هل نحن مقبلون على أزمة مالية جديدة ؟

26/04/2011 6
عدنان الشبيلي

يكثر الجدل في الأوساط الاقتصادية هذه الأيام عن مستقبل الاقتصاد الأمريكي ومن خلفه الاقتصاد العالمي بين مؤيد لانتهاء الازمة المالية العالمية وبداية انتعاش حقيقي مدعوم بأرقام اقتصادية إيجابية وبين معارض لهذا الانتعاش وأنه لا يعدو كونه انتعاش مؤقت ..

أكاد أجزم أن الاقتصاد الامريكي مقبل على أزمة مالية عالمية جديدة على المدى المتوسط والبعيد لأن عوامل الخلل لم تعالج وكل ماتم هو عبارة عن مسكنات تطيل من مدة المرض ولا تعالجه فكل ماتم أثناء الأزمة عبارة عن تكبير لكرة الثلج ونقل لها من ميزانيات أصغر إلى ميزانيات أكبر مع تكبير للفقاعة وماأخشاه أن نجد أنفسنا يوما ما أمام مالايمكن انقاذه لكبر حجمه .. ماأعنيه تحديدا أن أمريكا وأوربا لم توجد حلول للمشكلة كل مافعلته هو خلق انتعاش على المدى المتوسط والقصير بفعل ضخ سيولة غير حقيقية قادمة من الدين .. مسببات المشكلة مازالت موجودة فالديون السيادية تكبر يوما بعد يوم والمشتقات المالية مازالت موجودة والبنوك عادت إلى المقامرة مجددا ..لا بد أن نقر أن امريكا وخاصة في السنوات الأخيرة كانت تستهلك أكبر من حجمها كونها تحولت من اقتصاد انتاجي إلى اقتصاد خدمي وأنها كانت تمول استهلاكها بالدين والسمعه .. كي نعالج المشكلة لابد أن نعالج أزمة الديون.. لابد من إيجاد حل لفقاعة السيولة التي تكبر يوما بعد يوم والفقاعات لابد أن تنفجر يوما ما ..

أن الانتعاش المؤقت الذي نعيشه اليوم مبني على خطط الانقاذ المالي والتيسير الكمي التي اتبعتها الولايات المتحدة على حساب إضعاف العملة وتوسيع مستوى الدين العام .. إذن السؤال الجوهري إذا سلمنا جدلا بصحة فرضية الانهيار المالي القادم هو متى ؟ هل سيكون بعد شهر ؟ سنة ؟ 5 سنوات ؟؟

في الحقيقية يصعب الجواب على السؤال السابق لأن من سيحدد توقيت الأزمة هي عوامل متغيرة .. إن أي ارتفاع لمستويات التضخم أو ارتفاع في أسواق السلع وعلى رأسها النفط فمن شانه أن يسرع في انفجار الفقاعة .. كذلك أي مبالغات في رفع الديون السيادية من شانه أيضا أن يسرع من انفجار الفقاعة .. كذلك مستويات الديون الخاصة وديون الشركات أي ارتفاع في مستويات الائتمان أو مبالغة في نفخ البالون من شانه تفجير الفقاعة وزيادة تأثيراتها ..

أن مانعانيه اليوم هو نظام مالي مختل يعاني من نقاط ضعف تحتاج إلى علاج سريع وتدخل .. فربط العالم ووأسواق السلع بعملة دولة غير مغطاة بأي غطاء أصول سوا سمعة الدولة خطأ كبير .. كذلك بناء نظام مالي مترابط لدرجة كبيرة لدرجة أن سقوط أي لبنة من هذا البناء من شانه اسقاط البناء خطأ أيضا فالثقة قد تهتز في أي أزمة وفي نظامنا المالي الحالي الثقة هي أصل النظام وبدونها ينهار النظام بكامله ..

خلاصة القول .. أن لدي ايمان أن الازمة المالية لم تنتهي وإنما أجلت لكن لا أتوقع تفجر الفقاعة على المدى القصير وإنما على المدى المتوسط أو البعيد ..