه تناقض
الذي يهمنا في السعودية من الموضوع ماهو تأثير هذا الأمر لو حصل علينا ؟ هذا عنوان جيد لموضوع أتمنى أن يجيب عليه أحد المتخصصين. أما بالنسبة لي فأنا متشائم لوجود الربط الكامل بالريال مع الدولار.
حدث هذا الأمر قبل 30 عاماً ، الفيدرالي الأمريكي هو الرابح في كلا الحالتين ، فعندما يرفع من سعر الذهب يقوم بعملية تسييل تدريجي ذكي لمحافظه الأستثمارية ، في نفس الوقت يقوم بالتجميع على الدولار بأسعار زهيدة ، وعند انخفاض الذهب أو انهياره يرتفع الدولار فيقوم بالتجميع في الذهب بأسعار منخفضة وتصريف الدولار بأسعار عالية وفي كلا الحالتين هو الرابح من الفروق السعرية بين الشراء والبيع وهذه الدورة الاقتصادية تحدث عادة مرة كل 3 عقود