أتشرف بعضوية لجنة شباب الأعمال ولجنة جائزة الأمير سلمان لشباب الأعمال واللتين تلقيان دعما كريما من سموه ويقوم عليهما شباب نشيطون (ما عدا أنا) على رأسهم الأخوان فهد الثنيان وبدر العساكر. وأجتمع من خلال اللجان أو بحكم عملي بشباب لديهم أفكار رائعة لشق طريق الأعمال وخلق ثروات صغيرة تكبر مع الزمن.....
وأسهل طريقة لخلق ثروة صغيرة هو البدء بثروة كبيرة! على رأي المرأة التي تقول إن زوجي أصبح مليونيرا بعد أن تزوجني فسألتها صديقتها وماذا كان قبل ذلك فقالت كان مليارديرا!!
عموما بعض شباب الأعمال من أجل تحقيق نجاحه في أعماله يغرق في قراءة كتب الاستراتيجيات والإدارة وكتب ''كيف تبني مشروعك الناجح'' أو ''كيف تنجح في عالم الأعمال'' وغيرها من الكتب. والحقيقة أن كتب الإدارة والأعمال مملوءة بالاستراتيجيات والطرق والمبادئ التي يقوم عليها ''البزنس'' في العالم ولكن كبار رجال الأعمال لم يبدأو من كليات إدارة الأعمال ولكنهم بدأوا من الأعمال نفسها. ولذلك تجد بعض رجال الأعمال أميّين يجدون صعوبة في قراءة كتاب الهجاء ولكنهم يقرأون صكوك الأراضي أفضل من أي كاتب عدل (لم يُطوَ قيده!).
وأنا لست ضد كليات إدارة الأعمال ولكن محور انتقادي هو على الاعتماد التام على المادة المقدمة من تلك المؤسسات ومن تلك الكتب وتطبيقها بحذافيرها مما يقلل المجال للإبداع. ولذلك من الممكن أن يغرق شباب الأعمال نفسه في تحليل ''قوى بورتر الخمس'' وينسى التركيز على قوة رؤيته الشفافة واستشرافه للمستقبل. أو يحلل السوق تبعا ''للمزيج التسويقي'' وينسى أن الأعمال الصغيرة لا تعتمد على ''مزيج'' وإنما على شخص واحد هو نفسه. السيد هنري منتزبيرغ وهو أحد أعظم مؤلفي كتب الأعمال وتدرس مؤلفاته في كليات الإدارة على مستوى العالم له كتاب اسمه ''مديرون وليسوا حملة إم بي اي (ماجستير إدارة الأعمال)''. ونظريته أن مبادئ الأعمال ونظرياته تدرس بالطريقة نفسها والقواعد نفسها من الولايات المتحدة غربا إلى اليابان شرقا ولذلك تخرج نسخ تفكر بالطريقة نفسها. والفكرة أن هذه النظريات وآليات التحليل تقلل فرصة العقل للابتكار ويظل يعمل حسب رؤية تلك النظريات وليس حسب رؤيته الشخصية.
والمشكلة التي طرحها منتزبيرغ نجد حلها في رأي أبو نواس . وأبو نواس جاءه مرةً رجل يريد أن يكون شاعراً. فقال له: اذهب فاحفظ ألف قصيدة فذهب الرجل وجاءه بعد عام. فقال: حفظت ألف قصيدة. فقال أبو نواس اذهب فانسها. والفكرة في نظري أنه يجب على شباب الأعمال الالتحاق بكليات الأعمال ومعرفة نظرياته ومبادئه وذلك لخلق وتكوين أرضية من قدرتهم على تحليل توجهات الأعمال وليس لاستخدامها بشكل مباشر وحرفي. أو بمعنى آخر أن تكون تلك المبادئ والنظريات مطمورة في العقل الباطن وليس في العقل الظاهر، ودمتم.
والله صدقت ويعطيك العافية
صحيح لابد من الابتكار في الاساليب، يعطيك العافية
نصيحتك جات في وقتها ياشيخ...
السلام عليكم أوافقك على كلامك و أؤيد و بشدة الفقرة الأخيرة من مقالك الرائع وهي : " والفكرة في نظري أنه يجب على شباب الأعمال الالتحاق بكليات الأعمال ومعرفة نظرياته ومبادئه وذلك لخلق وتكوين أرضية من قدرتهم على تحليل توجهات الأعمال وليس لاستخدامها بشكل مباشر وحرفي" نعم نحن بحاجة إلى تكوين قاعدة معرفية وعلمية سوا من دراستنا لمجال إدارة الأعمال أو من خلال إطلاعنا على المستجدات في عالم الأعمال العربي و العالمي و علينا بعد ذلك خوض التجارب و تطبيق الأساسيات و التي أعتقد أنها القاعدة الرئيسية و علينا ايضا تنمية الإبداع في المهارات الأخرى و فتح المجال للتفكير الإيجابي , أي عدم تطبيق التجارب القديمة بدون إضافة لمسات إبداعية عليها مقال جيد يستحق التأمل كذلك مرة أخرى حتى بعد كتابتي لهذا الرد
والله رائع جدااا يا الرشود...... ونتمى منك المزيد