في أحد السيمنارات التي كان يعقدها روبرت مابرو (حاصل على جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للطاقة عام 2007) في جامعة اكسفورد عن البترول صادف ان كان بجانبي على طاولة العشاء أحد الموظفين في شركة البترول النرويجية فقلت له لماذا لا تخفض النرويج بترولها وتحتفظ به للمستقبل. فقال لي لماذا انتم لا تخفضون انتاجكم. قلت له نحن ليس لدينا دخل أّخر فلو خفضنا انتاجنا سنموت جوعا. يبدو انه اقتنع بكلامي فأشار إلي على رجل يجلس في طاولة امامنا وقال لي تحدث معه فعرفت انه ربما يكون رئيس - او على الاقل مسؤول كبير في - الشركة النرويجية.
تذكرت هذه الحادثة وأنا أسمع تحذيرات ارامكو بأنه لو استمر الاستهلاك المحلي للبترول ينمو بنفس المعدل الحالي فإنه سيصل الى أكثر من 8 (ثمانية) مليون برميل في اليوم عام 2030 ولذا ربما لن يتبقى من انتاج البترول (اّسف قصدي استخراج لأن البترول لا يمكن انتاجه) ما يمكن تصديره للخارج وبالتالي ستعجز وزارة المالية من الحصول على ايرادات الميزانية.
بعضهم (بعض هؤلاء البعض أكاديميون) يتصورون ان باستطاعة ارامكو ان تزيد انتاج (اقصد استخراج) البترول الى اكثر من 15 (خمسة عشر) مليون برميل في اليوم لتعويض زيادة الاستهلاك والتغلب على مشكلة عجز الايرادات ولا داعي للقلق والتشاؤم.
لو سلّمنا بصحة تقدير المهندس علي النعيمي (وهو لا شك انه اعرف الناس بأسرار ارامكو) ان البترول لدينا يكفي لمدة 80 (ثمانين) سنة حسب انتاجنا الحالي وهو (أي انتاج البترول في الوقت الحالي) وفقا لارامكو لا يتجاوز 8.5 (ثمانية ونصف) مليون برميل في اليوم فإن هذا يعني ان ارامكو لو مضت قدما في زيادة انتاجها الى 15 (خمسة عشر) مليون برميل (وفقا لتصريحات بعض المسؤولين في ارامكو) فإن بترول المملكة لن يكفي 40 (اربعين) عاما على أكثر تقدير.
هذا يقودنا الى سؤال يتردد كثيرا في ذهن كثير من الناس (لاسيما العقلاء) هو: هل الأفضل ترك البترول مخزونا تحت الارض؟ ام ان الأفضل استخراج البترول من تحت الأرض وتحويله الى نقود (ريالات ودولارات) للاستفادة من صرفها للعيش والاستمتاع بها فوق الارض.
النظرية الاقتصادية تفرّق بين الثروة (كالموارد الطبيعية) وهي مخزون Stock تتناقص بالاستهلاك User cost والناتج القومي (كصناعة السيارات وألعاب الأطفال والأجهزة المنزلية) وهي تدفق Flow يتجدّد كل سنة بسنة وفقا للنشاط الاقتصادي البشري في المجتمع.
كذلك تفرق النظرية الاقتصادية بين انواع الموارد الطبيعية الناضبة Exhausted (كالبترول والمعادن) والموارد الطبيعية المتجددة Renewable (كالاسماك والغابات).
لكل واحد من هذه الانواع الثلاثة (أي: الناتج القومي، والموارد الطبيعية الناضبة، والموارد الطبيعية المتجددة) نظرية اقتصادية مستقلة مختصة للتعامل معها.
فبالنسبة للناتج القومي (مجموع السلع والخدمات التي يصنعها الانسان) فان تعريفه وطريقة حسابه من اختصاص مبادئ النظرية الاقتصادية التقليدية التي تدرّسها الجامعات كمدخل عام لعلم الاقتصاد للطلاب المبتدئين (سواء الطلاب الذين سيتخصصون في الاقتصاد او طلاب التخصصات الاخرى الذين يسجلون لمجرد استكمال ساعات تخرجهم في الجامعة).
ولذا يبدو من المستغرب عندما يخلط (أي لا يعرف الفرق) بين الناتج القومي وهو تدفق Flow والثروة وهي مخزون Stock بعض الأكاديميين الذين اعتادوا ان يكتبوا في الصحف لدينا فيضللون القراء واصحاب اتخاذ القرارات غير المتخصّصين في الاقتصاد.
بينما الموارد الطبيعية فهي لا يصنعها الانسان ولكنه يستخدمها (يستهلكها) لذا فان طريقة التعامل معها تختلف عن طريقة تعامله مع السلع التي يستطيع ان يصنعها الانسان.
كذلك تفرّق النظريات الاقتصادية بين الموارد الطبيعية المتجددة (كخشب الغابات والاسماك) والموارد الطبيعية غير المتجددة (كالبترول والمعادن) ولكل واحد من هذه الموارد نظرية استغلال تختلف عن الأخرى توضّح طريقة الاستغلال الأمثل التي يجب ان يتبعها مالك المورد اذا اراد ان يحصل على أقصى منفعة من موارده الطبيعية.
الأسبوع القادم - ان شاء الله - سنحاول ان نعطي فكرة موجزة عن الفرق بين نظرية استغلال مورد طبيعي متجدد (يتوالد) كالسمك ونظرية استغلال مورد طبيعي غير متجدّد (ناضب) كالبترول ونحاول ان نجيب على سؤال هل الأفضل استخراج البترول او الاحتفاظ به تحت الارض.
