مبدأ وقف الخسارة

06/06/2010 6
ماهر القرا

من الأخطاء القاتلة في المضاربة، محاولة تحسين سعر مركز خاسر "بع دائما ما هو خاسر واحتفظ بما هو رابح " جيسي ليفرمور. إننا نجد الغالبيه العظمى من الناس تميل الى اخذ الارباح بمجرد ظهورها.. ويتركون الخسائر تتفاقم من دون ضابط بدلا من تطبيق مبدأ خساره صغيره مؤكده افضل من مكسب بعيد مشكوك فيه.

فلا يجب السماح ابدا لخساره صغيره أن تتفاقم وتغدو كارثة، بل يجب الخروج من السوق بسرعه وانتظار الفرص المواتية القادمة. فكما يتطلب الامر في بعض الاحيان لانقاذ مريض بتر عضو من اعضائه قبل ان يستشري المرض في كل جسمه، كذلك الحال في ادراة المحافظ الماليه.. فمعاندة السوق لا تجدي، وتصفية مركز خاسر من مجموعه من الاسهم تحافظ على قوة المحفظة.

ومن الطبيعي ان يخسر المرء في بعض قرارات الشراء والبيع، وهذا ليس عيباً، ولكن المشكلة تكمن في معاندة السوق والاحتفاظ بالمراكز الخاسره بدلا من اللجوء إلى تصفيتها بسرعة. فلابد للمستثمر التفكير عند شراء السهم بوضع حد لوقف الخساره لو تعرض السهم للهبوط المفاجئ، فليس من المعقول أن يتركه أمامه ينهار، ولسان حاله يقول خسارة ورق ولا خسارة حقيقة.

ومن الأخطاء الشائعة كذلك عند نزول سعر السهم  مقوله "سأجعل هذا السهم للاستثمار "فحقيقة الاستثمار هي أن تكون في حالة ارتفاع السوق وليس بعد نزوله، وكذلك من أكبر الأخطاء التعديل كما ذكرت في مركز خاسر، فمنهم من يقول اذا حدث هبوط للسهم.. "اشتري مع كل نزول لعمل متوسط للسهم"  فلماذا لم يفكر ذلك المستثمر في بيع السهم الخاسر وينتظر الفرصه المناسبه ثم يشتري ليبدأ معه رحله الصعود، هل من المنطق ان اعلم بان ذلك السهم في موجة هابطة وأقوم بشراء كميات يومياً.

وما هذه الاقاويل الا لتخدير العقل.. والظهور بمظهر عدم تقبل الخسارة، وجميعها في النهاية تؤدي إلى إضعاف المحفظة المالية، وربما تكبد خسائر ما لا طاقه له به.

هل تعلم ان مهمتنا في سوق الاسهم هي وقف الخساره فقط ... كيف ذلك؟

من المعروف ان عمليات التداول لا تخرج عن التالي:

1- ربح كبير

2- ربح صغير

3-  الخروج برأس المال

4- خساره صغيره

5-  خساره كبيره

واذا حذفنا رقم ( 3 ) لعدم تأثيرها ايجابا او سلبا على المحفظة الاستثمارية، وإذا ذهب الربح الصغير مع الخسارة الصغيرة في عمليات مضاربه، تبقى الخسارة الكبيرة وهي الشاغل لنا في سوق المال، ونستطيع منعها بطريقة وقف الخسارة، إذن لن يتبقى لنا الا الربح الكبير وهذا ما يرغب به جميع المستثمرين.

بهذه الطريقه نستطيع الوصول الى اننا بإتباع مبدأ وقف الخسارة، نصل إلى الربح وهو اساس تواجدنا في سوق المال.

فلنفرض ان احد المستثمرين اشترى سهم كالاهلي تكافل  بـ 200 ريال، وحدث تصحيح قوي للسهم، وتم الاحتفاظ به الى ان وصل الى 100 ريال، فلن يجني المستثمر في ذلك الوقت الا خساره كبيره وندم وضياع لوقته وجهده وماله وصحته. وانتظار ارتداد السوق على امل الرجوع إلى رأس المال. إذن أصبح وجوده في سوق الاسهم بغير فائده وربما بخسارة ماديه ونفسية واجتماعيه.

ماذا لو اشترى السهم بـ 200 ريال، وعند انخفاضه وبعد التاكد من أن السوق سلبي أو انه مر بعمليات تصريف، أو كسر خطوط دعم قوية او ظهرت اشارات سلبية على مؤشر الماكد أو المتوسطات المتحركة، أو صاحب ذلك اخبار سلبية على مستوى الاقتصاد او مستوى الصناعة أو الشركة فقام ببيعه عند 180 مثلا بما يعادل نزول 10 %،  لقد سجلت خسارة حقيقية ولكنها أنقذته من خسارة اكبر. ثم هبط سعر السهم إلى 100 ريال وقام حينئذ بالشراء، فعند وصول سعر السهم عند 110 ريال يكون قد عوض خسارته السابقه وما ارتفع بعد ذلك ستكون ارباح محققه..

((ينبغي إعطاء مزيد من الوقت لدراسة الرسوم البيانية لتحديد مسارات السهم والاطلاع على الأخبار الاقتصادية المحيطة، فسوق المال هي تجارة كسائر باقي الأعمال تحتاج إلى متابعة جادة ودقيقة لتحقيق الأرباح)) اعتقد هناك فرق كبير.. بين المتعلق بالسهم و نهايتها المؤلمة وانتظار المجهول وتكبد الخسائر، وبين مبدأ وقف الخسارة وكيفية مسايرة السوق.

اعتقد ان مشكلة الجميع هي عدم تقبل الخساره والوقوع في مصيدة التعليقة، أؤيد بان عواطفنا تمنع تقبل الخساره .. ولكن نحن في سوق شرس ان اعتمدنا بقراراتنا على عواطفنا.. فكأننا سلمنا محافظنا واموالنا الى رحمة من لا يرحم.

فلقد مر علينا انهيار فبراير2006، وتصحيحات ما بعد فبراير، وما نزال نسمع من يقولون أنهم متعلقون.. وخسروا أكثر من نصف محافظهم، أما آن لهم ان يبدؤا بدايه جيده ويتعلمو من اخطائهم..

فما زالت المعركه مستمره! فهي تهدأ وتخمد، تشتعل وتلتهب، ولكنها لا تنتهي ابدأً