إن من يألفون هذه المطبوعة سيعرفون أن هذا هو "تمرين البجعة السوداء" الذي استلهمناه من نسيم نيقولا طالب، كاتب المقالات اللبناني ذي النزعة الفلسفية، والذي ننتجه كل سنة كإطلالة على المستقبل نوفرها لعملاء Saxo Bank. وفي كتاب "البجعة السوداء: تأثير الأحداث المستبعدة تماما"، يؤكد طالب على أن وقوع حدث بجعة سوداء أمر مستبعد كثيرا ويتميز بثلاثة خصائص رئيسة: أنه لا يمكن التنبؤ به؛ وأن تأثيره هائل؛ وأننا بعد وقوع الحدث نقوم بتأليف تفسير يجعله أقل عشوائية وأكثر إمكانية للتنبؤ، عما كان عليه.
إن تنبؤات Saxo Bank الجامحة العشر قد تفيد في إجراء اختبار شد لحقيبة استثمارية معينة أو التفكير في خيار لا تتوفر له الإمكانات المالية. ويجب على القراء كذلك أن ينتبهوا إلى أن هذا ليس تمرينا علميا بحتا، وليس القصد من التنبؤات أن تكون كذلك على الإطلاق. وفي السنوات الماضية صدقت توقعات Saxo Bank في أربع مرات من عشرة. والعام الماضي كان عدد التوقعات الصحيحة ثلاثة فقط، وكثير من التوقعات، بالطبع، لا تتفق مع آراء البنك أو المحللين.
إننا لنثق أن عام 2010 كان عاما حققتم فيه الازدهار ونتمنى لكم الأفضل لعام 2011. لكن عليكم الحذر فقد تتعثرون في بجعة سوداء.
الكونجرس الأمريكي يعترض توقعات بيرنانكي للربع الثالث
مع دخولنا في النصف الثاني من عام 2011، يزداد نجاح السياسيين والمثقفين في وضع الاحتياطي الفيدرالي موضع المدافع لكونهم كانوا من وقف - من خلال الانتقادات التي وجهوها- وراء الجدل الذي شهده الكونجرس الأمريكي وما تبعه من محاولات إنقاذ البنوك وكارثة الدين العام. وفي هذه الأثناء، عادت المشاكل والأزمات تعصف بالبنوك الكبرى مع خطر الإفلاس الذي تمثله محافظها الخاصة بالرهن العقاري. فقد حث بيرنانكي، رئيس مجلس إدارة الاحتياطي الفيدرالي، اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لبيان توسع قوي جديد في السياسة النقدية لتخفيف الضغوط التي تتعرض لها البنوك والحكومات المحلية، لكن اتجاها آخر يقوده رون بول ويمثل تحديا لسلطة الاحتياطي الفيدرالي يرى أن الكونجرس يمنع السلطة من توسيع ميزانيتها العمومية ويفرض عليها في النهاية تحديا يتمثل في ثنائية الاحتياطي الفيدرالي المتمثلة في التوازن بين عنصري العمالة/التضخم.
أبل تشتري فيسبوك
ماذا تفعل عندما تريد السيطرة على سوق مستهلكي السلع الإلكترونية والهواتف المتحركة وليس لديك حضور مهم على الشبكات الاجتماعية؟ أوه! وصندوق حربي لا يحتوي إلا على 51 مليار دولار أمريكي؟ تشتري فيسبوك أم الشبكات الاجتماعية (التي لمّا يتم تحويلها إلى أموال). إن شبكة فيسبوك تساوي 43 مليار دولار، وفقا لموقع sharespost.com. وفي المقابلات التي أجريت معه أوضح ستيف جوبز الرئيس التنفيذي لشركة أبل أن الشركة كانت تجري مباحثات مع فيسبوك حول فرص عقد شراكة بين الطرفين، وإن كان قد ذكر أن المحادثات لم تسفر عن شيء في النهاية. وكانت فيسبوك تسعى وراء "شروط مرهقة لا يمكننا أن نوافق عليها"، وفقا لما ذكره جوبز. وفي قمة Web 2.0، دعا مؤسس فيسبوك مارك زوكربرج أبل إلى تخفيف نهجها في ربط بنج بفيسبوك وقال أن على أبل أن "تستقل الحافلة". بل إن ستيف جوبز قد يستقل الحافلة بالفعل ويشتري فيسبوك بأكملها. وهذا معقول تماما، إذ أن فيسبوك لا تتنافس مع أبل و "تتصدى" لجوجل، وهو الأمر الذي يروق لجوبز بعد أن أصبحت جوجل عدوه الأول. وهي صفقة مغرية... إذ يمكن دمج قاعدة بيانات مشتركي فيسبوك العملاقة التي تربو على 500 مليون مستخدم في منتجات وخدمات أبل، حيث لكل مشترك في فيسبوك حساب تلقائي في iTunes Store ودردشة FaceTime chat المدمجة في دردشة فيسبوك. وهذا يعني عدداً كبيراً من أجهزة iOS.
