هنا تكمن المشكلة!

19/05/2010 9
محمد العمران

في السنوات الثلاث الأخيرة، قامت شركة الاتصالات السعودية بعمليات استحواذ وتأسيس شركات تابعة لها في كل من ماليزيا، وإندونيسيا، والهند، وتركيا، وجنوب إفريقيا، والكويت، والبحرين، حيث بلغت القيمة الإجمالية لهذه الاستثمارات ما يزيد على 20 مليار ريال، وهو بلا شك مبلغ كبير يزيد على رأسمال الشركة نفسها تم تمويل أغلبه من خلال قروض وتسهيلات مصرفية حصلت عليها الشركة من بعض المصارف السعودية.

عند إجراء تقييم لهذه التجربة من خلال تحليل القوائم المالية للربع الأول 2010م الخاصة بشركة الاتصالات السعودية (تحديداً قائمة الدخل الموحدة)، سنجد أن حقوق الأقلية والتي كانت تحقق أرباحاً في السابق أصبحت الآن تحقق خسائر بلغت حالياً 129 مليون ريال، مما يدل على أن الاستثمارات الخارجية للشركة وبشكل مجمل أصبحت تحقق خسائر على الرغم من تضمن هذه الاستثمارات شركات عملاقة ومربحة مثل «ماكسيس» في ماليزيا و»ترك تيليكوم» في تركيا و»سيل سي» في جنوب إفريقيا وهو أمر محير نضع أمامه أكثر من علامة تعجب!

في السياق نفسه، نشرت صحيفة «الرأي العام» الكويتية يوم 18 نيسان (أبريل) الماضي خبراً صحافياً مفاده أن شركة فيفا (التابعة لشركة الاتصالات السعودية) تخسر 33 مليون دينار كويتي، وهو رقم يعادل ثلثي رأسمالها (نعم ثلثي رأسمالها) البالغ حالياً 50 مليون دينار كويتي، علما أنه لم يمض على بدء نشاط الشركة في دولة الكويت الشقيقة أكثر من 18 شهرا فقط، وهذا بدوره يقدم مثالا بسيطاً على المصاعب التي تواجهها واحدة من أسهل الاستثمارات الخارجية! وما يؤكد صحة هذا الخبر أنه لم يصدر حتى الآن نفي رسمي سواء من «فيفا» أو حتى من «الاتصالات السعودية» لهذا الخبر على الرغم من مرور أكثر من شهر على نشره.

بشكل عام، نحن مع فكرة التوسع خارجياً لشركة الاتصالات السعودية بشرط أن يكون هذا التوسع مدروساً بما يضمن تحقيق استقرار للأرباح المستقبلية وهذا هو المهم، لكن ما يحصل على أرض الواقع (على الأقل حتى الآن) هو أن الشركة قامت باستثمار مبلغ ضخم يفوق رأسمالها لم يتم تمويله من فوائض مالية، بل من قروض وتسهيلات مصرفية تكلف الشركة مصروفات تصل نسبتها إلى رأس المال ما يعادل 7 في المائة سنوياً، في حين أن العائد من هذه الاستثمارات كان في السابق يسجل رقماً موجباً (وإن كان متواضعاً) إلا أنه أصبح الآن يسجل رقماً سالباً، وهنا تكمن المشكلة!

منقول عن جريدة الاقتصادية