إذا كنت تريد أن تكون مديراً ناجحاً فليس معناه أن تلبس بدلة من ماركة عالمية وتضع ساعة فاخرة، وتصدر الأوامر من خلف كرسي بناءً على تفاصيل تحدثك عنها مساعدة خاصة تشبه عارضات الأزياء. فالإدارة ليست برستيج وإنما عمل ميداني يتطلب شخصية مميزة تتمتع بروح المسؤولية.
سألت أحد المدراء عن تجربته في إدارة أصعب مواقع مشاريع لشركة خدمات نفطية فرنسية في دول مختلفة في أفريقيا.... فقال لي هو مجال واسع لا نتعلمه في المدرسة ولا نجده بين صفحات كتب العلوم الدقيقة، فهو يختلف من مكان إلى آخر حسب الشركة ونشاطاتها.
وبحسب خبرته التي تمتد لأكثر من عشر سنوات فإنه لكي تنجح في إدارة شركة يجب أن تكون لديك قاعدة من المعلومات، وأن تكون على دراية كافية بمجال عمل الشركة، وتضع طريقة عمل أو استراتيجية تقوم بتطويرها بنفسك، تأخذ بعين الاعتبار تجربتك الشخصية مع الخبرات المتوفرة لدى الشركة.
وبرأيه أيضاً فإن وظيفة مدير ليست في متناول أي شخص ولتكون مديراً ناجحاً يجب أن تتوفر لديك روح المسؤولية، فان أصعب شيء هو إدارة الموارد البشرية. وقبل إن تبدأ في إدارة الموظفين يجب أن تباشر أولاً بعملية تنظيمهم، أي خلق منظمومة على شكل هرم، تقوم بترتيب الموارد البشرية بداية من الموظف البسيط ثم تصعد حتى تصل إلى نفسك، وهذا مثال بسيط.
فمثلاً إذا كنت تدير فندق يضم 1000 عامل، فإنك ستقسم الموظفين إلى عدة أقسام متخصصة، كقسم المطاعم والأكل وقسم الصيانة وقسم الأمن، وقسم التنظيف وفي كل قسم تصنف الموظفين، وعندما يتجاوز عددهم الستة تختار من بينهم مسؤولاً للقسم ، وإذا تجاوز عددهم 12 تختار مسؤولين مع رئيس قسم، وبهذه الطريقة تصل إلى تقسيم هرم المؤسسة، ومن هنا تستطيع أن تدير 1000 عامل، أو أكثر.
وقد اختزل أحد الخبراء الإدارة في كلمة – حسب- أي حسب طبيعة الشركة والموظفين وشخصية المدير، لذلك فالإدارة ليست علم دقيق وإنما مهارات يكتسبها المسؤول بناءً على تجربته وتجارب الآخرين أيضاً.
شكرا أستاذة أمال النجاح لا يأتي من فراغ في شتى المجالات وشتى الدرجات انا كنت ولازلت أحبذ الإدارة الكلاسيكية بقيادة فريديرك تايلور و ماكس فيبر و هنري فايول رغم بعض مساوءها لأنه لا وجود لشيئ مثالي رغم اجتهادات المدارس التي أعقبتها من مدرسة العلاقات الانسانية و السلوكية ونهاية بالمدرسة الحديثة اليابانية والتي تسمى مدرسة z