والله يا دكتور الموضوع هذا اختلف فيه الجميع، فالبعض يفضل الإستمرار في الإستخراج المتزايد للبترول، والبعض يرى أن يحتفظ به للأجيال القادمة. المشكلة هي الإستهلاك المحلي متزايد لذلك ستقل صادرات الدولة من البترول في حال تثبيت الإستخراج. أعتقد أن المهم الآن هو أن تسعى الدولة وجميع أجهزتها إلى محاولة إيجاد مصدر دخل آخر للدولة لأني أعتقد بأن الجميع متفق بأن البترول لن يستمر ومصيره النضوب إلا إذا أراد الله غير ذلك.
جلس جماعة من الناس على مائدة بينهم طفل. بكى الطفل بصوت عال. قالوا: ما يبكيك؟ قال: الطعام حار. أجابوه: دعه حتى يبرد. فقال: ولكنهم لا يدعونه حتى يبرد. من سؤال الكاتب للنرويجي يتبين لنا أنه يفضل خفض الانتاج قدر ما يمكن. لكن السؤال: هل هناك تداخل تحت الأرض بين بترول السعودية ودول الجوار؟ من المعلوم أن السفانية والخفجي قريبة جدا من الكويت. وحقل زلف البحري قريب من ايران وحقل شيبة قريب من الامارات وهي (لك أو لأخيك أو للذئب). إذا أحد يقدر يجاوبنا يكون مشكور نخاف نوفره للاجيال يشفطونه الناس وحن نوفر (نتفرج)
د انور سلمت يداك على هذا الطرح نريد التكرار حتى يتعلم الشطار ان نتصرف مثل ورثة ملياردير لم نتعب في تجميعها ولا نعرف كيف نكسب ونقوم بالصرف والتيذير حتى يأتي اليوم الي نبيع فية اثاث السرايا ..... سيد ي المعتصم بالله التداخل حاصل ولكنها حقول متفق عليها فحقل الشيبة بكامله منصوص عليه بأتفاقيات الحدود مع ابوظبي من ايام نهاية الوجود البريطاني في الامارات. والخفجي متفق علية ومشاركة بين الدولتين . و ابو سعفة صغير جدا ولا يستاهل النقاش فية . جل انتاج السعودية من خام العربي الخفيف ( الغوار وابقيق .....) الموجود في الداخل وليس( السفانية والخفجي )العربي الثقيل جدا او خام شيبة الاخف من العربي والذي يخلط مع العربي لتحسين مواصفاته . .
أشكرك أخي الفاضل محمد النصار كلامك شديد الاجحاف بحقول البترول على حدود المملكة بالنسبة للسفانية - حسب تصريح النعيمي قبل فترة - ينتج 1.2 مليون برميل يوميا. ويمكن زيادته إلى 1.8 مليون برميل يوميا. ويعادل انتاج الجزائر عضو منظمة أوبك. بالنسبة لحقل شيبة فينتج بعد التوسعة الجديدة 840 ألف برميل من عرب اكسترا لايت ويفوق انتاج قطر عضو منظمة أوبك بالنسبة لخام شيبة فالعكس صحيح - يضاف إلى الخام الثقيل ليزيد من سعره. من المعلوم والمستقر أن الزيت يزيد سعره كلما انخفضت كثافته أعلم أن الحدود متفق عليها فوق الأرض لكن السؤال عما تحت الأرض هل تستطيع الدول المجاورة سحبه؟ أكرر: شكرا على إضافتك القيمة.
اخي السفانية بكاملة داخل السعودية وبعيد عن الحدود ربما قصدت الخفجي والمنطقة المحايدة . وهي محلولة ولا توجد مشاكل . اما شيبة فمعظمه داخل الحدود السعودية . ولو شيكت قوقل ارض لن تجد منشئات على الارض الا التي تقع داخل السعودية والاطراف ملتزمة بالاتفاقية الحدودية ما عدا شرط دخول شركة البترول السعودية الى الجزء الواقع في داخل الحدود حسب نص الاتفاقية الموقعة من الشيخ زايد. الكلام عمان لها نشاطات بترولية عند الحدود ولا اعتقد انها تسوى او هناك توجه لنخرج شطارتنا على عمان الشقيقة .
أشكرك على الإيضاح. بالنسبة لعمان وغيرها شقيقة في الاجتماعات الخطابات. اما وقت الفلوس ماحد شقيق أحد شكرا لك
المطلع على اخبار الطاقة العالمية ... يلاحظ ان العالم يبحث لإيجاد بدائل عن استخدام البترول كمصدر للطاقة ... يبحثون عن بدائل صديقة للبيئة ... والدراسات تقول ان التخلي عن البترول لن يكون في العقدين القادمين والله اعلم ... لانهم لم يتوصلوا لحد الان الى مصدر بديل عن البترول ويكون صديق للبيئة هذا من جهه ... اما من الجهه الاخرى ... هناك مخاوف من نضوب البترول ونقص استخراجه من الارض ... وهو الذي لا يزال المصدر الاول للطاقة ... وكل الدول تتحرك سياسياً لتضمن امدادها بالبترول ... فلذلك ... الافضل ان يستخرج البترول وبكميات كبيرة جداً ... وان تقام المشاريع التي تساعد على رفع استخراج البترول ... وفي هذه الحاله ... يجب ان تستثمر هذه الاموال التي جمعت من استخراج البترول في اوعية استثمارية جيدة ذات مخاطر قليله ولو بهوامش ربح قليله ... لاننا لا نريدها السنة القادمة ولا العقد القادم ... نتركها للاجيال القادمة ليستفيدوا منها ... (( عذراً على الاطالة )))