شركات التأمين واختبار الجهد

07/04/2011 7
عبدالله الجعيثن

من أعجب ما مرّ بنا في سوق الأسهم طرح شركات تأمين رؤوس أموال الواحدة منها في حدود ثلاث مئة مليون أو مئتين وأقل! وجه العجب ان اقتصاد المملكة ضخم جداً.. وعدد السكان كبير.. والمملكة قارة.. ومقبلة على تحديث اقتصادي كبير.. فماذا تحتمل شركات تأمين رؤوس أموالها زهيدة مقارنة بأخطار التأمين العديدة؟

إنني أعرف أن (هيئة سوق المال) ليست المسؤولة مباشرة عن طرح تلك الشركات برؤوس أموالها القليلة مقارنة بأغراضها وحجم تحدياتها.

وأعرف أن ما حصل هو معالجة لوضع قائم سابق وجد فيه عدد كبير من شركات التأمين تعمل في المملكة من خارج الحدود فأرادت مؤسسة النقد العربي السعودي تنظيمها وسعودتها فلم تجد إلا ان تجعل لها رؤوس أموال محدودة مقارنة بأعراضها وأمراضها وتحدياتها الكبيرة.

ورغم أن سوق التأمين في المملكة واعد إلا أن طرح تلك الشركات برؤوس أموال زهيدة جعلها مطية لمضاربات شرسة قصمت ظهر كثير من الذين طاروا (في عجتها) وحلالهم (خضرتها) ثم هوت بهم كما تهوي الريح بجسم طائر في مكان سحيق.

وفوق أنها ضرت كثيرين بالمضاربات فإنها - لفترة - أفقدت السوق توازنه وعقليته إذ تفوقت أسعار بعضها - مع أنها خاسرة - على أسعار سابك والاتصالات والمصارف، لماذا؟ لمجرد أن أسهمها قليلة!

وبما أنه بقي شركات تأمين تنتظر تسوية أوضاعها وطرحها للاكتتاب نقترح على مؤسسة النقد اجراء اختبار جهد لها وللشركات الصغيرة القائمة على غرار اختبار البنوك فهي مشابهة لها .. ولتنظر هل (تُحمل أم لا تُحمل)؟

كما أن الهيئة يجب أن يكون لها دور ورأي مسموع في رؤوس أموال تلك الشركات فهي أخبر بالسوق وأهل السوق.