لعلّه من غرائب المصادفة أن يحدث في نفس اليوم الذي تفاجئ السيارة السعودية أصيلة من صناعة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية شقيقتها السيارة السعودية غزال من صناعة جامعة الملك سعود (عن واس والصحافة السعودية) أن تفاجئ السيارة اليابانية ليف LEAF من صناعة نيسان السيارة الأمريكية فولت VOLT من صناعة جنرال موتورز (عن وكالات ألأنباء).
أصيلة وغزال (من اسميهما) تتنافسان على طريقة مسابقات مزايين السيارات أيهما تبدو أجمل في صالات العرض (أو في الصور على صفحات الجرايد) فهما لم تدخلا مضمار السباق على المبيعات والسيرعلى الطرق بعد. بينما فليت وفولت تتنافسان على أيهما تسبق الاخرى للحصول على الزباين في السوق والسير على الطرق باستخدام الكهرباء والاستغناء عن البترول.
الظواهر تقول إنه في خلال السنوات العشر المقبلة ستلحق بالركب في دخول مضمار سباق صناعة السيارات السعودية جميع كليات الهندسة في جامعاتنا حتى يصل عدد الجهات المصنّعة للسيارات لدينا بعدد الشركات المصنّعة للسيارات في العالم.
نحن لا نحتاج إلى أن تدغدغ عواطفنا وسائل الاعلام نقلا - عن واس - كل يوم بالإعلان عن صناعة سيارة سعودية جديدة لنتفرج عليها معروضة في صالات عروض المزايين.
نحن نحتاج الى مصنع واحد للسيارات بشرط أن يكون جميع عماله سعوديين (باعطائهم أجورا مجزية لا تقل عن أجر العامل الأمريكي أو الألماني أو أي دولة متقدّمة رغم أن أرباح رجال الأعمال فيها أقل - بسبب تشجيع حكومتنا الرشيدة للصناعة - من أرباح رجال الأعمال في المملكة).
السؤال الأول من سيشتري السيارات السعودية التي ينتجها عمال سعوديون اذا كانت الدول التي نستورد منها من الخيط الى الأبرة تتهمنا اننا نغرق أسواقها بالبتروكيماويات ونتسبب في الحاق بوار منتجاتها التي تصدّرها الينا فكيف سيستوردون منّا السيارات؟
الجواب ستشتريها الوزارات والدوائر الحكومية في المملكة فتوفّر للمملكة مليارات الريالات التي يتم خروجها من اقتصاد البلد كل سنة لاستيراد السيارات.
كم عدد السيارات المستوردة التي تشتريها الدوائر الحكومية في العام الواحد وما متوسط سعر السيارة الواحدة وكم هي القيمة الأجمالية لاستيراد هذه السيارات في السنة؟
جاوبي يامصلحة الأحصاءات العامة فهذه الاحصائية (غالبا قد تكون موجودة الآن لدى المصلحة) لأنها من أسهل الاحصائيات التي يمكن اعدادها بدقة متناهية ولا تثير الجدل - سواء من ناحية التعريف أو تجميع الأرقام - فهي بالتأكيد أسهل كثيرا من اعداد حسابات الناتج القومي، وعدد السكان، ومعدلات التضخم، ونسبة البطالة الى اخر قائمة الأحصائيات التي تنشرها عادة المصالح المختصّة بإجراء عمليات الإحصاء في جميع أنحاء بلاد العالم.
في الجانب الآخر تتسابق شركات صناعة السيارات في العالم على تطوير صناعة سيارات تسير على مصادر طاقة متجددة لأنها تعرف أنه - مع رخص سعر البترول - إلا أن مصير البترول الرخيص سينضب - شئنا أم أبينا - عن قريب فترتفع أسعار (وربما ينعدم وجود) البنزين ولا بد من ايجاد بدائل متجددة حتى تستمر الحضارة الانسانية ولا ينتكس قطاع المواصلات فيعود الانسان الى عصر التتقل على القدمين وعلى ظهور الحيوانات.
ليس فقط شركة نيسان وبقية الشركات اليابانية الأخرى. وليس فقط شركة جنرال موتورز وبقية الشركات الأمريكية الأخرى. بل جميع شركات صناعة السيارات الأوروبية لديها مشروعها الخاص بها. وحتى الشركات الجديدة على الكار كالصينية والهندية وبقية الدول الآسيوية.
اذن العالم بالتأكيد لن يعود الى استخدام الحيوان والقدمين للتنقل بعد نضوب البترول الرخيص فهو يسير وفق خطط مدروسة تسير وفق جداول زمنية محدّدة تنقله بسلاسة من مرحلة الى مرحلة في رحلة حياة الإنسان - الى ما شاء الله للإنسان أن يعيش - على كوكب الأرض.
نحن على عكس العالم جميع خططنا للمستقبل مبنية على أن البترول سيبقى الى الأبد مصدر دخلنا ولا نحتاج لمصادر دخل بديلة فجميع خطط وزارة التخطيط (وتقدير ايرادات ميزانية وزارة المالية) مبنية على توقعات زيادة ايرادات البترول ولذا فإن أول ما يفكر فيه المختصون لدينا لإعتماد أي مشروع ليس هو من أين نأتي بالمال بل هو كم عدد العمال الذين يحتاجهم المشروع وتقديم طلب باعطائهم تسهيلات لاستقدام هؤلاء العمال.
