شهدت الأسواق أسبوعاً اتسم بالهدوء وغلبت عليه تغطية المراكز القصيرة وتعديلات المراكز، كما بات الانخفاض القياسي في أسعار الفائدة يغري المستثمرين بالعودة إلى الأسهم والسلع.
كان اليورو المحاصر أحد المستفيدين من هذا الهدوء الذي عمّ السوق، حيث وجد دعماً جاءه بالدرجة الأولى من نشاط تغطية المراكز القصيرة. وعاودت بعض الأسواق، بما في ذلك مؤشر ستاندرد أند بورز 500، كسر متوسط الـ200 يوم المهم ارتفاعاً،مما عزز التفاؤل على المدى القريب.
ما زالت علامات التحذير مستمرة، وما زال النفور من المخاطر ماثلاً تحت السطح مباشرة. وقد ذكرت IMM الأسبوع الماضي في تعليق إن الضغوط المالية الناشئة عن المخاوف المالية تثير خطر انخفاض كبير يواجه الاقتصاد العالمي.
وتواجه الولايات الأمريكية عجزاً يبلغ نحو 30 في المائة من جميع موازناتها، وتشير التنبؤات إلى ارتفاع هذا العجز إلى 35 في المائة للعامين 2011 و2012، وفقا لبيانات المركز الأمريكي للموازنة والسياسة.
وفي ظل التوقعات بانخفاض إنفاق الولايات، فإن ثقة المستهلكين في بعض من الولايات الأكثر تضرراً ستعاني حتماً تبعاً لذلك، وخصوصاً مع تلاشي التحفيز الذي توفره التدخلات الحكومية في الأشهر المقبلة. وربما لا تبرز هذه المعضلة الاقتصادية إلى الواجهة إلا بعد الانتخابات النصفية خلال الخريف المقبل، ولكنها تستحق أن نضعها في اعتبارنا.
حقق مؤشر رويترز جيفريز سي آر بي تقدما بنسبة 3 في المائة خلال الأسبوع الماضي، فيما حقق البن والغاز الطبيعي مكاسب ملموسة، وكلاهما يظهر الآن مكاسب تجوزت 10% تحققت على مدى الشهر الماضي.
وقد اصل النفط الخام وسيط غرب تكساس تعافيه ليحصل على الصدارة من الدولار الآخذ في الانخفاض، حيث كسرت الأسعار المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم لشهر التسليم الحالي عند 76.85 دولاراً أمريكياً للبرميل، ولكن تراكماً مفاجئاً في المخزون عاد بها إلى الانخفاض.
وقد استعاد شهر تسليم عقد يوليو الآن نصف ما فقد خلال البيع المكثف الذي شهده شهر مايو. أما الحركة التصحيحية بنسبة 50 في المائة فهي عند 78.45 دولاراً أمريكياً للبرميل، ولعل هذا يكون سقف الارتفاع في الوقت الحالي. ونوصي المستثمرين بالبحث عن الدعم عند مستوى 73.95 دولاراً أمريكياً للبرميل يعقبه مستوى 72.65 دولاراً أمريكياً للبرميل.
أمضى الذهب الأسبوع الماضي معززاً مركزه في نطاقه السعري بين 1220 دولاراً أمريكياً للأوقية و1254 دولاراً أمريكياً للأوقية قبل أن يصل إلى ذرى جديدة يوم الجمعة. وتواصلت المخاوف بشأن الديون السيادية، وزيادة البنوك المركزية أرصدتها، وأسعار الفائدة المنخفضة انخفاضاً قياسياً، مما أدى إلى استقطاب مشترين جدد للذهب، وحدوث تحرك دون مستوى 1195 دولاراً أمريكياً للأوقية هو وحده الذي من شأنه أن يفجر نوبة من تصفية المراكز الطويلة. كما هدأت التدفقات الداخلة إلى صناديق الذهب المتداولة في البورصة نوعاً ما، وهو انعكاس للنشاط الهادئ عموما في الأسواق خلال الأسبوع الماضي.
إن حدوث تجاوز صعودي مستدام لمستوى المقاومة عند 1254 دولاراً أمريكياً للأوقية سيجعل الأنظار تتجه إلى مستوى 1300 دولار أمريكي للأوقية، في حين يمكن الحصول على الدعم عند مستوى 1220 دولاراً أمريكياً للأوقية يليه مستوى 1195 دولاراً أمريكياً للأوقية.
استحوذ قطاع السلع الزراعية على كثير من عناوين الأخبار في الفترة الأخيرة. ففي الأسبوع قبل الماضي كان الكاكاو محور المخاوف، وفي الأسبوع الماضي أدى الخوف من الصقيع في البرازيل إلى دفع البن العربي عالي الجودة (الذي تجري المتاجرة فيه في نيويورك) إلى الارتفاع إلى أعلى مستوى له منذ 27 شهراً، مع ارتفاع العقد الآجل تسليم شهر سبتمبر بمقدار 25 دولاراً قبل أن يجد مشترين. كما كان للمخاوف من جودة محصول البن الذي تم جنيه بالفعل أثر في ذلك أيضا.
أما السعر الذي شهد أكبر تحرك خلال الأسبوع الماضي فهو بلا شك سعر الشوفان، حيث ارتفع العقد الآجل تسليم شهر يوليو في بورصة مجلس شيكاغو للتجارة بنسبة 40 في المائة. وقد تضررت مناطق زراعة الشوفان في كندا، أكبر منتج للشوفان في العالم، بفعل السيول التي تركت الحقول خالية من الزرع، مما أثار المخاوف بشأن الناتج النهائي. كما حصل القمح أيضاً على بعض الدعم نتيجة لأوضاع الطقس في كندا، مما يعني فقدان مساحات زراعية كبيرة هذا الموسم.
بشكل عام، استعاد القطاع الزراعي حيويته خلال الأسبوعين الماضيين. وهناك منظمتان رئيسيتان، وهما منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تتنبآن بزيادات سعرية فوق المتوسط على مدى السنوات العشر المقبلة بسبب أسعار الطاقة المتزايدة والنمو السريع في البلدان النامية علاوة على الزيادة السكانية.
تعافت الذرة من القاع المزدوج عند مستوى 353 سنتاً للبوشل في بورصة مجلس شيكاغو للتجارة بالنسبة للعقد الآجل تسليم شهر ديسمبر، في حين ترك عقد القمح تسليم شهر سبتمبر القيعان الأخيرة وراءه، والأنظار الآن متجهة إلى مستوى 500 سنت للبوشل.