أصول رخيصة في المنطقة (قطر) – كيف تستفيد من نمو "القطرية للطيران" ومطار الدوحة الجديد (1)

21/06/2010 6
د. أحمد المزروعي

لابد وأن أغلب القراء لهذا المقال لديهم فكرة عن النمو الكبير الذي شهدته شركة "قطر للطيران" خلال السنوات الـ 10 الماضية حيث قفزت من شركة صغيرة تمتلك 4 طائرات فقط في عام 1997 إلى واحدة من كبرى شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط فبلغ أسطولها حاليا حوالي 82 طائرة...

كانت البداية الفعلية للشركة في عام 1993 بعد ان خرجت قطر من شركة الخليج للطيران مفضلة أن تنشئ شركة طيرانها الخاصة وهو ما سبقت اليه دبي في عام 1985 وتبعتهم لاحقا كل من أبو ظبي و سلطنة عمان لتتحول طيران الخليج الى شركة بحرينية..

يبلغ اسطول الشركة الحالي 82 طائرة وتطير إلى 90 وجهة حول العالم ، وتنوي مضاعفة حجم اسطولها حيث تبلغ الطلبيات القائمة 180 طائرة من ضمنها 5 طائرات من طراز A-380  و 80 طائرة من طراز A350S. واصبحت الشركة واحدة من 6 شركات طيران حول العالم تم تصنيفها (5 نجوم) من قبل "سكاي تراكس"..

ولاستيعاب هذه التوسعات فقد بدأت حكومة قطر بناء مطار جديد (مطار الدوحة الدولي الجديد) في عام 2005 وعلى حسب الموقع الرسمي للمطار فإنه من المتوقع أن يتم افتتاحه في شهر يوليو من عام 2011 بينما تشير معلومات أخرى إلى أن الإفتتاح ربما يكون في شهر يناير من عام 2012.. وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمطار بعد افتتاح المرحلة الأولى حوالي 24 مليون مسافر (تقريبا نصف مطار دبي الدولي) ومن ثم إلى 50 مليون مسافر عند اكمال المرحلة الثانية بحلول عام 2015...

وبإختصار فإنه من المتوقع أن ترتفع حركة السفر في مطار الدوحة بشكل متواصل خلال السنوات الخمس القادمة وما بعدها وخصوصا في الفترة التي تعقب افتتاح المطار الجديد...

والسؤال الذي يمكن أن يطرحه أي مستثمر هو:

كيف يمكن الإستفادة من هذه التطورات وهل هناك شركات مدرجة لها علاقة بهذه التطورات ؟؟؟....

شركة قطر لوقود الطائرات:

شركة "قطر لوقود الطائرات" هي الشركة التي تزود مطار الدوحة بوقود الطائرات وبالتالي ستكون من أكبر المستفيدين من نمو الحركة في المطار و زيادة اسطول "القطرية للطيران" ولذلك فإنه من المتوقع أن تنمو ايراداتها وأرباحها بشكل مستمر خصوصا بعد عام 2011 عندما يتم افتتاح مطار الدوحة الدولي الجديد وتستلم "القطرية للطيران" طلبياتها الجديدة..

تحصل الشركة على إيراداتها من بيع وقود الطيران لشركات الخطوط الدولية التي تستعمل مطار الدوحة وعلى رأسها الزبون الأكبر "القطرية للطيران"... تشتري الشركة الوقود من مصفاة قطر للبترول في مدينة مسيعيد والذي يتم نقله بالأنابيب إلى أماكن التخزين في مطار الدوحة ، ومن ثم تزويده للطائرات، و تحصل الشركة على هامش ربح ثابت عن كل جالون تبيعه وهذا الهامش غير معلن ولكن يبدو أنه بحدود 12 إلى 15 % فوق سعر الشراء حسب تقديراتي...

تعتمد الإيرادات والأرباح المحققة للشركة على عاملين رئيسيين هما :

1. حركة المطار: فكلما زادت الحركة في المطار كلما زادت المبيعات وهذا شئ بديهي 2. سعر وقود الطيران: نظرا لأن الشركة تبيع بهامش ربح ثابت تقريبا فإنه كلما ارتفع سعر وقود الطيران (المرتبط تماما بسعر خام النفط) كلما سجلت الشركة مبيعات و أرباح أعلى..

والجدول التالي يبين تطور ايرادات و أرباح الشركة خلال العامين الماضيين:

كانت أرباح عام 2008 أرباحا قياسية بسبب وصول اسعار النفط في ذلك العام إلى مستويات قياسية وبالتالي إنعكس ذلك على أسعار وقود الطيران ، ولم تكن زيادة الحركة لعام 2009 كافية لتعويض تراجع أسعار وقود الطيران... لكن حتى في السنة السيئة لاحظ أن الشركة حققت 201 مليون ريال أو ما يعادل حوالي 50 % من حقوق المساهمين وبالتأكيد فإن الارباح المحققة تفوق راسمال الشركة (لم استطع الحصول عليه ولكني أعتقد أنه بحدود 150 مليون ريال قطري)..

ومع تعافي أسعار النفط في عام 2010 عاودت الشركة النمو كما يتضح من نتائج الربع الاول 2010:

  ويبدو من نتائج الربع الأول 2010 أن الشركة في طريقها لتجاوز الأرباح المحققة خلال عام 2008 ولكن الأهم من ذلك هو ما سيحدث من تطور لنتائج الشركة بعد افتتاح مطار الدوحة الدولي الجديد ، حيث يتوقع ان تكون أنهت الشركة في بداية عام 2011 جميع البنية التحتية التي توصل وقود الطائرات من مصفاة قطر للبترول إلى المطار الجديد...

يجب الإشارة إلى أن شركة "قطر لوقود الطائرات" غير مدرجة في بورصة قطر ولكن ذلك غير مهم لأن الشركة مملوكة لشركتين مدرجتين في السوق وهما "قطر للوقود" التي تملك نسبة 60 % من أسهم الشركة، و "قطر للصناعات التحويلية" التي تمتلك حصة 40 % من الأسهم... وستكون هاتين الشركتين محور حديثنا في المقال القادم بإذن الله...