مؤشر الدولار الأمريكي يتخطى حاجز 100
يبدو أن النمو الاقتصادي يسلك مسارا صحيا في معظم مناطق العالم لفترة ما في عام 2011، على الأقل خارج أوروبا واليابان. لكن ستحدث مشاكل في الصين حيث ستفشل خطتها الخمسية الثانية عشر الجديدة التي تستهدف زيادة الاستهلاك في تحقيق الأداء المأمول. ومع نمو القاعدة الصناعية الصينية ببطء أكثر أو عدم نموها على الإطلاق نتيجة لتغير السياسات، ستشهد اقتصادات الدول التابعة التي يعتمد اقتصادها على الطلب الصيني حركة تصحيح حادة. وهكذا ستتعرض الشهية للإقبال على المخاطرة على مستوى العالم إلى هبوط حاد، ومع الكفاح الذي يمارسه الاقتصاد الياباني والاضطراب الذي يعصف بمنطقة اليورو، لن يبدو الدولار الأمريكي فجأة بمثل السوء الذي كان عليه من قبل. وينطبق ذلك بشكل أخص مع النقص الحاد للدولار في السوق في بداية العام. وسوف يدفع توالي هذه المواقف مؤشر الدولار الأمريكي ليتخطى حاجز 100 بنسبة 25 %، وذلك في فترة متأخرة من الربع الثالث من عام 2011.
عائدات سندات الخزينة الأمريكية التي تستحق بعد 30 سنة تنخفض إلى 3 %
إن سياسة تخفيض قيمة الدولار، والتي تضرب بجذورها في "حرب العملات" التي شهدها عام 2010 ، ستجبر الأسواق الناشئة على استخدام المزيد من احتياطياتها بالدولار في الخزانة. كما ستتجاوز الولايات المتحدة الحافة لتتجه نحو "تطبيق النموذج الياباني" على اقتصادها مع تناقص معدلات التضخم الجوهري. ولم يحقق التيسير الكمي الذي قام به الاحتياطي الفيدرالي أي آثار إيجابية، بصرف النظر عن تخفيف أوجاع الميزانية العمومية للبنوك الأمريكية. فلم تحصل مين ستريت على الكثير عدا بعض المزايا من ارتفاع طفيف في أسعار الأسهم، بينما فشلت في الوقت نفسه في إصلاح النظام، حيث لا يعود الاقتراض إلا ببطء ولن يحصل التعافي على أي قوة دفع. ثم هناك بعد ذلك منطقة اليورو حيث سيفشل البنك المركزي الأوروبي والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي في علاج آلام دول البيجزPIIGS السطحية، دافعين قطيع المستثمرين إلى الارتماء في أحضان العم سام الآمن. ومع أن عامل الشعور بالتفاؤل ربما شهد ارتفاعا في الولايات المتحدة في الجزء الأخير من عام 2010 ، إلا أنه سوف يتلاشى في عام 2011 وتتناقص عائدات سندات الخزينة التي تستحق بعد 30 سنة إلى 3 %.
هبوط الدولار الأسترالي مقابل الجنيه الإسترليني بمعدل 25 %
تعود المملكة المتحدة إلى قيم الأيام القديمة، حيث العمل بجد وادخار المزيد، وسرعان ما ستشهد توسعا قويا على نحو مدهش في عام 2011 مع تحدي تلك الدولة التي يعصف بها التقشف للرافضين. والأسواق ستكون مهيأة للمملكة المتحدة في ظل التوسع العريض الذي سيبديه الاقتصاد مع شق رئيس الوزراء كاميرون لطرقها خلال النظام. لكن القطوع الكبيرة والضيقة لن تمنع حماس المستهلك، ومع تعزيز الادخار الحقيقي للإنتاج، سيعاود الاقتصاد نشاطه في النصف الثاني من عام 2011 لينهي ذلك العام وهو يحتل مركزاً رائداً في النمو على مستوى أوروبا.
أما أستراليا فسنراها وهي تكافح مع اقتصاد خائر مع ضغط الصين على المكابح بقوة أكبر لمنع التضخم من الخروج عن السيطرة. وأضف إلى ذلك أن السوق العقارية الأسترالية تحتاج إلى ضبط الزمام في أفضل الأحوال وتبدو كفقاعة على وشك الانفجار في أسوأ الحالات، وسيشهد الدولار الأسترالي انخفاضا بمعدل 25 % مقابل الجنيه الإسترليني.
النفط الخام يتدفق قبل التصحيح بنسبة الثلث
سيواصل النفط الخام - الذي تقوده حاليا التوقعات الكبرى من جانب المستثمرين الأساسيين- قفزاته ليزيد عن 100 دولار للبرميل في أوائل عام 2011 في خضم موجة الانتشاء بكسر الاقتصاد الأمريكي لقيوده. وعلى عكس عام 2008، فلن تكون هناك متابعة حتى النهاية لتحقيق قدر أكبر من الأمان وسيجد المستثمرون أنفسهم وقد تشبثوا بمراكز نفطية لا يمكنهم المحافظة عليها. وسوف يرضخ النفط الخام لحركة تصحيح عنيفة لأسعاره بمقدار الثلث في فترة لاحقة من العام.