أما العاطلون من شباب البلد - لا تتريب عليهم - فاذا عجزت جميع حلول توظيفهم في القطاع الخاص فخير البترول واجد (دائم ولن يزول) ولن تعجز وزارة المالية أن تصرف لهم اعانات ضمن مخصّصات بقية السعوديين في مصلحة الضمان الاجتماعي.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
لقد أصبح للأسف ما أشرت اليه فى المقال من مفارقات وظواهر حقائق وطنية نتميز بها بين خلق الله فى هذا العالم الواسع ، فبالرغم من أهمية التطرق لوضع تصورات للبدء فى صناعة السيارات وطرح نماذج لها أعلامياً وكأن تلك الصناعة تستمد لتدشينها على موافقة عموم السكان ، الا أن هناك أولويات رئيسية على مستوى الاقتصاد الكلى أصبح معالجتها أحد الخيارات بأن نكون أو لا نكون ، منها إعتماد أكبر منتج للنفط فى العالم فى ميزانيته وحياته بصورة عامة على هذا المورد الناضب قريباً وكأن من بيديه الحل ينتظر تلك اللحظة الكئيبة لتكون له حافزاً لبدء العمل ، كيف يمكن تخيل دولة ما تتمتع بميزة نسبية فى العديد من المجالات التى حباها الله بها دون استراتيجية وطنية شاملة تعتمد بعد الله على تلك الميز النسبية بالنسبة والتناسب ، فلم نعد نعرف حتى الآن هل نحن بلد صناعى أم زراعى أم خدماتى وتجارى أم نحن ولقدراتنا الفذه نجميع بين تلك الخيارات ، إن المقارنة بين من يملك هذه الثروات دون أن يبذل أى جهد فيها سوى استخراجها وبين دول ليس لديها من الثروات سوى عقول أبنائها وتتمتع برصيد وافر من الرقى والتطور والرفاه كفيل بإصابة من يملك قليل من العقل لدينا بالاحباط !!
اخي دكتور انور تخصصي ماجستير هندسة سيارات من واحدة من الجامعات البريطانية ... و اقول لك بالفم المليان ... كل ماتسمعه هو خرطقه اعلامية ! دول العالم الثاني ( بما فيها الاتحاد السوفيتي السابق و ابنتها الوريثه روسيا ) لم ينجحوا و لن ينجح احد منهم في صناعة السيارات ! اوربا الشرقية و امريكا الجنوبيه و المكسيك و الصين و الهند و ايران ... كلها فشلت صناعة السيارات تحتاج ان تضمن التصدير حتى تنجح وايضا تحتاج عمالة رخيصه و تقنية عالية وجودة و و و و و و ...الخ لذا حتى مصانع تويوتا و نيسان و غيرها لا تصنع السيارة كاملة ... بل اجزاء بسيطة و الباقي هو تجميع من مصانع يوكوهاما التي تصنع نفس القطع لكل المصانع لكن بتقنيات و جودة مختلفة ( تبعا لرغبة صاحب الطلب >>> هوندا مثلا ) وبالتالي السعر مختلف في النهاية ! المضحك ( و المبكي في نفس الوقت ) ان تدعي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم و التقنية صناعة سيارة ردا على ادعاء جامعة الملك سعود ! اذا كانت دولا عملاقة صناعيا ولها قرن و ربع القرن وهي تصنع السيارات ( منذ العام 1886 ) لم تستطع تصنيع سياراة كاملة ... تجي دول متأخرة صناعيا تدعي انها صنعت سياراة كاملة ! بصراحة ... اتمنى الكشف على القوى العقليه للمسؤلين في العلوم و التقنية و الملك سعود !
بكل أسف غزال و أصيلة ليس الهدف منها تجاري او ربحي لانهم يعرفون بانهم لن يستطيعوا المنافسة لأننا ماننافس الا فشي لنا ميزه نسبيه فيه كالبتروكيماويات، اما مجال السيارات فكبريات الشركات اكلت كل الكيكة تقريباً فهي تعمل في هذا المجال منذ ١٠٠ عام تقريباً والآن تتجه الى صناعة السيارات التي تعتمد على الكهرباء ونحن الآن فقط بدأنا نفكر في صناعة سيارات البنزين؟
KiNg RoMa مابعد ردك رد
بنضرة عاقلة ...ومتأنية....تونا بنبدأ نصنع بعد ما إنتهى الآخرون.....عسى ما تكون الفاتورة خيالية ومبالغ فيها..........الذكاء في إضافة متميزة على المحرك أو إيجاد محركات تعمل بطرق أخرى أو طرق تدمج الكهرباء مع الغاز والوقود محرك ثلاثي مثلاً .....يعني تطوير جديد .....مهوب شي انتهى منه العالم. أقول حدنا.....التجميع بس.....بعدين أذكر إن القطاع الخاص يقول أن تصنيع السيارات داخلياً غير مجدي ........طبعاً علشان ما يخسر السوق ويقلل ثروته فهو يحارب تصنيعها ......وإلا ما مثلها تصنع هنا أو على الأقل تجمع هنا ...أقل ما فيها سيارات توصيل المطاعم والبريد وغيرها يدورون السيارات الصغيرة الإقتصادية جداً.
نعم هناك فرق بين من يريد الانتاج و من يريد الاضواء. و الشباب ما قصروا