أسعار الغاز الطبيعي ترتفع 50 %
يدخل الغاز الطبيعي عام 2011 بفائض في العرض حيث أدى الركود الاقتصادي العالمي إلى زيادة العرض على الطلب طوال عامين، وهو ما قاد بدوره إلى عامين من الخسائر التي دارت في فلك رقم مكون من خانتين. لكن مع دخوله عام 2011، سوف تتحسن أساسيات هنري هب على نحو درامي. وسوف يؤدي زيادة الطلب الصناعي للاقتصاد الأميركي الذي سيشهد تعافيا، والرخص التاريخي مقارنة بالخام والفحم، واستواء المنحنى المتجه للأمام واتخاذ إجراءات بشأن عروض تصدير المزيد من احتياطيات الغاز الطبيعي الأمريكي، سوف تؤدي كلها مجتمعة إلى جعل الاستثمارات السلبية في الغاز أكثر ربحية. وهذا كله بالإضافة إلى شدة برودة الطقس، التي تؤدي إلى استنفاد سريع للمخزون. ومن هنا سيرى هنري هب قفزة لأعلى لا تحدث إلا كل 25 سنة بنسبة 50 % في عام 2011.
الذهب يحلّق إلى 1800 دولار مع استمرار حرب العملات
ستعود حرب العملات بضراوة أكبر في عام 2011، يزيدها سعارا تحسن الاقتصاد الأمريكي وليس وجود حاجة لمساعدة الاقتصاد على التعافي. وسوف يتسع العجز التجاري الأمريكي مع خواء جيوب المستهلكين والحكومات. ومع اتساع نطاق العجز، ستصبح خطة الرئيس أوباما "لمضاعفة الصادرات في خمس سنوات" حلما خياليا وتحفز "رجل الشارع" على لي ذراع الكونجرس الأمريكي لملاحقة دولار أضعف. وسوف تتراكم الضغوط على الصين، ومع فرار المستثمرين إلى المعادن بحثا عن الاستقرار، سيحلق الذهب إلى 1800 دولار أمريكي للأوقية.
مؤشر ستاندارد آند بورز لأكبر 500 شركة يصل إلى مستوى تاريخي
سيواصل د. بيرنانكي، مستخدما أمره الإلزامي "احرصوا على أن تواصل أسواق المال ارتفاعها"، ضخ السيولة في النظام في عام 2011. وحتى المستثمرون "الصغار" سيدركون أن الاستراتيجية الوحيدة التي تستحق الاتباع هي شراء الأسهم المنهارة. لكن هذا التكتيك سيفلح فعليا مع الاحتياطي الفيدرالي، حتى لو كان بيتا من ورق، وسيبدأ المستهلكون الأمريكيون في الإنفاق مع تحسن صناديق أسهمهم، وسيغفرون لمديري أموالهم. لكن لن تعتمد الشركات الأمريكية على الثقة في أن السعر الصحي للسهم مؤشر جيد على الصحة وسوف تواصل عملية الخفض: تحسينات في الهامش والإنفاق بحذر وإدارة ميزان المراجعة مع إعادة تمويل الدين بمعدلات فائدة صفرية.. الخ. وما عليك أن تعرفه بعد ذلك أنه تعافٍ مناسب وأن المؤشر المعياري الأمريكي سيصل إلى الذروة التي وصل إليها في عام 2007 في المرآة الخلفية وهو في طريقه ليحقق 1600 نقطة.
مؤشر آر تي إس الروسي يحقق 2500 نقطة
عاصفة ممتازة لمؤشر آر تي إس الروسي في عام 2011. وسوف تبدأ الفقاعة الاقتصادية العالمية التالية في التضخم في فترة مبكرة من العام، لترسل النفط الخام لأعلى من 100 دولار أمريكي للبرميل مرة أخرى. ولن يقوم المستثمر الأمريكي العادي باستثمار أمواله في أي شيء عدا شراء الأسهم المتدنية في أسعارها في سوق الأسهم الأمريكية، وسيحقق محبو سوق الأسهم الروسية القيمة التي ينشدونها في مؤشرهم بمكرر ربحية لسنة للأمام بمقدار 8.6 ونسبة رسملة تبلغ 1.26. وسوف يتضاعف مؤشر آر تي إس تقريبا ليحقق 2500 نقطة في عام 2011. وتقول سوق الخيارات أن احتمالات حدوث ذلك تبلغ واحد إلى اثني عشر، لكن المؤشر حقق ذلك لآخر مرة في منتصف عام 2008.
في العام المضي تحققت ثلاثة توقعات من عشرة وقبله تحققت اربع من عشرة اذن العام الحالي هل تتقعون تحقق اثنين من عشرة او العودة الى اربعه من عشرة . لكن ربما يكون اكثرها اهتماما هو شراء ابل لموقع فيس بوك . واظر ماذا سيكون مصير شركات الاتصالات .